يُروى أن امرأة من قبيلة عنزة كان بينها وبين ابن عمها مودة، لكنه لم يتزوجها وقد نزح اهلها ونزلوا بجوار قبيلة معادية لهم، ولما رأى افراد هذه القبيلة جمال تلك الفتاة وعقلها تسابقوا يخطبونها، لكنها رفضت الزواج بأحد منهم وأقنعتهم انها لا ترغب في الزواج بغير ابن عمها.

Ad

كان هناك شخص يقوم بالوساطة في الخطبة اسمه (عياد)، وعلى الرغم من كل المحاولات والاغراءات رفضت ان تتزوج، وذات يوم جاء اليها (عياد) واخبرها بانه سيغزو قبيلتها وطلب منها من قبيل التحدي والاغاظة ان تصنع له «رسنا»، وهو الحبل الذي تقاد به الفرس او الراحلة، ووعدها بان يكافئها على ذلك بناقة من ابل ابن عمها الذي لم تقبل له بديلا، وطلب منها عياد ان تصف له ابن عمها وتنعت ابله، فبينت له ما طلب بعد ان نصحته بعدم مبارزته لانه شجاع شديد القبضة وتخشى على عياد منه، ومن الاوصاف التي ذكرتها لعياد ان ابن عمها لا يهاجم العدو الا بعد ان يشعل «غليون» دخانه، كما انه لا يهجم مع اول قومه، بل ينتظر حتى يلتحموا مع العدو، وعندما حدثت المعركة تبين ان جميع ما ذكرته المرأة في ابن عمها صحيح وقد بارز المذكور (عيادا) وكاد يرديه قتيلا، لولا انه استجاره بوجه ابنة عمه، بعد ان ابرز له الحبل الذي كانت قد صنعته له فقال له: سأعدل عن قتلك بشرط ان تذهب بفرسك وتسلمها لابنة عمي، فقطع على نفسه عهدا بذلك، وأخلى سبيله، وبعد هذا ذهب عياد الى بيت ابن عم ذلك الفارس، وربط فرسه بأحد اوتاده اثناء الليل، وهي نائمة لا تعلم، وعندما استيقظت ورأت الفرس عرفتها فأنشأت هذه الأبيات:

 

(عياد) يا ريف المسايير والجار

ما شفت بالعينين للناس عده

عينت حر من صواريم (سنجار)

يا كثر ما شل الدمى في مهده

عساك لي يا مكرم الضيف عذار

باللي عطاك المنع والمال رده

لي نفس مثل نفوسكم يوم تختار

والنفس يملكها الغلا والمودة

من حال تنهانا عن العيب والعار

عشق يجي بالعيب ربي يلده