اعتقدنا أن سلسلة أفلام هاري بوتر ستبلغ أفقاً مسدوداً، لكن فيلمHarry Potter and the Order of the Phoenix قادنا مجدداً الى المدينة الخفيّة تحت لندن و{القنطور» الغامض (كائن خرافي نصفه رجل ونصفه فرس) والعملاق والغرف السريّة والسراديب المخفيّة والمعركة الملحميّة المدهشة بين الساحرين.

Ad

هذا الجزء الخامس فيلم سحري يلتقط الأنفاس ويدخل البهحة في النفوس. يحافظ على المستويات التقنيّة والفنيّة التي رسختها الأجزاء السابقة. من ناحية اخرى، علّق بعض المعجبين بالسلسلة قبل مشاهدة الفيلم على مدته التي تبلغ 138 دقيقة وهي الأقصر في السلسلة، علما أن كتاب Harry Potter and the Order of the Phoenix من أكبر الكتب المقتبس عنها الفيلم حجماً. لكن الحقيقة انه لم يحذف أي تفصيل من الكتاب أكان صغيرا أم كبيرا. فكاتب السيناريو مايكل غولدنبرغ المنضم حديثا الى السلسلة والذي حلّ مكان كاتب سيناريوات الأجزاء الأربعة ستيف كلوفز نجح في كتابة سيناريو الجزء الجديد بصورة مجرّدة للغاية ولم يحذف أي تفصيل.

مخرج الفيلم دافيد ياتس من أعرق المخرجين العريقين في التلفزيون البريطاني، أظهر خبرة في سرد الرواية بالإنتباه الشديد الى تفاعل الشخوص في ما بينها. تمكن من الموازنة بصورة متقنة بين الخيالي والدرامي. صحيح أن هاري بوتر هو الشخصية الأساسيّة في هذه المغامرة لكنه مرتبط في الوقت نفسه بتعقيدات شخوص عديدة وأسرار ينتظر الكشف عنها. أمّا عامل الإغراء في السلسلة فيزداد غموضاً وجديّة.

الفيلم مليء بالصور الإستعاريّة المتنامية: اكتشاف عالم أكبر واكثر تعقيداً، درجة عالية من الحذر في السياسة والحوادث العالميّة، خوف متصاعد. العبارة الأخيرة تشكّل الموضوع الرئيسي: إنزعاج بوتر من الأحلام المتصلة بالشرير فولدمورت خير دليل. يشعر هاري بالخوف من اتصال مع عدوّه. عندئذٍ يكشف الفيلم صراعه الداخلي. لكن في المقابل ولحسن حظه لديه أساتذة ممتازون مستعدون لمساعدته في تخطي هواجسه إذ يخبره سيريوس بلاك أن كلّ منا يملك في داخله جانباً مضيئاً وآخر مظلماً. لكن المهمّ تلك القوّة التي نختار أن نتصرّف على أساسها. في وقت لاحق يُطلع Dumbledore هاري قائلاً :» لا يتعلق الامر بكونك تشبهه بل في كونك لست كذلك.» إنّها الرحلة الكلاسيكيّة وتقاطع طرق إذ يعي هاري أنّه يستحق ان يكون مناضلا في وجه الشر.

بالعودة إلى Harry، رافقنا الشخصية وهي تكبر. شاهدنا دانيال رادكليف ينمو كذلك وفريق العمل الشاب يتطوّر. في هذا الإطار يستعدّ دانيال لالتقاط الفرص وعرض الجانب العاطفي والحسّاس من شخصيته. أمّا الممثلون الثانويون فيمكن الإعتماد عليهم كالعادة إذ لا يقومون بأي خطوة ناقصة سواء كانت الشخصيات شابة أو معمّرة. الممتع رؤية الكلّ يطلّ من جديد حتى للحظة وجيزة إذ يبدو الأمر كأنه اجتماع عائليّ.

الممثلون الذين انضمّوا حديثاً إلى فريق العمل، هم الممثلة إيميلدا ستونتون في شخصية أمبريدج الشريرة والعبقريّة المضحكة وهيلينا بونهام كارتر في شخصية بيلاتريكس لوسترانج اللئيمة والمجنونة وتؤدي دوراً صغيراً تمهيدا لدور أكبر في الجزءين الاخيرين. فضلاً عن إيفانا لينش في دور التلميذة لونا لوفغود التي فازت في مسابقة لاختيار الممثلة لهذه الشخصية.

ثمة طريقة واحدة للتعامل مع شخصية هاري بوتر. نشعر في لحظة كأنه مجرّد شخص عادي وفي لحظة اخرى تصبح هذه الشخصية منهمكة في إنقاذ العالم. أظهرت لنا هذه السلسلة أموراً غريبة وفي جعبتها المزيد للسنوات الثلاث.