بترحيب حار بعد طول انتظار يطل فصل الصيف مبعداً عنا قسوة البرد ووحشة الشتاء. تسدل السماء ستارها الرمادي فيظهر نور الشمس بأبهى حلّة مضيئاً أيامنا لنهارات طويلة. تعود النزهات فتزدحم الشواطئ والمنتجعات السياحية بالمصطافين. تكثر الهوايات المائية وأهمها السباحة. هذه الهواية تتحول خطراً كبيراً يهدّد المواطن بصحته ويسلبه متعة الصيف بسبب مياه البحر الملوثة والكلور الضار في المسابح. تلوث البحار ظاهرة متفشية في أرجاء العالم. ما من بلد في منأى عن هذا الخطر مشوّه المعالم الطبيعية ومبدّد الثروة المائية ومهدّد سلامة الإنسان.مصادر التلوّثتلوث البحار والمحيطات ناجمة عن عمليات تنظيف صهاريج النفط او تفريغها بطريقة غير قانونية مخّلفة وراءها بقعاً سوداء كبيرة تشوّه جمال مياه البحر ونقاوتها. يبدأ تلوّث مياه البحار والمحيطات بمعظمه من مياه الأنهار التي تصب فيها، غالباً ما تكون محملة بنواتج الصرف الصحي والصناعي والزراعي أو الصرف المباشر للتجمعات السكانية والصناعية على البحار والمحيطات.تتوجه حاملات البترول إلى مراكز تحميل البترول وفي خزاناتها حمولة من ماء ملوث من بقايا بترولية، تفرغ حمولتها في البحر قبيل وصولها إلى الميناء استعداداً لملء الخزانات بحمولة جديدة من البترول متسببة بتلوث خطير يلحق بأحياء الماء أشدّ الضرر.تساهم حوادث البواخر تلك في تفاقم الأضرار إذ تلقي أطناناً من حمولتها في الماء تاركة بقعاً زيتية كبيرة، ملوّثة الشواطئ ومحوّلة أماكن الاستجمام إلى مصدر إزعاج للمستجمين.كثيرة هي الدول التي تفرغ مياه صرفها الصحي ونفاياتها الصلبة والصناعية في البحار والمحيطات فضلاً عن مبيدات الحشرات وتلك الزراعية وموارد الحرارة المستهلكة، ونفايات المواد المشعة وسوى ذلك.يكمن الخطر الاساسي لهذا التلوث في تركيبة زيت النفط الذي يحتوي على مواد عضوية مسممة للكائنات الحية ومن أخطر تلك المركبات البنـزوبيرين (Benzopyrene) وهو من الهيدروكربونات المتسببة بالسرطان وبموت الكائنات المائية الحية، عدا تهديده صحة الانسان.يؤدي تلوث البحر بمياه الصرف الصحي إلى اسهالات والتهابات في الأذن وحساسية الجلد. تختلف خطورتها بين إنسان وآخر وفقاً لمناعة الشخص المعرض اذ تتغير حموضة مياه البحار عند اختلاطها بمياه الصرف الصحي ما يشكل خطرا في بلع المياه وهذا بدوره يتسبب بالتهاب الأذنين والجلد. المسابح والكلورلو ظننت أن اللجوء إلى المسابح يبقيك في منأى عن خطر التلوث فأنت مخطئ. أفادت دراسات أن الكلور المستخدم في تعقيم مياه المسابح من الميكروبات غالباً ما يؤثر سلباً على صحة السباحين إن لم يتابع بدقة حفاظاً على نظافة المسابح.يجب أن تخضع هذه المادة الاساسية لتنقية الماء من الميكروبات لضبط مستمر ومتواصل للنسبة الموضوعة في المياه كي تؤدي وظيفتها. تتأثر هذه النسبة بدرجة حمضية ماء المسبح. لدى ارتفاع هذه الأخيرة ترتفع معها قدرة الكلور على تعقيم المياه وبالتالي تظهر انعكاسات الاضطراب في درجة الحمضية على السابح الذي قد يعاني حساسية او حروقاً في الجلد. قد تتسبب نسبة كلور مرتفعة بمشاكل صحية عديدة أبرزها صعوبة في التنفس، حرقة في الأنف أو العين أو الأذن أو الشفتين أو اللسان وحتى تساقط الشعر. أمّا ابتلاع هذه المادة فيتسبب بعوارض خطيرة كألم في المعدة أو تلف في أنسجة الجهاز الهضمي أو انخفاض ضغط الدم والإغماء. أكدت دراسات ان السباحة في المسابح المغلقة غير المكشوفة على أشعة الشمس والتهوئة الطبيعية أدت إلى ارتفاع نسبة اصابة الاطفال بالربو بسبب تكاثر فطريات مائية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. وينتج عن اختلاط الكلور مع بول السابحين ظهور مواد كيميائية تتسبب بأمراض خطيرة قد تؤدي إلى السرطان في حال عدم انجاز تكرير صحي وسليم. لذا مهما حاولت وأينما توجهت، الخطر يلاحقك. انها البيئة الملوثة التي تهدد الأرض والماء والهواء، آفة المجتمع العصري الذي يهمل الطبيعة ويتناسى واجباته حيالها فترد عليه بالمثل حارمة إياه من الاستمتاع بالسباحة متعة الصيف الدائمة.
توابل - Fitness
الكلور والنفط يلوثان بيئة السياحة
02-07-2007