طائفيّون الى حَدِّ النُخاعْ

Ad

نَرتدي أقنعةَ الإنسِ

وفي أعماقِنا طَبعُ الضِّباعْ

ونُساقي بعضَنا بعضاً

دَعاوي (سِعَةِ الأُفْق)

فإن مَرّت على آفاقِنا

ضاق عليها الاتّساعْ!

أمميّونَ..

وحادينا لِجمعِ الأُمّمِ المُختلفّهْ

طائفيّ يَحشرُ الدُّنيا وما فيها

بِثُقْبِ الطّائفَهْ!

وعُروبيّون..

نفري جُثَّةَ (الفَرّاءِ)

إن لم يَلتَزِمْ

نَحوّ وصرْف الطّائِفهْ!

وأُصوليّونَ..

والأصْلُ لَدَينا

أن يُساقَ الدِّينُ لِلذَّبْحِ

فِداءً لِدنايا الطائِفَهْ!

وَحَّدَ العالَمُ

أديانَ وأعراقَ بَني الإنسانِ

في ظلِّ بُنى الأوطانِ

حيث الغُنْمُ والغُرْمُ مَشاعْ

واختلافُ الرّأْيِ

لا يَنْضو سِنانَ السَّيفِ

بل سِنَّ اليَراعْ.

وسِباقُ الحُكْمِ لا يُحسَمُ بالطّلْقةِ

في سُوحِ القِراعْ

بل بصوتِ الاقتراعْ.

غَيْرَ أَنّا قد تفرَّدنا

بشَطْرِ الجَسَدِ الواحدِ أعراقاً وأدياناً

وَوَحَّدْنا لَهُ أجزاءَهُ بالانتزاعْ!

كُلُّ جُزءٍ وَحْدَهُ الكامِلُ

والباقي، على أغلَبهِ، سَقْطُ مَتاعْ.

حيث رِجْلٌ تَستبيحُ الرّأسَ عِرْقيّاً

وبَطنٌ يُصدِرُ الفَتوى

بتكفيرِ الذِّراعْ!

• • •

لَيستِ الدّهشةُ أَنّا

لَمْ نَزَلْ نَقبَعُ في أسفلِ قاعْ

بَل لِأَنّا

نَحسَبُ العالّمَ لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)

خَوْفَ دُوارِ الارتفاعْ!

أحمد مطر