هل تتبدّل مبادىء الإنسان بتبدّل حالته الاقتصادية ومكانته الاجتماعية؟ هل الرجل الشرقي مزواج بطبيعته أم أن الظروف الاجتماعية والبيئية المحيطة تلعب دوراً فى هذا «التوصيف» الذى يتحول أحيانا إلى ظاهرة ؟؟

أسئلة للمناقشة والتأمل يطرحها مسلسل «سلطان الغرام»، من بطولة الفنان خالد صالح، تشاركه الفنانة لوسي ومجموعة من النجوم في مقدّمهم اللبنانية مايا نصري والتونسية ساندي في إطلالة تلفزيونية أولى لهما، ما يشير إلى أن ظاهرة الاستعانة بالنجوم والنجمات العرب رسخت أقدامها بقوة على الساحة الفنية.

Ad

يشهد المسلسل أيضاً التعاون الأول بين السيناريست أشرف محمد وزوجته المخرجة شيرين عادل التي قدّمت من قبل عدداً من المسلسلات أبرزها «العميل 1001» و«سارة».

تدور حوادث المسلسل حول سلطان الذى يبدأ حياته مساعد سائق عربة نقل قبل أن يصبح سائقاً فمالكاً لاسطول سيارات ثم ينتقل إلى عالم رجال المال والأعمال. في مرحلة تألّقه المادي والاجتماعي يشهد ونشهد الكثير من الحوادث والشخوص والظواهر الاجتماعية. يجهد السيناريو في طرحها وخاصّة ما يتعلق بظاهرة الرجل المزواج والآثار المترتبة على تعدد الزوجات والأبناء ما يجعلنا نسأل: هل تلك الظاهرة مقتصرة على فئة اجتماعية محدّدة تتداخل فيها عوامل كثيرة ؟

ألا بدَّ للثروة من أن يحميها النفوذ؟ أم انها تصنع نفوذها الخاص؟ الكثير من الملابسات يحاول المسلسل كشف النقاب عنها كما يؤكد المؤلف أشرف محمد، مشيراً إلى أنه منكبّ عادة على مناقشة تأثير الحوادث العادية لأنها تؤثر كثيراً على ما يدور حولها «وهو ما أحرص عليه في كل أعمالى». يضيف: «في هذا المسلسل نناقش قضية الاستيلاء على الأرض الصحراوية واستثمارها بعيداً عن مستحقيها وتحديداً الشباب ما يفتح بوابات البطالة على مصراعيها. ثم يصبح هذا الكم من الانحرافات والإرهاب والجرائم التى تطفو على سطح المجتمع طبيعياً بسبب البطالة التى أراها قنبلة موقوتة.

يناقش المسلسل أيضاً فكرة تعدد الزيجات التي ينتج عنها الكثير من المشاكل. إكتشفت أنها لا تقتصر على طبقة اجتماعية محدّدة لكنها تحصل لدى مختلف الفئات الاجتماعية. الغريب أنها ليست مقرونة بالثراء رغم تأثير الحالة الاقتصادية وأهميتها وذاك ما يحدث لبطل المسلسل سلطان الذي كان والده أيضاً «مزواجاً»، لديه العديد من الأبناء وبالتالي الكثير من المشاكل.

البطولة الأولى

السيناريست أشرف محمد صاحب العديد من المسلسلات، جديدها «أحلام عادية» الذي أبدع خالد صالح من خلاله في شخصية فرج خنزيرة. هذا ثاني لقاء يجمعهما وقد أعرب عنه خالد قائلاً: «سعدت جداً بهذا التعاون الذي أتمنى تكراره لما يتميز به أشرف من خصوصية سواء فى الموضوعات التى يتطرق إليها، أو لشخوصه التى تنبض بالحياة».

أمّا خالد فيرفض الربط بين قبوله الدور وواقع أنها البطولة الأولى له مؤكداً أنه قد يقبل دوراً لاتتجاوز مشاهده أصابع اليد الواحدة وربما في أحوال أخرى يرفضها لأن، العبرة تكمن في جودة النص وفي الشخصية التي لا بد من أن تضيف إليه جديداً، ما وجده في شخصية سلطان الرجل الطموح الذي يصر على النجاح. غير أن طموحه يدمره ليعود في النهاية إلى نقطة البداية. ذلك جذبني إلى الشخصية التى تمر عبر تحولات كثيرة مانحة الممثل فرصة تحدّي نفسه وتقديم الأفضل.

أما المخرجة شيرين عادل فنفت أي مجاملة في ترشيحها إلى العمل من قبل زوجها السيناريست أشرف محمد. تؤكد أن جهة الإنتاج هي صاحبة الحق في الترشيح، ولو لم تكن معجبة بالعمل لما قبلت تقديمه بعيداً عن كونه من تأليف زوجها الذي تتعاون معه للمرة الأولى، وإن كانت لا تتمنى أن تكون الأخيرة.

حلم التعاون

أما تأخر هذا التعاون فتعيده شيرين إلى أسباب كثيرة ربما في مقدّمها رغبة كل منهما في إثبات وجوده ونجاحه بعيداً عن الأخر. هذا ما تحقق حقاً ليصبح حلم التعاون قابلاً للتحقيق، أما تدخلاتها فى النص كأي مخرج، فتؤكد أن النص أعجبها مذ كان مجرد فكرة وليدة ولم يكن مطروحاً أن تكون المرشحة لتقديمها.

أكدت شيرين أن ترشيحاتها إلى الأدوار غير متصلة بالموضة، مشيرة إلى أن كل دور ينادي صاحبه في النهاية.

أما مايا نصري فهي سعيدة بتلك التجربة لكونها إطلالة رائعة على جمهور التلفزيون من خلال عمل متميز، وهو ما كانت تتمناه بالطبع كبداية لها مع جمهور التلفزيون الذي لا يمكن إنكار أهميته. في المسلسل تجسد مايا دور إحدى زوجات سلطان وهي سيدة أعمال تلتقي به بعد دخوله دائرة المال والنفوذ. ويرتبطان ليس بسبب الحب لكن في إطار الحفاظ على مصالحهما.

أما الفنانة لوسى فهي الزوجة الأولى لسلطان، إمرأة كافحت معه في بداية المشوار متحملة الكثير، تدعمه إلى أن يبدأ فى جني ثمار النجاح فيكون رد الجميل «زواجاً عليها» من أخرى تناسب ظروفه الجديدة ما يدفعها إلى طلب الطلاق لتبدأ وحدها في تربية أبنائها منه، خاصة بعد أن تخلّى عنها، غير أن الحوادث تحمل مفاجأة في النهاية، إنما ترفض الفنانة لوسى البوح بها.

المسلسل من إنتاج كامل أبو علي (الباتروس للإنتاج). رصدت له موازنة 10 مليون جنيه. تردد أن خالد صالح حصل منها على مليون كأجر عن دوره وهو ما رفض خالد التعليق عليه.