أصفهان أو أصبهان مدينة قديمة في إقليم فارس، تشير كتب الجغرافيين العرب إلى أنها سميت بأصبهان بن نوح وهو الذي بناها أو أنها تعني في لغة الفرس بلد الفرسان (أصبه بمعنى بلد وهان تعني فارس) وقد اشتهرت منذ القدم بصناعاتها المتقنة وخصوصا في المنتجات النسجية من الأقمشة والسجاد.وقد بلغت شأوا كبيراً في عهد الشاه إسماعيل الصفوي وولده الشاه طهماسب عندما اتخذت حاضرة للدولة الصفوية حيث عرفت باسم أصفهان نصفي جهان أي نصف الدنيا لروعة عمائرها الدينية والمدنية. والمسجد الجامع في أصفهان أو مسجد الجمعة من أقدم المساجد الباقية في إقليم فارس وهو ينتمي بتصميمه إلى الطراز الثاني من طرز المساجد الجامعة والذي ظهر بعد طراز المساجد الجامعة ذات الصحن الأوسط والظلات الأربع، ويتميز هذا الطراز الذي تطور عن نظام المدارس ذات الإيوانات بالاعتماد على الصحن الأوسط مع إحلال الإيوانات ذات الأقبية مكان الظلات ذات البوائك.ورغم أن تاريخ تشييد جامع أصفهان لا يعرف على وجه اليقين إلا أنه من الثابت أنه بني في العصر العباسي في فترة سابقة على عصر دولة السلاجقة التي عني ملكها السلطان ملكشاه بترميم الجامع والإضافة إليه.يحتل جامع أصفهان مساحة مستطيلة طول ضلعها 170متراً والعرض 140متراً وهو بذلك من المساجد الكبيرة المساحة، وبوسط مساحة الجامع التي تقدر بنحو 23,800 متر مربع، صحن أوسط مكشوف (65م × 55م) وتحيط به الآن أربع مجموعات من المباني ويقع في كل محور من محاور الصحن إيوان له سقف من عقد مدبب ممتد (قبو طولي) ووراء الإيوان الجنوبي قبة بها المحراب الرئيسي للجامع وكذلك المنبر، ويفتح الإيوان الشمالي المقابل لإيوان القبلة من الجانبين على أروقة ذات أعمدة وعقود.وتعود الكتل المعمارية المحيطة بالصحن إلى فترات تاريخية مختلفة أضيفت معها إلى بناء الجامع الأصلي عدة قاعات وهى تقع بخاصة على حافات الصحن ويوجد خارج القاعات والإيوانات مساحات مسقوفة أو ظلات.وقد شيد جامع أصفهان في العصر العباسي باستخدام الطوب الأحمر (الآجر) غير أن بعض الإضافات استخدمت فيها الأحجار بالإضافة إلى الأعمال الزخرفية التي استخدمت بلاطات القاشاني فيها بإسراف فني ملحوظ.ويعود تاريخ بناء القبة الواقعة خلف إيوان القبلة إلى عهد السلطان السلجوقي ملكشاه (456هـ - 485هـ / 72-1092م) مع ملاحظة أن طريقة تحقيق الاتصال بين إيوان القبلة وهذه القبة لم تظهر في أي جامع آخر من هذا الطراز قبل عام 530هـ.ويعتقد علماء الآثار أن حدود المسجد العباسي القديم تعينها اليوم الجدران الخارجية للحوائط الخلفية للإيوانات الأربعة.ولجامع أصفهان ثلاث بوابات رئيسية إحداها في الجانب الشرقي والأخريان في الجانب الغربي، وفي ذلك مراعاة للتقاليد المعمارية التي رافقت تأسيس المساجد الأولى والتي تقضي بعدم فتح أي أبواب أو مداخل في جدار القبلة.ويعتبر جامع أصفهان أقدم مثال لطراز المساجد ذات الإيوانات في إيران إذ كانت مساجد إيران تشيد قبل ذلك وفقاً لطراز الصحن والظلات كما يتضح في مسجد دمغان الذي يرجع إلى القرن الثاني الهجري (8م) والذي يعد أقدم الآثار الإسلامية المعروفة في إيران وكذلك في جامع نايين الذي شيد في القرن الرابع الهجري (10م).
توابل
المسجد الجامع في أصفهان
04-10-2007