مدينة إب واحدة من أجمل المدن اليمنية، إذ تقع على السفح الغربي لجبل ريمان على ارتفاع حوالي 2000م عن سطح البحر وقد منحها ذلك تربة خصبة ومناخا معتدلا. ولهذه المدينة التي تقع على مسافة 140كم جنوب صنعاء سور قديم تهدمت أغلب جدرانه.ووفقاً للروايات التاريخية فإن جامع إب قد شيد لأول مرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وتوالت عليه بعد ذلك الإضافات والتجديدات وأهمها تلك الأعمال المعمارية التي قام بها القائد الحسين بن سلامة القائم بأمور زبيد وتهامة في بداية القرن الخامس الهجري (11م). وأيضاً أعمال تنسب إلى أسد الدين محمد بن الحسن في زمن دولة بني رسول، وأخرى تمت في عهد السلطان عامر بن عبد الوهاب في أواخر القرن التاسع الهجري (15م) ثم الأعمال التي قام بها الوزير العثماني حسن باشا في عام 966هـ.ولهذا الجامع الذي يعتبر معلما سياحيا يؤمه غالبية السياح الى اليمن ثلاثة مداخل في الجدار الغربي, واحد منها في الناحية الجنوبية واثنان في الناحية الشمالية تتقدمها ظلة مغطاة بثلاث قباب متجاورة ويؤدي المدخل الجنوبي إلى ردهة ومنها إلى الظلة الغربية.ويسود الارتباك التخطيط المعماري لجامع إب الكبير بسبب التجديدات المتلاحقة والتي لم يراع فيها الالتزام بالطراز المعماري الأصلي للجامع الذي يتبع نظام المساجد الجامعة الأولى ذات الصحن والظلات الأربع.ففي ظلة القبلة نلاحظ أن الرواقين الموازيين لجدار القبلة مغطى بقباب صغيرة متجاورة عددها 12 قبة ويتوسطها قبة عالية تغطي المساحة التي تتقدم المحراب وهي مزدانة بالزخارف الجصية. ويبدو واضحاً أن هذه التغطية ذات الطراز العثماني إنما تعود إلى الأعمال الواسعة التي قام بها الوزير العثماني حسن باشا وهي حسب النصوص التأسيسية قد تمت في عام 966هـ.وبوسط جدار القبلة كتلة كبيرة مستطيلة من الجص بها المحراب المجوف وقد توج بعقدين الأول من نصف دائري محمول على عمودين صغيرين ويعلوه العقد الثاني وهو مدبب ذو إطار مفصص ويرتكز على عمودين أكثر ارتفاعا من العمودين الحاملين للعقد الأول.وإلى جوار المحراب محراب آخر حديث إلى الشرق منه منبر خشبي قديم ورغم أنه بعض حشوات خشبية تعود إلى بداية القرن الخامس الهجري فإن به أيضاً حشوات أحدث عهداً وقد سجل في إحدى هذه الحشوات أن الذي أمر بعمل المنبر «المقام العالي المولوي الأمجدي الأوحدي شيخ... محيي الأنام ونظام الإسلام...» وعلى حشوة أخرى نقش «عمل هذا المنبر المبارك في العشرين من شهر الحجة سنة ست وثماني مائة».ومن الملاحظ في ظلة القبلة أن عقودها مختلفة أشد ما يكون الاختلاف فبعضها يسير بموازاة جدار القبلة والبعض الآخر يتعامد على هذا الجدار، كما أن بعض العقود لها هيئة نصف دائرية والآخر مدبب، وإذ كانت الأروقة القريبة من المحراب مغطاة بقباب فإن بقية الأروقة لها أسقف مسطحة من مضدقات خشبية.وتقع مئذنة الجامع في الناحية الجنوبية الشرقية على شكل بدن مثمن مرتفع يرتكز على قاعدة حجرية مربعة. ويعلو البدن المثمن شرفة مزخرفة من الخارج بأشكال الدلايات ويتوجها من أعلى طاقية مقببة من جزأين ولها إطار دائري يبرز إلى الخارج. والبدن المثمن مزخرف بأشكال هندسية، وثمة نقش تأسيس لهذه المئذنة نقش داخل قاعدة المئذنة على افريز من الحجر بالجدار الشرقي وهو يشير إلى بناء المئذنة في عام 685هـ وإلى اسم الأوحد نور الدين أمير المسلمين محمد بن إسماعيل بن محمد.وقد ألحق بجامع إب مصلى حديث بني في عام 1315هـ (1897م) إلى الشرق من ظلة القبلة.
توابل
الجامع الكبير في إب... معلم سياحي في اليمن
01-10-2007