ضمن أسبوع مركز دبي المالي العالمي أكد محافظ المركز ان دول الخليج لا تتحرك ككيان واحد لمعالجة الآثار السلبية لهبوط الدولار.

Ad

قال الدكتور عمر بن سليمان محافظ مركز دبي المالي العالمي امس إن دول الخليج لا تتحرك ككيان واحد لمعالجة التأثيرات السلبية لهبوط الدولار الاميركي على عملاتها الوطنية. وكان المحافظ يتحدث في مؤتمر بشأن المراكز المالية العالمية ضمن اسبوع مركز دبي المالي العالمي الذي يختتم الخميس. وقال المحافظ في رد على سؤال بشأن ربط العملة الوطنية بالدولار وتأثير ذلك على اقتصاد دبي، ان المصرف المركزي يناقش الموضوع حاليا، مضيفا انه «على الامارات ان تنظر الى الصورة كاملة واختيار استراتيجية للمضي قدما». وقال انه على دول الخليج ان تدرس الامور بصورة مشتركة «الا اننا لا نتحرك بعد ككيان واحد».

وفي رأيه هناك ثلاثة مستويات للتعاون الخليجي اولها الاعتبارات السياسية موضحا بالقول «على المدى البعيد نتحدث عن ماذا نريد فعله، وعلى المدى القصير الموضوع يدور حول ما اجبرنا على فعله». وبالنسبة إلى المستوى الثاني قال ان هناك ضرورات وطنية يجب اخذها بعين الاعتبار، وثالثا هناك البيئة التنافسية التي يجب اخذها في الاعتبار اقليميا وعالميا.

وعن أزمة الرهانات العقارية في الولايات المتحدة قال انها لم تؤثر على دبي لا من قريب ولا من بعيد.

وقال سليمان إن السوق العقاري المتأثر في الولايات المتحدة لا يمثل سوى 15% من السوق هناك مما يجعل تأثيره محدودا.

وأشار الى وجود اسباب اخرى لما يحدث هناك قائلا: ان اهم عامل كان مرور الاقتصاد الاميركي بدورة هبوط، وهو امر حتمي.

وعن تأثير ذلك على اقتصاد دبي قال سليمان انه لا يوجد تأثير في الوقت الحالي رغم ان البعض يظن بوقوع ازمة كبيرة لاحقا. وأضاف «النمو في هذه المنطقة قوي والاتجاه الوحيد للسوق حاليا هو للاعلى والامام. انها مسألة نفسية».

وبشأن صناديق الثروات السيادية وماذا ستفعله دبي بهذا الخصوص قال سليمان «هذه الصناديق هي حديث الشهر حاليا، فالكل يتساءل ما الذي سنفعله بها، بل ان الكثير من الناس يعبر عن القلق من وجود نوع من الاجندة السياسية وراء هذه الصناديق والاستثمارات التي تقوم بها». ولإزالة مثل هذه المخاوف قال سليمان «نحن نحاول فقط تحقيق الازدهار».

أما عن التحديات التي تواجه دبي فقال سليمان ان الوضع السياسي في الامارة مستقر، أما التحدي الاهم فهو الرأسمال البشري وقال «علينا ان نستثمر في سكاننا فضلا عن جذب المهارات والابقاء عليها هنا».

واعترف بأن المهاجرين ينجذبون الى دبي حاليا لتحسين مسيرتهم المهنية، وثانيا كمكان يريدون العيش فيه. وقال «نحن نعمل على خلق سوق اسكان جيد للمستأجرين، اضافة الى خلق بيئة آمنة وجميلة. رؤيتنا هي خلق مكان يمكن الناس فيه من تحقيق احلامهم».

وعن الفرص الوظيفية في دبي أكد سليمان أن دبي تركز لكي تصبح مركزا ماليا عالميا، كما انها في الوقت نفسه تطور اقتصاد المعرفة بالاعتماد على التكنولوجيا والاعلام والعناية الصحية. وقال «نريد مثل هذا التنوع. انه جزء من استراتيجية لخلق مركز التميز».

وبشأن تجربة موانئ دبي العالمية في الولايات المتحدة والدروس المستفادة، قال سليمان ان التجربة كانت جيدة وانها كانت افضل شيء يمكن ان يحصل لنا، فقد حصلنا على كم هائل من الانكشاف الاعلامي وهذا جعل المستثمرين ينظرون الينا بعمق اكبر وأعجبوا بما شاهدوه، فأصبحوا اكثر تفاعلا واستثمروا أكثر في دبي.

أما عن موقع دبي في النظام المالي العالمي فقال سليمان ان دبي ستصبح لاعبا اكثر اهمية، كما سيصبح آخرون في آسيا. وقال «سيظل هناك دائما عدد قليل من المراكز العالمية الكبرى، الا ان المراكز المحلية والاقليمية ستلعب ايضا دورا وستنافس. وأوضح ان استراتيجية دبي هي «تطوير سلسلة القيمة الخاصة بنا والاندماج في الانظمة المالية الاخرى على مستوى عالمي». ولاحظ ان عملية التعلم تظل مستمرة وخاصة في الوقت الذي تتحول فيه شركات محلية الى شركات عالمية، وقال «إنها مسألة تغيير عقليات بالنسبة اليهم، انها مسألة تعلم على الرغم من انه ستكون هناك عقبات على الطريق».

وبشأن الفرص التي تراها دبي في سوق العقارات الاميركي في ظل ازمة الرهانات قال سليمان ان دبي تدرس الوضع حاليا، مشيرا إلى أن دبي تتطلع إلى فرص استثمارية في الولايات المتحدة بعد أن أدت أزمة سوق الرهن العقاري الى انخفاض أسعار الاصول، الا انه اردف بالقول «نرى مستقبلا كبيرا في الشرق. الاسواق الناشئة هي التي نبحث فيها عن اكبر نمو وتطور الا ان الطريق ليس ممهدا تجاه آسيا، فلا احد يعرف بالضبط افضل طريق للتقدم هناك».