شعر الشاعرة / جود الرباط - قراءة / محمد صلاح الاحتفاء باللغة هو الشرط الأول لتخلق الحالة الشعرية، حيث الصورة الفنية لا تتحقق بغير طاقة الجمال الكامنة في اللغة بهذا الرأي الذي أتفق معه كثيراً، أبدأ قراءتي لهذا النص الشعري المشع للأخت الشاعرة الزميلة جود الرباط... وذلك لأني أعتقد أنها هي الأخرى تتفق معه عملياً من خلال ما قرأته لها من شعر، ومنه هذه القصيدة... وقد كنت أعتبرها من أجمل ما قرأته لها، لكني بعد أن قرأت قصيدة أخرى بعدها وجدتها تفوقها جودة، ومع ذلك فقد ظلت لهذه القصيدة أغراءاتها لأني أحاول قراءتها، وستظل لها استقلاليتها من بين قصائدها كحالة وتعاملات أو استخدامات، من دون أن يقطع ذلك الحبل السري الذي يربطها مع بقية قصائد الشاعرة، والذي أعني به شيء من إسلوبية خاصة ما زالت تتشكل وتتعمق وتتضح على مهل... بالدخول لعوالم القصيدة المتكونة حسابياً ومنطقياً من تسعة أبيات فإني أود أن أشير أولاً الى ما يؤكد احتفاءات كثيرة باللغة في قصيدة قصيرة من حيث ذلك العدد ، وهي احتفاءات تنطلق من جرأة واثقة - وقد اعتبرتها القضية الأساسية في النص لأن كل أشيائه محالة إلى الزمن سواء بشكل مباشر أو إيحائي - فإن أول ما سيلاقينا هو وضع العمر في مسؤولية الفاعل المدان على ما لم يفعل عادة: (ما يفسرني العمر) حيث ظل الزمن يمضي ويشكل منظومة من سنوات العمر، في حين بقيت الروح في مساحات الطفولة / البراءة ياحبيبي ما يفسرني.. «العُمر».. ايه طفلة بالغة.. «عشرين» عام.. فوق.. «صدر».. الليل حزني منتثر لين.. «جفن».. الصبح خلاني .. ونام.. إستعاذ الليل من.. «ذنب».. السهر واستباح.. «النوم».. في جُنح الظلام.. لجل حُبّك كم.. «تقهويت».. الشِعر..!! ــــ حرف شِعري.. يشبه «ألوان» الغَمام.. المأسي. «ديم».. والواقع.. «مطر» ودّها تشرب.. ولا تلقى.. ملام..!! وإن سقاها.. «الفرح».. يملاها.. عطر ــــ يستدين الشيح.. «أنفاس».. الخزام.. والسواقي تعطش لفم.. «الفجِر».. ــــ لو حضنها.. «الغيم».. تلقاها حُطام.. ايه.. "طفلة” ..مايفسرني العُمر ــــ دامي أغلى من على.. «صدرك».. ينام.. كِنّ أصلاً ماعلى الدنيا.. «بشر».. ــــ وكنّك إنته.. «مختصر».. كل الكلام..!!
توابل - الرواق
ألوان الغمام
21-06-2007