تنتشر مع بداية شهر رمضان الكريم بعض العادات في المأكل والمشرب، أبرزها العزوف عن تناول بعض الأطعمة وارتياد المطاعم، ما يدفع مطاعم كثيرة إلى إقفال أبوابها طوال الشهر الكريم، خاصة مطاعم الفول والفلافل والكشري والأسماك بجميع أنواعها، لتنشط في المقابل محلات «الطرشي» (المخللات)، من المقبلات التي لا تخلو منها الموائد في رمضان. ومن العادات الرمضانية تأجيل الزواج إلى ما بعد رمضان، كأن الزواج خلال الشهر الكريم حرام! يقول فرج (مأذون شرعي) إنه لاحظ خلال عمله الذي بدأه منذ عامين عدم عقد أيّ قران في شهر رمضان، إلا في حالات نادرة جداً ينحصر معظمها في أزواج يردون زوجاتهم إلى عصمتهم بعد الطلاق، إذ حلّ الشهر الكريم ومعه الصلح بينهما. وإذ لا حالات زواج تقريباً، إلا أن هناك عدة حالات للطلاق في رمضان ولا يعرف سبب ذلك. يتأثر عمل المأذون، خاصة أن القانون يمنعه من الجمع بين عملين حكوميين في الوقت نفسه فيعتمد بالتالي على عقود الزواج التي تسبق شهر رمضان وتوثيق العقود في المحكمة.علاء فؤاد (مأذون) يوافق مواطنه الرأي في موضوع ندرة حالات الزواج في شهر رمضان، كأن الناس تحرّمه في هذا الشهر الفضيل. كذلك يرى أن نسبة الطلاق تزداد في رمضان. يروي أنه صادف أغرب أنواع الطلاق في هذا الشهر من أطرفها وأن تبذير إحدى الزوجات في رمضان كان سبباً في وقوع طلاقها ثم ردّها زوجها إلى عصمته بعد العيد. يضيف أن عمله يتأثر بشهر رمضان ولا عمل آخر غير ذلك، مشيراً إلى أن عمل المأذون لا ينشط طوال العام بل في مواسم وأوقات معينة مثل الأعياد والإجازات. ويعتبر شهر أغسطس أكثر الشهور التي يتم فيها الزواج والطلاق أيضاً، لأنه شهر الإجازة وموسم عودة المصريين العاملين في الخارج إلى وطنهم الأم. أما بالنسبة إلى الطلاق فإن ارتفاع درجة حرارة الجو تؤثر على تصرفات الزوجين ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نفور بينهما ثم إلى الطلاق. فول وفلافلالفول والفلافل من أشهر الأكلات الشعبية المصرية، إنما يقل الإقبال عليها طوال شهر رمضان. لكن الفول يعتبر من الأطباق الأساسية في وجبة السحور. يقول محمود (بائع في أحد مطاعم الفول والفلافل) إن المطعم في رمضان مفتوح طوال اليوم لكنه لا يعمل إلا بعد الإفطار: «في نهار رمضان يقتصر الاهتمام على التجهيزات اللازمة للعمل بعد الإفطار وفيه يعمل المطعم بشكل طبيعي والإقبال عليه مثل الأيام العادية، خاصة أن الفول من الوجبات الأساسيّة وقت السحور». يوافق أحمد حسين (صاحب مطعم فول وفلافل) الرأي حول فتح أبواب المطعم طوال اليوم قائلاً: «يبدأ المطعم عصراً في إعداد الفول ويبدأ الإقبال بعد صلاة العشاء تقريباً إلى الثالثة من صباح اليوم التالي. يعمل المحل بشكل طبيعي لكن الإقبال لا يكون إلا على شراء الفول للسحور ويختلف عن الأيام العادية». يشير إلى أنه يغلق المحل أحياناً في رمضان لإجراء بعض التعديلات والإصلاحات. أما في أيام العيد فيكون الإقبال على المطعم أكثر منه في الأيام العادية. إذا كان الإقبال على مطاعم الفول والفلافل يقل في رمضان فهناك مطاعم أخرى لا تفتح أبوابها فيه على الإطلاق مثل مطاعم الكشري. يقول أشرف (صاحب مطعم كشري) إنه تعوَّد على إغلاقه في شهر رمضان وعدم فتحه إلا في نهايته لإجراء التجهيزات اللازمة لاستقبال أيام عيد الفطر. لكن الإقبال عليه في أيام العيد أقل بكثير منه في الأيام العادية. أمّا مهدي ( مدير أحد مطاعم الكشري المشهورة) فيقول إنه يغلق المطعم في رمضان لكنه يعاود العمل في أواخر شهر رمضان ويكون العمل بعد الإفطار فحسب.أزمة مطاعم السمكفي شهر رمضان يزيد إقبال الناس أكثر على اللحوم والدجاج ويقل على الأسماك التي يعاودون الإقبال عليها بمختلف أنواعها في أيام عيد الفطر، لذا يغلق معظم مطاعم الأسماك أبوابه في رمضان.يقول أحمد علي (صاحب مطعم أسماك) إنه يغلق أبواب مطعمه في أول عشرة أيام من رمضان من أجل الراحة وإجراء بعض التجهيزات والتعديلات فيه، ثم يعود إلى العمل لكن بوتيرة أقل من الأيام العادية. يذكر أن دخله يتأثر في رمضان إذ يعدّ وجبة واحدة فحسب وهي وجبة الإفطار، على عكس الأيام العادية التي يمكن فيها العمل أكثر فالناس يقبلون على الأسماك لتناول الغداء أو العشاء. هذا بالنسبة إلى السمك المشوي والمقلي، أما الأسماك المملحة مثل سمك الرنجة والفسيخ فلا يقبل عليها الناس في رمضان. يشير سيد محمود (صاحب محل أسماك مملحة) إلى أنه لا يعمل في شهر رمضان بسبب عدم الإقبال على تناول الأسماك المملحة ويعمل في المواسم والأعياد فحسب مثل عيد الفطر وعيد شم النسيم. ففي عيد الفطر يزيد الإقبال عليه إذ اعتاد المصريون تناول الأسماك المملّحة في الأعياد.
توابل
شعار المطاعم في رمضان... مغلق للتحسينات!
28-09-2007