دعا مدير عام الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام حسين جمال إلى إعادة ترتيب بيت الإعلام الكويتي، مؤكدا أن الإعلام في الكويت تراجع خلال السنوات الماضية لعدم وجود برامج وأعمال خاصة يمكن لتلفزيون الكويت المنافسة من خلالها.

Ad

أكد مدير عام الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام حسين جمال أن القرار كان دكتاتوريا في عهد وزيري الإعلام السابقين محمد أبوالحسن ومحمد السنعوسي، مشيرا الى أن مسؤولي الوزارة كانوا يعلمون أن بعض القرارات خاطئة، لكن جميعهم كان يقول «سمعا وطاعة».

وأضاف جمال في لقاء مع الـ«الجريدة» أن وزارة الإعلام تأثرت بشكل كبير لعدم استقرارها سياسيا خلال السنوات الماضية، لافتا الى أن هناك خططا واستراتيجيات في الوزارة لكنها لا تنفذ.

وفي ما يلي نص اللقاء:

• ما تقييمك للإعلام الرسمي الكويتي؟

- الوضع الإعلامي في الكويت أفضل بكثير من معظم الدول العربية، لكن لا نزال في وزارة الإعلام بحاجة الى تحسين الأداء الإعلامي، فقبل سنوات كنا ننافس المحطات الخاصة مثل الـ Mbc، ولكن اليوم لا يوجد لدينا أي شيء ننافس به المحطات الخاصة أو حتى بعض المحطات الحكومية، التي استطاعت وبنجاح تطوير نفسها ومواكبة التطور الإعلامي بمختلف مجالاته، وفي المقابل هناك محطات كويتية خاصة بدأت تحقيق نتائج جيدة، لذلك أعتقد انه إن لم تكن لدى الإعلام والتلفزيون الكويتي الرسمي رؤية سليمة فستتمكن مثل هذه المحطات من تجاوز الإعلام الرسمي وبفارق كبير، فلابد أن نعمل على تقديم شيء على المستويات: المحلي والإقليمي والدولي، فعلى سبيل المثال لا يوجد حاليا في تلفزيون الكويت أو في قطاع الأخبار تحديدا برنامج سياسي أو اخباري واحد، حتى المحطات الرسمية لبعض الدول العربية التي تملك امكانات متواضعة لديها برامج سياسية، فهل يعقل هذا؟!

برامج سياسية

• قد يكون ذلك بسبب عدم وجود كوادر وطنية قادرة على تقديم مثل هذه البرامج؟

- لا شك في أن هناك كفاءات وطنية غادرت الإعلام الرسمي، كما أنه لم يعد هناك دافع معنوي ومادي للعمل من أجل تقديم مثل هذه البرامج، التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لتحقق النجاح، لذلك من الضروري التفكير في هذا الجانب، ولو نظرنا إلى المحطات التلفزيونية التي حققت النجاح لوجدنا أنها نجحت لأن لديها برنامج عمل وخطة تنفذ وهيكلة سليمة للقطاعات والمؤسسات الإعلامية، لكن بالنسبة لنا فلدينا هيكلة وخطط، لكن مع الأسف لا تنفذ، فعلى سبيل المثال طلب مني القيام بدراسة لإنشاء محطة اخبارية ثقافية وبعد أن بذلت جهدا كبيرا من أجل اتمام هذه الدراسة المطلوبة تم وضعها على «الرف» لأن مثل هذه المشاريع تحتاج الى قرار قبل تنفيذها.

• لكن، كما هو معروف، القنوات الخاصة لديها الحرية والسرعة في اتخاذ القرار وهو الأمر الذي تفتقده الأجهزة الحكومية.

- بالعكس، لا توجد قيود علينا في البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل هناك دوافع نحو هذا الاتجاه، ولو قام تلفزيون الكويت بعرض برامج سياسية تناقش مثل هذه القضايا التي تطرح في قناتي «العربية» أو «الجزيرة» فمن يمنعنا من ذلك؟ بالتأكيد لا يوجد، طالما لدينا عدالة وموضوعية في الطرح فلن يعترض أحد.

جناح إعلامي

• هل أنت مقتنع بأن الكويت بحاجة إلى محطة إخبارية؟

- بالتأكيد، وهذا الأمر أكد عليه سمو أمير البلاد في خطاب أمام البرلمان، عندما كان سموه رئيسا للحكومة، وكذلك أكده معظم وزراء الإعلام المتعاقبين، فكما يعتبر الصندوق الكويتي للتنمية جناحا اقتصاديا لوزارة الخارجية، ستكون هذه المحطة جناحا إعلاميا للخارجية الكويتية، من خلال طرح قضايا الكويت المحلية وقضايا دولية بالشكل الذي يساهم في تعزيز الأمن للكويت، لذلك لا يوجد ما يمنع من وجود مثل هذه المحطة.

• ألا تعتقد أن الإعلام الرسمي تنقصه الكوادر القادرة على تنفيذ مثل هذه البرامج؟

- ممكن أن تكون بعض الكوادر المتميزة غادرت لقطاعات مختلفة، لكن لا تزال هناك كوادر متبقية لها كل تقدير و احترام وهي قادرة على تحمل المسؤولية، وأعتقد أن المشكلة في القرار وأعني القرار المدروس، فخلال فترتين هما فترة وزير الإعلام السابق محمد أبو الحسن ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي كان هناك قرار وأنا شخصيا أحترم الوزير الذي يملك اتخاذ القرار، لكن القرار في عهدهما كان دكتاتوريا ليس فيه دراسة وغير مبني على أسس علمية، فهل يعقل أن يتم إلغاء 52 برنامجا اخباريا اذاعيا وتلفزيونيا من دون أن تضع بديلا كما تفعل المؤسسات الإعلامية الناجحة؟! فهناك الكثير من القرارات صدرت ولم تكن مقبولة من قبل المسؤولين في الوزارة، لكن للأسف جميعهم كان يقول حينها «سمعاً وطاعة».

• هل يعني أن عدم استقرار وزارة الإعلام سياسيا أثّر عليها في الجانب العملي؟

- نعم، لا شك في أن عدم استقرار وزارة الإعلام سياسيا ووزاريا كان له الأثر الكبير على الوزارة، وأنا مؤمن بأن الإعلام الكويتي ناجح وقادر على المنافسة بعد أن يعيد صفوفه مرة أخرى ويضع الاستراتيجيات صحيحة، مع وضع الاشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، وبذلك سنعيد ترتيب البيت الإعلامي الكويتي وقد نكون بحاجة الى وقت لتحقيق ذلك لكن يبقى هذا الأمر ضروريا واساسيا، لأننا لن نتمكن من منافسة المحطات الأخرى لأنه ليس لدينا ما نقدمه.

وجود وحضور

• هناك من يسأل عن سبب غياب مدير عام الأخبار والبرامج السياسية؟

- أنا موجود ولست بغائب، وقبل قليل، كما شاهدت، كان الزملاء المسؤولون في قطاع الأخبار موجودين في مكتبي، فأنا أوجد صباحا أو مساء لتقديم ما أستطيع للزملاء الذين أكن لهم جميعا كل تقدير واحترام، وان شاء الله أكون معهم باستمرار، سواء كنت قريبا أو بعيدا، لأننا جميعا يجب أن نخدم المؤسسة الإعلامية والكويت من أي موقع.

التلفزيون تراجع بين ليلة وضحاها

طالب حسين جمال بتفعيل دور الإدارات في قطاع الأخبار والبرامج السياسية، مؤكدا أن تلفزيون الكويت لا يعرض حاليا برنامجا سياسيا واحدا ضمن برامجه.

وأضاف جمال أن تلفزيون الكويت تراجع بين ليلة وضحاها، بعد أن كان محل اهتمام ومتابعة من الجميع، ونتذكر ذلك خلال حرب أفغانستان وحرب تحرير العراق، وشخصيا أشعر بالاعتزاز أن ساهمت بشكل مباشر في هذا النجاح.