«خلّيك في حالك» فيلم مصري جديد، يبدأ به المخرج أيمن مكرم مشواره، وهو فيلم آخر يحاول به الممثل أحمد عيد أن يؤمّن له مركزاً ضمن نجوم السينما المصرية الجدد. كما أنها التجربة الثانية في كتابة فيلم سينمائي، بعد أن كتب فيلمه السابق في الموسم الماضي «أنا مش معاهم»، الذي قوبل بقدر معقول من الاستحسان، وبدأ الالتفات بعده إلى عيد كممثل موهوب ذي طاقة في «سوق السينما» يمكن أن تحتمل بطولة فيلم!.والحق أن أحمد عيد ممثل جيد، وله روح ساخرة مرحة كوميدية ومع ذلك لا تخلو من شجن إن لم يكن حزناً دفيناً!. وهذا طابع خاص ومذاق مختلف فى أداء ممثل كوميدي، يمكن أن يكون بحق إضافة للسينما المصرية الحالية، التي يتصدرها «المضحكون الجدد» منذ عشر سنوات. يتكوّن فيلم «خلّيك في حالك» من قسمين: الأول يعبّر عن الكبت الجنسي الذي يعانيه بطله، فهو تنويعة أخرى على اللحن نفسه الذي تميز به فيلم المخرج والمؤلف محمد أمين «فيلم ثقافي» (والذي كان أحمد عيد مشاركاً في بطولته الجماعية)، ونتذكر هذا الفيلم، بخاصة حينما ينضم إلى شخصية الشاب الذي يؤديه أحمد عيد، واسمه «صلاح سلامة عبد الدايم»، ثلاثة من أصحابه، لكن الفارق أن الأصحاب في «فيلم ثقافي» يبحثون عن مكان أو جهاز يمكن أن يشاهدوا من خلاله فيلم «بورنو»، أما في فيلم «خليك في حالك» فإن الشباب الأربعة يشاهدون ممارسات غرام عبر نوافذ شقة «صلاح»، لأن جاره الشاب «تامر» (الوجه الجديد عمرو فهمي)، لا يكف عن استقبال النساء، مما جعل الشاب صلاح عبد الدايم يكاد يجن لما يشاهده، ويذهب إلى طبيب نفسي(لطفي لبيب) طلباً للعلاج ، وذلك على الرغم من أنه مرتبط (راندا البحيري) لكن كليهما خجولان، والفتاة يقدمها الفيلم على نحو مبالغ فيه لكنه مقبول في الأعمال ذات المنحى الفكاهي، دائمة التعرض للإصابة ما إن تخرج من صدمة حادثة مباغتة حتى تدخل في أخرى!.هذا هو القسم الأول من الفيلم، أما الثاني فيحوله إلى ما يقترب من فيلم بوليسي، إذ تقع مشادة بين الجار «تامر» وإحدى النساء التي تتردد عليه، إثر مطالبتها له بالزواج، ثم تتطور إلى أن يضربها ضرباً مبرحاً يكاد يودي بها ويلقي بها مضرجة في دمائها أمام باب شقته ويغادر المكان دون عودة إليه ويختفي، بينما يفتح «صلاح» باب شقته المقابلة، فيحمل المرأة لإنقاذها، وهو الذي كان يرقب الموقف كله منذ بدايته، كما يفعل عادة!.يتعقد الموقف وتتداخل الملابسات، ليتهم صلاح بارتكاب هذه الجريمة، ويتم القبض عليه، وإذا بكل القرائن ضده في التحقيقات، وكما هي العادة يجد فرصة للهرب، مع سجين آخر (يؤديه الممثل الموهوب محمد شرف).أما باقي أحداث الفيلم فكلها مطاردات وجو لاهث بوليسي، في محاولة لإلقاء القبض مجدداً على الهاربين، تقابلها محاولات مستميتة من صلاح لإثبات براءته، وقد تحوّل في لحظة واحدة في الصحف والمجتمع إلى (سفاح النساء)!. لكن ما يثبت أخيراً براءته بالفعل تلك المرأة في المستشفى. فما إن أفاقت من الغيبوبة حتى أوضحت ما حدث وأن الذي شرع في قتلها هو تامر، والذي يحاول مرة أخرى قتلها في المستشفى حتى لا ينكشف أمره لكن يلقى القبض عليه أثناء هذه المحاولة، كما يتضح أنه كان يصوّر النساء في شقته فى متاجرة وضيعة بهذه الأشرطة، وينتهى الفيلم بفرح صلاح وخطيبته، بينما جسد كلّ منهما غارق فى الإصابات!.«خليك فى حالك» فيلم ظريف، يحقق تسلية لا بأس بها. لا يأتي بجديد، بل يؤكد ما سبق أن عالجه «فيلم ثقافي» على نحو أشمل، لكن كلا الفيلمين على أيّ حال، لم يتعرضا للابتذال على النحو الذي يغري به موضوع يدور حول الكبت الجنسي، الذي يعاني منه قطاع واسع ومتزايد من الشباب، بسبب الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تمسك بالخناق وتعرقل الزواج حتى وصلت حالات التأخر فيه وعدم المقدرة عليه الى الملايين، وهو رقم غير مسبوق. لكن الأهم بالنسبة لـ «خليك في حالك» أنه يتمتع بقدرة فنية لجذب الانتباه خلال فترة عرضه كلّها نتيجة العناصر الفنية التي يتمتع بها كفيلم ظريف.
توابل - سيما
خلّيك في حالك فيلم ظريف.. لنجم يجمع بين الإضحاك والشجن
12-11-2007