يبدو أن شخصية المهندس عثمان أحمد عثمان، وزير الإسكان الأسبق وصهر الرئيس الراحل أنور السادات، أصبحت الآن مقصد المبدعين، فقد أغرت حياة هذا الرجل بكل تحولاتها وتشابكها مع الأحداث السياسية والاجتماعية التي مر بها المجتمع المصري الذي اعاد السيناريست عبد الفتاح البلتاجي رسمها في مسلسل جديد حمل اسم «المعلم». كانت شخصية عثمان أحمد عثمان محور مسلسل «الدالي» الذي عرض على الشاشات الفضائية في شهر رمضان الفائت وأدى دور البطولة فيه الفنان نور الشريف وقد دفع النجاح الذي حققه الشركة المنتجة إلى إنجاز الجزء الثاني منه ليُعرض على شاشة رمضان المقبل. يتساءل المرء هنا: هل شخصية عثمان مهمة لدرجة جعلت الدراما تفرد لها هذا الحيز؟ أم أن النجاح الذي يحققه البعض يغري البعض الأخر في استثماره؟ أم أن المسألة مجرد محاولة لتناول أحداث وظروف عاشتها مصر من خلال شخوص حقيقية؟ مشوار حياةيؤكد السيناريست عبد الفتاح البلتاجي أنه بدأ كتابة هذا العمل منذ قرابة العام وأنه يحرص على تقديم الشخصية بشكل صريح وواضح وليس عبر أسماء أخرى كما حدث في مسلسل «الدالي» الذي لم يشاهده كما يقول. كذلك، يحرص على رصد كل التفاصيل الصغيرة التي ساعدت على تكوين شخصية الراحل بالأخص مرحلة الطفولة مستعرضاً من خلالها بحسب قوله نجاح عثمان في العبور من «تحت خط الفقر» إلى مرتبة كبار رجال الأعمال.ويوضح البلتاجي: «لا تجوز المقارنة بين العملين رغم أن الشخصية هي من الثقل بحيث يمكن تقديمها عبر أكثر من عمل، لكن لكل كاتب وجهة نظره التي يسعى إلى طرحها ورؤيته التي تختلف بالتأكيد من عمل إلى آخر، ناهيك عن العوامل والأشخاص الذين أثّروا بإيجابية على مشوار الراحل عثمان وفي مقدمهم شقيقه د.إبراهيم عثمان (أحد العباقرة الذين أسسوا نقابة المهندسين وأحد الذين كان لهم التأثير الكبير في حياته). لذا حرصت على طرح هذه العوامل كلها من خلال عملي الأمر الذي يجعله مختلفا عن «الدالي».من ناحيته، أعرب مؤلف «الدالي» وليد يوسف عن سعادته بوجود مسلسل أخر يتناول حياة الراحل عثمان أحمد عثمان كي يستطيع الجمهور التمييز بين العملين، مؤكداً في هذا المجال أن «الدالي» بعيدٌ تماماً عن شخصية عثمان أحمد عثمان. وسيرصد الجزء الثاني كما يوضح يوسف الأحداث السياسية والاقتصادية التي طرأت على مصر بين 1979 و 1986 تحديداً ومنها حادث المنصة والاعتقالات السياسية وتغير شكل الاقتصاد وغيرها من الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمتغيرات التي حصلت والتي لا تزال تأثيراتها حاضرة لغاية اليوم. والطريف أن وليد والبلتاجي استقيا معلوماتهما من المصادر نفسها، وتحديداً علاقة عثمان بالراحل أنور السادات وهو أكثر ما تناوله مسلسل «المعلم».
توابل - مزاج
عثمان أحمد عثمان بين المعلّم و الدالي
06-01-2008