يتداول اسم إدارة شؤون الانتخابات، إحدى الإدارات التابعة لوزارة الداخلية، بكثرة هذه الأيام، في ظل ربيعٍ ديموقراطي تعيشه أجواء البلاد، تستقبل مرشحي مجلس الأمة بمختلف انتماءاتهم السياسية، ومن الجنسين، وتحتضن عشرات الكاميرات و الصحافيين ووسائل الإعلام المحلية منها والدولية، وتُلتقط الصور لهذا المرشح وتلك المرشحة، لكن يبقى موظفو الإدارة بعيدا عن دائرة الضوء، يعملون بصمتٍ ممزوج بالمتعة، حتى وإن انتقص العمل من أيام الراحة، يستمرون بعملهم في خلية نحلٍ، يعمل جميع أعضائها دون كلل.

حاورتهم «الجريدة» بالأمس، غالبيتهم من الجنس اللطيف، لطيفاتٍ بلطف جنسهن، فمنذ ساعات الصباح الأولى يحرصن على استقبال المرشحين وحتى الصحافيين بابتسامة «ناعمة» لكنها مؤثرة، وقد يكون سببها انعكاس لروح التعاون، في ما بين موظفي الإدارة، أو حس الفكاهة التي يتمتع بها مايسترو الفريق «علي مراد»، مدير الإدارة.

Ad

اسم على مراد يتداوله المرشحون، ويعرفه جيدا نوابٌ سابقون، ويحمل كل صحافي وإعلامي بطاقته الشخصية في جيبه، يحفظونه عن ظهر قلب، لكن تربطه وموظفي الإدارة علاقة خاصة جدا، يكنون له كل الحب والاحترام، ينتظرون «قفشاته» الصباحية، فمرحه يوازي جديته في العمل وحرصه أن يتم على أكمل وجه.

«بسمت معرفي»، انتشرت صورها في الصحف ووسائل الإعلام، لكنها لم تحظ بفرصة التحدث إليها، والتعرف إلى ما يحدث خلف كواليس عملية التقدم للترشيح. تقول بسمت، وهي رئيسة العلاقات العامة في الإدارة وتستقبل مرشحي 2008 هذه الأيام لتعبئة طلباتهم، أنها تنتظر فترة الانتخابات بفارغ الصبر كي تشعر بمتعة العمل وتستقبل المرشحين الذين تصف بعضهم بـ «غريبي الأطوار» وآخرون بمرشحين «رزّة»، و متشددون يرمقونها بـ«نص عين» وآخرون غاية في اللطف والاحترام.

«مرشحون يرتعشون؟»، سؤال بصيغة الاستغراب وجهته «الجريدة» لمعرفي عندما ذكرت أن هنالك من يرتعش عندما يهم بتعبئة استمارة الترشيح. وتقول «لا أعلم حقيقةً السبب في ذلك لكننا نحاول قدر المستطاع كسر جو الرهبة والخوف بابتسامة أو بدعوة على تناول قطعة (كاكاو) أو ارتشاف فنجان قهوة عربية أصيلة دليلا على الضيافة!».

أدوات الحظ هي طريقة قديمة للتنبؤ بالأحداث التي قد تحصل لمستقبل أي شخص كان، لكن بعض مرشحي اليوم يرفض بشدة، قبل تعبئة استمارة الترشيح، استخدام قلم الإدارة الذي لا يتجاوز ثمنه 120 فلسا، ويفضل استخدام قلمه الخاص، ويؤكد «صدقوني، هو مصدر الحظ الذي أتمتع به، لن أستخدم غيره»!.

وعندما يأتي الحديث عن الصور الشخصية للمرشحين، تقول معرفي: «هناك من يأتي للترشيح ولا يملك صورا شخصية، ويضطر للحضور في اليوم اللاحق، لكن ما يبعث على الضحك أن ثمة مرشحين يأتوننا بصور مغايرة ومختلفة، فهذه صورة وهو يرتدي دشداشة دون (غترة وعقال) وتلك صورة يرتدي فيها بدلة العمل، وأخرى ببدلة رسمية، لكننا نلزمه بصورتين موحدتين حتى تعتمد من قبل الجهات العليا».

ما يجمع عليه موظفو الإدارة هو أن انتخابات 2008 تختلف في الاهتمام الإعلامي واستقطاب وسائل الإعلام عن الانتخابات في السنوات المنصرمة، ذلك أن تواجد الصحافة ووسائل الإعلام زاد بشكل مطرد، وصفها البعض بأنها أشبه بالـ«باباراتزي»، في ظل وجود 14 صحيفة و5 قنوات محلية وغيرها من وكالات الأنباء العالمية، الأمر الذي أدى إلى خلق فوضى أحيانا في صفوف المصورين، بدليل كلمة وزير الداخلية يوم أمس لهم «ما أشوف من كثر فلاشاتكم»!.

«مكافآتنا مجزية، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم» هذا ما تؤكده «حوراء صَفَر»، الباحثة القانونية في الإدارة، مشيرة إلى أن الدوام يبدأ في السادسة والنصف ويستمر حتى 10 مساء يتخللها وقت الوجبات فقط، لكنها تعبر عن سعادتها حينما يبادرها أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء عن الأجواء اليومية للمرشحين، وأسئلة أخرى يغمرها الفضول حول قيد ناخب أو معلومات أخرى.

«شمة الجناع»، «منى الذريعي»، «ليلى الموسوي»، «ماجدة السيحان»، «وليد المنيس»، «شيخة يوسف»، «فتوح الحداد»، «ماجد الغنيم»، موظفون تختلف مسمياتهم الوظيفية، لكنهم يعملون بجد واجتهاد في خدمة الصحافة والإعلام والمرشحين والناخبين في إدارة «النحل» بزعامة مدير «الذكور والشغالات» علي مراد، الذي يسعى دوما لكي تنتج إدارته «عسلا» طيبا يتذوقه المرشحون طوال عشرة ايام، بمزيج من ابتسامة موظف، ودعابة مدير!.