توقّع له الجمهور نجاحاً كبيراً وأنه سيكون أحد فرسان القمة. إلا أنه تعجل البطولة المطلقة فكانت تجربته الأولى «أوعى وشك» التي لم تحقق له ما تمناه من نجاح. وبحث مجددا عن النجاح فكان فيلم «لخمة راس» الذي واجه هجوما نقديا كبيرا أبعده عن القمة التي يحلم كالآخرين بالتربع على عرشها.

Ad

انه الفنان أحمد رزق، أحد النجوم المتميزين بقدرتهم على الجمع بين الكوميديا والتراجيديا في أدائهم. دخل مع «التوربيني» مساحة جديدة من الأداء تقوده إلى نقطة أبعد في مشواره الطويل الذي يعرف «أبو حمزة» أنه بلا نهاية.

حدّثنا عن أحدث أفلامك.

الفيلم محاولة لتنبيه الناس إلى ما يحدث حولهم فهناك يمارسون الحياة بتلقائية وعفوية وهذا ما يستغله البعض بشكل سيئ، لذا أردنا من خلال الفيلم وبلغة الكوميديا التأكيد على ضرورة تنبّه الناس إلى تصرفاتهم واختياراتهم، فالكل «بيلعب على كله» .

كيف وصلت إلى «حوش اللي وقع منك»؟

عرض عليّ المنتج أحمد سمير السيناريو فتحمست له وعلى الفور بدأت جلسات عمل مع السيناريست الذي اكتشفت أنه مشروع تخرجه ومكتوب قبل سبع سنوات. الطريف أني كنت في باله أثناء كتابته.

هل يعني ذلك أنك لم تطالب بأي تعديلات؟

الفن في النهاية وجهة نظر. رغم أن الفيلم كُتِبَ خصيصاً من أجلي، إنما كانت لي ملاحظات حرصت على مناقشتها مع المؤلف والمخرج، ما استلزم إعادة كتابته أكثر من مرة قبل أن نستقر على شكله النهائي الذي أرضى جميع الأطراف.

سيناريست جديد و مخرج في أولى تجاربه، ألم يشعرك ذلك بالقلق؟

بالطبع، كنت قلقاً. لكن في البداية فحسب. بعد فترة زال قلقي، خاصة أن المخرج أحمد الجندي (نجل الفنان أحمد الجندى) صديقي وكان مفترضاً أن يخرج فيلم «لخمة راس» لكنه لم يكن مستعدا آنذاك لخوض أولى تجاربه الإخراجية، لذا سعدت جدا بهذا التعاون الذي أتمنى أن يتكرر ، خاصة أن حماستي لأحمد بلا حدود وأتوقع أنه سيصبح من أهم المخرجين قريباً.

الأفلام المنخفضة الموازنة، هل هي عودة إلى سينما المقاولات؟

الموازنة المنخفضة لا تعني بالضرورة تصنيف الفيلم على أنه «مقاولات»، ولا تعني بالضروة أن الفيلم مسطح أو غير جيد لأي سبب. لا علاقة للجودة بموازنة الفيلم. أما فيلمنا فقد حرصنا على أن تصرف موازنة لمصلحة الفيلم وجودته.

يبدو أنك مغرم بالأفلام التي تدور حوادثها خلال 24 ساعة؟

لا أختار أفلامي وفق وجهة نظر مسبقة. أما هذا الفيلم «حوش اللي وقع منك» فإن عقدته الرئيسية هي التي دارت خلال 24 ساعة، لكن بقية حوادثه لم تكن محصورة داخل زمن محدد .

بين دورك القديم فى مسلسل «الرجل الآخر» ودورك في فيلم «التوربيني» لا يمكن تجاهل الشبه بين الشخصيتين، خاصة في ما يتعلق بالمرض النفسي، فهل بت متخصصا في هذه الأدوار؟

(يضحك ) يبدو أنني بت متخصصاً فى المرض النفسي فعلا. أحياناً أنا في دور مريض وأحياناً أخرى في دور طبيب كما حدث في مسلسل «سارة». لكني لا أسعى، صدقاً، إلى هذه الأدوار بل هي المصادفة التي وضعت الأدوار هذه في طريقي. أسعدنى ذلك لأنها منحتني فرصة إظهار موهبتي فى تقديم أداء مختلف ومنسجم مع طبيعة الشخصية. رغم انتماء هذه الأدوار إلى المرض النفسي عامة إلا أن هناك فرقاً شاسعاً بينها وذاك ما حرصت على تأكيده كي لا يخلط البعض بين دور الشاب ذي الاحتياجات الخاصة الذي أديته في مسلسل «الرجل الآخر» وكتبت من خلاله شهادة ميلادي ودوري في فيلم «التوربيني» المتعلق بمرض التوحد بما له من خصوصية تختلف بالتأكيد عن أي مرض نفسي آخر، علماً أنه في الأساس مرض في الجهاز العصبي ولا علاقة له بالمرض النفسي. لذا كان مهماً إبراز تلك الفوارق جيداً.

ألم تخش المقارنة بين دورك ودور ريموند في فيلم «رجل المطر» الذي قام به النجم العالمي داستين هوفمان؟

بالتأكيد، فكرت كثيرا وخفت كثيرا، لكن فى النهاية نجح الدور فى إشعال حالة من التحدي في داخلي قبلتها بسعادة، بعيدا بالطبع عن أي مقارنات بيني وبين عملاق التمثيل العالمي داستين هوفمان (أنا فين وهوّ فين؟). أنا عاشق للأدوار الصعبة لأنها تشعل التحدي في داخلي وهذا ما يحتاج إليه الممثل بين الحين والآخر.

لكن الفيلم لم يحقق أحلام أبطاله بعد عرضه بلا دعاية؟

اسألوا المنتج هشام عبدالخالق.

لكني أسألك أنت بصفتك أحد الأبطال؟

لا أحد يملك الاجابة عن سؤالك إلا منتج الفيلم وإن كنت سأظل أسال نفسي لمَ عرض الفيلم بلا دعاية ولا مقدمات إعلانية في دور العرض.

هل هذا سر إصرارك على قيام الشركة العربية بتوزيع فيلمك «حوش اللي وقع منك»؟

لم أصر على شيء ودوري لا يتجاوز حدود التمثيل أو مناقشة الدور مع المؤلف والمخرج لمزيد من التجويد. هذا الاتفاق تسأل عنه الشركة المنتجة .

ألم تتدخل أيضا في اختيار توقيت عرض الفيلم؟

منذ لحظة التصوير الأولى وأنا أعلم أن الفيلم سيعرض ضمن موسم الصيف السينمائي لكني لم أكن أملك فرض توقيت محدد. قد أصل مستقبلاً إلى هذه القدرة لكن حالياً تنتهي علاقتي بالفيلم بمجرد انتهاء التصوير.

كيف ترى موقعك على خريطة الكوميديا؟

بداية، لا أحب التصنيفات لأنها تحجم الممثل وتحاصره فى إطار محدد لا يمكن تجاوزه وهذا ليس صحيحا. الممثل الحقيقي يستطيع تقديم جميع الانماط والألوان الفنية. إنه ما أحرص عليه دوما، لذا تتعدد أدواري وتختلف. صحيح أن للكوميديا خصوصية، لكنني نجحت أيضاً في تقديم ألوان مختلفة.