رحل مساء امس الدكتور أحمد الربعي بعد مشوار طويل وخلاق، نضالا وفكرا وممارسة، جاء في حقبة نهوض الوطن، فساهم فيها مساهمة فعالة، وغادر في مرحلة يشهد الوطن فيها انحدارا، وكأن رحيله، يمثل رسالة لواقع الحال، وما آلت إليه الاوضاع في الكويت. ربما مهد الربعي لغيابه الأخير، حين اختفى عن الظهور في الحياة العامة، وخاض صراعا طويلا مع المرض، ويبدو أنه أدرك أن رحيله قد حان، فأقام لقاء خاصا مع مجموعة من الأصدقاء، في مايو 2007، كأنه يرسل إليهم الوداع الاخير، حين قرأ عليهم قصائد للشاعر أمل دنقل عن كينونة الحياة وسيرورتها، وكان منها وصف للمستشفى، قال فيه «كل هذا البياض يذكرني بالكفن»...كأنه يعد نفسه وأصحابه لهذا اليوم الحزين. يعد الفقيد أبو قتيبة الذي ولد في 1949 من أبرز الشخصيات السياسية في الكويت. انخرط في العمل السياسي مبكرا، وحصل على عضوية مجلس الأمة في ثلاث دورات، في الفصل التشريعي السادس (1986-1985) والفصل التشريعي السابع (1992- 1996) ومن خلال تم تعيينه وزيرا للتربية والتعليم العالي في الفترة نفسها، ثم عاد مجددا الى مجلس الأمة في الفصل التشريعي التاسع (1999- 2003). مارس العمل الصحافي وكتابة المقالات في الصحف الكويتية والعربية، والعمل الاكاديمي استاذاً بقسم الفلسفة في جامعة الكويت، وكانت اهتماماته تتجاوز الهم الكويتي الى الأفاق الخليجية والعربية، إذ انخرط باكرا في العمل السياسي الخليجي والعربي، وكان مثيراً للجدل وفارسا للكلمة ومناضلا في سبيل الديموقراطية ومدافعا عن حقوق الانسان والحرية. رحم الله الفقيد الكريم، وألهم أهله ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان.
أخبار الأولى
وداعاً... يا أحمد
06-03-2008