ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية فقدت السيطرة على بعض شبكات المقاتلين الباكستانيين، التي ساهمت في تأسيسها ورعايتها منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وأصبحت الآن تعاني الهجماتِ المضادة التي تشنها هذه الشبكات ضد الجيش وقوات الأمن الباكستانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين في أجهزة الاستخبارات الأميركية وغيرهما من المسؤولين الاستخباراتيين المرتبطين بعلاقة وثيقة بجهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية، أنه في الوقت الذي بدأ الجيش الباكستاني بملاحقة هذه الشبكات، ارتد المقاتلون على أسيادهم السابقين.

Ad

وأوضحت «نيويورك تايمز» أن هؤلاء المقاتلين «انضموا إلى مجموعات متطرفة أخرى في باكستان وخاضوا معارك ضد القوات الأمنية الباكستانية، وساعدوا الإرهابيين على تنفيذ عدد قياسي من العمليات الانتحارية في العام الماضي، بما فيها تلك التي استهدفت مباشرة ثكنات الجيش الباكستاني والوحدات الاستخبارية، الى جانب اغتيال شخصيات سياسية مرموقة ربما تكون رئيسة وزراء باكستان الراحلة بنازير بوتو من بينهم».

وتشكل القوة المتزايدة للمقاتلين الذين يعبر العديد منهم اليوم عن دعمهم للهدف العالمي لتنظيم «القاعدة» عبر «الجهاد المسلح»، خطراً كبيراً على أمن باكستان وعلى جهود منظمة حلف شمال الأطلسي لدفع قوات حركة «طالبان» من باكستان في اتجاه أفغانستان.

وبدأ المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون يدرسون بجدية أكبر احتمال شن عمليات سرية لملاحقة مقاتلي تنظيم «القاعدة» في المناطق الحدودية الخارجة عن سيطرة القوات الأمنية الباكستانية، بسبب قلقهم من عدم قدرة حكومة إسلام آباد على القيام بذلك.

وبرزت هذه التفاصيل غير العادية عن جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية المعروف باسم «آي أس آي» من خلال مقابلات أجرتها الصحيفة مع مسؤولين استخباراتيين باكستانيين في الشهر الماضي. وتؤكد التفاصيل بعض أسوأ مخاوف وشكوك المسؤولين العسكريين الأميركيين والغربيين والدبلوماسيين.

واعترف مسؤولان استخباراتيان سابقان أنه بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وعندما تحالف الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش علناً، لم يكن جهاز «آي أس آي» قادراً على المحافظة على نفوذه وسط المقاتلين الذين رعاهم منذ نشأتهم قبل عقود طويلة، لاستخدامهم كقوة لممارسة الضغوط على الهند وأفغانستان.

وأشار المسؤولان الى أنه «بعدما غذّت الاستخبارات العسكرية الباكستانية نظرية المتشددين الإسلاميين، تحاول جاهدة الآن إيقاف هذه الأيديولوجية ومنع انتشارها».

وأجرت الصحيفة المقابلات مع المسؤولين السابقين قبل عملية اغتيال بوتو في 27 ديسمبر الماضي، التي تزعم الحكومة الباكستانية أن مقاتلين على ارتباط بتنظيم «القاعدة» مسؤولون عنها، في حين أن أنصار بوتو يتهمون الحكومة بوجود يد خفية لها في العملية. (نيويورك - يو بي آي)