استمرت أمس المسرحية الهزلية داخل الحرم الجامعي متمثلة في القتال بين القائمتين الائتلافية والمستقلة، بسبب التنافس لكسب العدد الاكبر من الطلبة المستجدين، والذي نتج عنه جروح وكدمات بالغة بين الطرفين ومن ثم اللجوء إلى أحد المستشفيات لتقديم العلاج السريع نتيجة استخدام أدوات حادة أثناء «الهوشة».

Ad

في حادثة أشبه بالاقتتال الحاصل في العراق الذي بات أمل إيقافه أمرا ليس سهلا، تستمر المشاجرات والعنف الطلابي داخل الحرم الجامعي ومن قبل القوائم الطلابية بالتحديد، ليصل العنف بالأمس إلى اقتتال طلابي بين أعضاء القائمتين الائتلافية والمستقلة أمام صالة التسجيل في جامعة الكويت بالشويخ، اذ تبادلوا فيه الضرب بالأيدي والالات الحادة حتى أصيب ثمانية طلاب بجروح مختلفة نقل بعضهم على إثرها إلى مستشفى الصباح، وقالت مصادر ان المصابين من القائمة الائتلافية خمسة طلاب، بينما أصيب من القائمة المستقلة ثلاثة.

بدأت المسرحية الهزلية مع بداية تسجيل الطلبة المستجدين بصالة القبول منذ صباح امس، عندما بدأ الخلاف بتراشق كلامي بين القائمتين استكمالا للمشاجرة التي حصلت بينهما صباح امس الاول، والجميع يعلم ان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت هو الممثل الرسمي لطلبة جامعة الكويت بقيادة القائمة « الائتلافية»، وبالاتفاق مع عمادة القبول والتسجيل يُسمح لعدد قليل من اعضاء الاتحاد الوطني الذين يقارب عددهم الـ15 بالدخول، إلا ان هذا العدد وصل الى 30 فردا، مع العلم بأن اعضاء الاتحاد الوطني لا يلتزمون بصفتهم اعضاء اتحاد بل يتصرفون على أنهم اعضاء قوائم طلابية، الامر الذي أغضب القوائم الطلابية الاخرى، اضافة الى ان اعضاء الاتحاد لا يفرقون بين الطلبة المستجدين واعضاء القوائم الاخرى ما أدى إلى اختلاق المشكلات بين القوائم، فقد حصلت امس معركتان امام وداخل صالة القبول والتسجيل كانت الاسلحة البيضاء الحاضرة فيهما، وجميع الطلبة رأوا ملابس المتعاركين ملطخة بالدماء، وكان كل ذلك على مرأى عين عميد شؤون الطلبة الدكتور فايز الكندري، الذي اضطر إلى فض الاشتباك بنفسه وتهدئة الوضع، وقد تحدث الى احد قياديي القائمة الائتلافية، وهو عضو في الاتحاد الوطني في الوقت نفسه، حيث بدأ بالنصح ومحاولة التهدئة، كما خرج من الصالة وذهب الى بعض قيادات القائمة المستقلة، حيث بدأ بتوجيه النصيحة لهم وتوضيح أن ما يحدث الان يسيء الى جامعة الكويت، طالبا من الطرفين التزام الهدوء.

« الجريدة» من جانبها علمت ان مدير الأمن والسلامة حسن الربيعة اجتمع مع ممثلي كل من رئيس مجلس «الائتلافية» ونائب رئيس الاتحاد الوطني عبد العزيز الصقعبي والمنسق العام للقائمة المستقلة محمد المطوع الذين لبوا الدعوة في الوقت نفسه نية منهم في تصفية الأمور وفض الاشتباك. واتفق بعدها ممثلو القائمتين بعقد اجتماع مشترك هذا المساء للتفاهم بشكل ودي وخارج الأجواء الساخنة التي تمر بها الحركة الطلابية.

الاتحاد الوطني

فيما أكد رئيس الاتحاد الوطني للطلبة فرع جامعة الكويت معاذ الدويلة ان العنف ظاهرة دخيلة على الجامعة والمجتمع الكويتي وهو سلوك فردي لكنه يتزايد يومًا بعد يوم، ولذلك علينا التعاون جميعًا من أجل إيقافه، وانطلاقًا من واجبنا سنقوم خلال 48 ساعة برفع تصورنا لحل المشكلة إلى الإدارة الجامعية حتى نتعاون معها ومع الجميع من أجل إيقاف تلك الممارسات الشاذة والدخيلة، مبينًا ان ما يحدث ليس مسؤولية الاتحاد والإدارة فقط، بل إن القوائم الطلابية هي المسؤولة في المقام الأول، داعيًا كل القوائم إلى المساهمة في إيقاف العنف، وتقديم المبادرات الفردية والجماعية والتخلي عن كل أنواع العنف البدني واللفظي والفكري، فالعنف يضر الجميع وينفر الطلبة من الدخول في العمل النقابي أو الانتخابي رافضًا تشويه صورة اتحاد الطلبة من أي طرف كان، مشيرا إلى أن الاتحاد هو ممثل شرعي ووحيد لطلاب وطالبات الجامعة، وعلينا الحفاظ عليه كذلك دون المساس به من أي قائمة كانت، وأدعو «الائتلافية» و«المستقلة» كونهما أطراف أغلب المشاجرات الى عدم الزج باسم الاتحاد في أي مشاجرة أو اي تصرف قد يحصل من أحد أنصارهما.

المستقلة تستنكر

حيث استنكر في البداية منسق القائمة المستقلة محمد المطوع هذه التصرفات ووصفها بالصبيانية، رافضا إلصاق التهم بالقائمة المستقلة، داعيا إلى الحوار والتنافس الشريف بين كل القوائم الطلابية، مبينا في الوقت نفسة أنه قد التقى مدير الأمن والسلامة بالجامعة ورئيس مجلس «الائتلافية» عبد العزيز الصقعبي لبحث تفاصيل الحادثة كمبادرة لايجاد حل جذري للعنف الطلابي، حيث طالب المطوع عمادة شؤون الطلبة بطرح ميثاق شرف يوقع عليه ممثلو القوائم بالجامعة.

قرارات حازمة

أعرب رئيس مجلس «الائتلافية» عبد العزيز الصقعبي عن استيائه لما وصلت إليه الحركة الطلابية قائلا «أصبح أعضاء القوائم هم من يقودونها وليس القيادات الفعلية، وأصبحت سمعة الحركة الطلابية سيئة جدا»، مؤكدا ضرورة اجتماع القوائم بعضها مع بعض، حيث توقع أن تصدر الادارة الجامعية قرارات حازمة تجاه المخطئين وعلينا نحن كقوائم طلابية تحملها كوننا المسؤولين عن كل ما يحدث.

عفا الله عمّا سلف

أكد مدير ادارة الامن والسلامة في جامعة الكويت حسن الربيعة ان الادارة قامت حين سماعها بالحوادث بتوفير اكثر من 70 فرد أمن في موقع الحدث بفض تلك الاشتباكات الدموية ولكن عادات الطلبة طغت على ضباطنا وبعد انتهاء العنف، اجتمعت الادارة مع نائب رئيس الاتحاد ورئيس مجلس القائمة الائتلافية عبدالعزيز الصقعبي ومنسق عام القائمة المستقلة محمد ارسلان المطوع اللذين كانا ابرز طرفي الحادثة وحُلت المشكلة.

وبين الربيعة ان القائمتين اعطتا وعودا بعدم تكرار ما حدث ونسيان ما وقع بالامس بالقول «عفا الله عما سلف» والادارة الجامعية تأمل ان ينتهى الموضوع على خير.

«الداخلية» للمحافظة على الأمن داخل الجامعة

أكدت مصادر جامعية ان مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد بعد سماعه بالحادثة وعلمه بأن ادارة الامن والسلامة غير قادرة على الحفاظ على ارواح الطلاب قام باستدعاء رجال الداخلية لفض الاشتباكات.

واشارت المصادر الى ان الفهيد طلب مساندة رجال الداخلية في تنظيم عملية السحب والاضافة وتسجيل المستجدين داخل الحرم الجامعي اعتبارا من اليوم حفاظا على ارواح الطلبة.

والجدير بالذكر أن تنظيم عملية تسجيل المستجدين تقع على عاتق عمادة القبول والتسجيل التي غابت عن الحدث ولم نر اي مسؤول منهم في الموقع ولا في الحرم الجامعي، كما ان ادارة الامن والسلامة تتحمل مسؤولية الحفاظ على الامن.