يعتبر الاسهال مشكلة غير خطرة، لكن استمراره لوقت طويل يستلزم بالضرورة إجراء بعض الفحوصات الطبية. ما سبب هذه المشكلة؟ وما هي العلاجات المتاحة؟

Ad

إسهال حاد: تسمّم غذائي

يظهر الاسهال الحاد بشكل مفاجئ وغالبًا ما يرتبط بتسمم ناتج عن تناول نوع معين من الأطعمة، أو الاصابة ببكتيريا أو التعرض لأحد أنواع السموم (تفرزها بكتيريا معينة).

في هذه الحال ينقضّ جسم غريب على جدران الأمعاء ما يجعل الأخير عاجزًا عن امتصاص الماء فتزداد إفرازات الجسم بشكل كبير. ومن أنواع بكتيريا الإسهال الأكثر شيوعًا: المكورات العنقودية والسالمونيلا. وفي حال الإصابة بهذين النوعين يظهر الاسهال بعد 3 إلى 10 ساعات من تناول الطعام (لحوم مصنعة، منتجات الحليب)، مترافقًا مع حمى وغثيان وتقيؤ.

يعزى الاسهال الحاد إلى تسمم فيروسي كما هي الحال مع التهاب المعدة والأمعاء. إلى جانب المشاكل المعوية يتسبب هذا النوع من الاسهال بالحمى والتقيؤ وأوجاع في المعدة والرأس (كالصداع) وآلام في العضلات، ناهيك عن بعض الأدوية التي قد تتسبب بهذا النوع من الاسهال.

لا تتطلب حالات الاسهال الحاد إجراء أية فحوصات طبية متقدمة في معظم الأحيان، لكن الخطر الأكبر الذي ينجم عنها هو جفاف الجسم وبخاصة إذا كان المصاب طفلاً أو عجوزًا أو مريضًا.

يشمل العلاج التقليدي لحالات الاسهال هذه إعادة ترطيب الجسم (عبر محلول الماء والسكر والملح)، إلى جانب تناول عقار مطهر للأمعاء وآخر مضاد للاسهال وثالث مضاد للتشنج في حال عانى المريض أوجاعًا في المعدة.

في حالات الاسهال المتقدمة جدًا (حمى، دم في البراز، اسهال مفرط...)، من الضروري تناول مضادات حيوية. كذلك ينبغي إعادة تشكيل العصارة المعوية من خلال تناول اللبن.

مزمن: أسباب كثيرة

يعتبر الاسهال مزمنًا عندما يستمر لأكثر من أسبوعين أو 3 أسابيع، عندئذٍ تبرز أسباب متعددة له. في حالات نادرة، قد يُعزى الاسهال المزمن إلى: مشاكل في الغدة الدرقية، التهاب في جدار الأمعاء، الطفيليات وأحيانًا أحد أنواع الأورام، تناول عقاقير مسهلة بكثرة لوقت طويل، أو تناول مضادات حيوية معينة.

في حال الاسهال المزمن من الضروري إجراء فحوصات طبية لتحديد أسباب هذه المشكلة المزمنة. عندئذٍ تأتي طبيعة العلاجات المعتمدة استنادًا إلى نتيجة الفحوصات الطبية.

اسهال الأطفال

يتعرض الأولاد أكثر بمرتين من البالغين للإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، ما يؤدي إلى إصابتهم بالجفاف أيضًا.

كيف يمكن للأهل أن يتصرفوا في هذه الحال؟ وما هو الدواء الملائم؟ في ما يلي بعض النصائح التي قد تساعدكم.

• إذا كنت قد استمعت منذ نعومة أظافرك إلى نصائح جدتك لدى إصابتك بالاسهال ومنها تناول الجزر أو المشروبات الغازية... عليك أن تنسي هذه الحلول الخاطئة التي تزيد الوضع سوءًا.

• قدمي لطفلك الماء باستمرار، واجعليه يشرب الماء رويدًا رويدًا (5 مليليترات من الماء كل دقيقتين). وفي حال رفض من الأفضل أن تستدعي طبيبًا.

• يكمن الحل الأمثل في استخدام محلول ترطيب يشربه الطفل عن طريق الفم يزوده بالماء والأملاح المعدنية والسكر ما يحدّ من احتمال التقيؤ.

• احتفظي دائماً بمحلول ترطيب في منزلك.

• غذي صغيرك جيدًا في هذه المرحلة.

• إذا كان لا يزال في مرحلة الرضاعة، لست بحاجة إلى التوقف عن إرضاعه لتقدمي له المحلول، أما إذا كان يأكل بواسطة الرضّاعة، فقدمي له أولاً المحلول ثم اجعليه يتناول غذاءه المعتاد بعد أربع ساعات كي لا يستمر جوعه لوقت طويل.

• قبل أن يبلغ طفلك شهره الثالث قد يقترح عليك طبيبه إطعامه حليبًا لا يسبب له الحساسية إذا لاحظ عليه عوارض تدل على حساسيته تجاه الحليب.

• يمكنك أيضاً الاستعانة بحليب خالٍ من اللاكتوز في حال تكرر الاسهال كلما شرب طفلك الحليب.

حذار من الجفاف!

يتسبب الإسهال بفقدان الجسم كمية كبيرة من الماء والأملاح المعدنية. أمّا إذا ظهرت بعض الإشارات التي تدل على حالة من الصدمة، أو فقدان الوعي أو التوازن فلا يجب التردد بالذهاب إلى الطبيب.

ولا جدوى من الانتظار إلى أن تظهر على المصاب إمارات الإصابة بالجفاف، فعندما يحصل ذلك يكون قد فقد على الأقل 5% من الماء الموجود في جسمه.

إسهال السياح

لا يعزى إسهال السياح إلى تبدّل الحمية الغذائية التي يتبعها المرء، أو التغيرات المناخية أو تناول البهارات أو التعب الناتج عن السفر. ففي معظم الأحيان يظهر هذا النوع من الاسهال إثر الاصابة بأحد أنواع العدوى التي تنتقل عبر الطعام أو عبر بكتيريا معينة.

عمومًا تبرز أنواع العدوى هذه في الأسبوع الأول من السفر. ويترافق اسهال السياح مع آلام في المعدة من دون ظهور أعراض الحمى.

أمّا العلاج المعتمد فهو نفسه الخاص بحالات الاسهال الحاد. وتمتد مرحلة الشفاء من 4 إلى 7 أيام.

ولا تنسوا في كل الأحوال غسل الطعام وتقشيره وطهيه وغليه جيدًا.