مع «عمر 2000» كتب شهادة ميلاده كمخرج يمتلك أدوات خاصة منحته موقعاً خاصاً على الخريطة وسط أقرانه من النجوم. إنه المخرج الشاب أحمد عاطف الذي عاد بعد غياب مع «الغابة» أحد الأفلام المصرية التي شاركت من خلالها مصر في مسابقة المهرجان. حول رؤيته السينمائية الخاصة التي يطرحها في «الغابة» معه هذا الحوار .طرحت آثار درامية كثيرة قضايا المهمشين وأطفال الشوارع بنوع خاص، فما الجديد الذي يقدمه «الغابة» ؟ليس الفن في طرح القضية ولكن في طريقة معالجتها. آثرت في الفيلم طرح رؤيتي عن مصر 2007 مشيراً إلى ما آلت إليه الأمور وكيف تحولت إلى غابة، الغَلبةُ فيها للأقوى. لا أقدّم في «الغابة» حبكة درامية عادية ولكن رؤية تحليلية تنبؤية للمجتمع المصري اليوم وما سيؤول إليه إذا ظلت الأمور على هذا المنوال وهذا هو الجديد.تردد أن ثمة مشاكل كثيرة اعترضت الفيلم فما هي؟وجدت صعوبات كثيرة في إتمام الفيلم لأنه لا يرتكز على أسماء كبيرة ولامعة. فأبطال فيلمي غير معروفين كنجوم شبّاك مما أدى إلى إحجام الموزعين وإلى عقبات كثيرة في التسويق فاضطررت إلى اقتراض المال من البنك كي أنجز الفيلم إيماناً مني بأهمية القضية وهي مخاطرة كبيرة اضطررت إلى خوضها بعدما أُغلقت كل الأبواب في وجهى ولم يكن أمامي حلّ آخر.من أين استلهمت فكرة الفيلم؟كانت الفكرة مشروع تخرجي قبل 14 عاماً. يومها حلمت بأن تسنح لي الفرصة لطرحها من خلال فيلم روائي طويل وهو ما تحقق أخيراً. أقدم فيه لغة سينمائية مختلفة تماماً عمّا قدمت من قبل. لا أخجل من اعترافي بأنني تأثرت في «الغابة» ببعض التجارب العالمية وبخاصة فيلم «مدينة الرب» الذي يعتمد على تقديم رؤية بصرية شديدة الثراء وعلى تأثير الألوان ودعمها لنقل الحالة الفنية التي أريد توصيلها. وحرصت على المشاركة في إعداد ديكور الفيلم بنفسي.بين «عمر 2000» و»الغابة» اختلف أسلوبك كيف تفسر ذلك؟ ما من مخرج عالمي لديه نمط واحد، كما أن الاحتراف يعني تقديم مختلف الأساليب الفنية بالإضافة إلى أنني أرى أن من حق الفنان في النهاية أن يتجاوز نفسه ويتنوع في ما يقدّم.هل يمكن لفيلم مثل «الغابة» أن ينافس على صعيد الإيرادات؟ حين أصنع فيلما لا أضع الإيرادات ضمن حساباتي، لا أنكر أهميتها لكنني بالأساس أقدم رؤية فنية مهتمة بطرح رؤى وأفكار.ألا يهمك أن تكون أفلامك جماهيرية ؟ما من فنّان لا يطمح الى أن تحقق أفلامه نجاحاً جماهيرياً، لكنني لن أتنازل فنياً كي أصل إلى الجمهور. فأنا أرى أن الفن رسالة وبحكم انتمائي إلى مجتمعي وإلى ثقافته عليّ أن أصنع أفلاماً ترصد سلبياته كي يمكن إصلاحها.هل تطمح من خلال مشاركتك بالمهرجان إلى حصد الجوائز؟من منّا لا يتمنى ذلك، لكن ثمة عوامل كثيرة تتحكم في منحها، منها ذوق أعضاء لجنة التحكيم الفني وغير ذلك من عوامل، لهذا سيظل رد الفعل لدى الجماهير هو الجائزة الأهم.هل غضبت لاقتصار مشاركة فيلمك على المسابقة العربية فحسب؟بالتأكيد، خصوصاً أنّ فيلمي، مع احترامى للأفلام الأخرى، لا يقل أهمية عن سواه، الأمر الذى صدمني بالفعل وأشعرني بالإحباط لاقتصاره على المشاركة في المسابقة العربية، لكن في النهاية كل شيء نصيب وأنا سعيد بما حققه الفيلم من نجاح.ماذا بعد «الغابة»؟مشاريع كثيرة. فأنا لا أتوقف يوماً عن القراءة وكتابة الأفلام وقد استقر رأيي على فيلم «سر السعادة» لأخوض من خلاله تجربتي التالية وهو بعكس «الغابة» يدور في أجواء رومانسية رقيقة جداً.
توابل - سيما
يرى أن فيلمه الغابة ظُلم في مهرجان القاهرة السينمائي المخرج أحمد عاطف: الجائزة الكبرى هي رّد فعل الجمهور الايجابي
11-12-2007