يشعر أغلبية المرشحين بالحيرة إزاء تحديد نسبة النجاح المطلوبة في الانتخابات النيابية المقبلة التي ستجرى للمرة الاولى وفق نظام الدوائر الخمس نتيجة زيادة عدد الناخبين وتوسيع الدوائر الانتخابية فمن كان ينجح بالوصول الى المجلس بحصوله على 500 أو ألف صوت في السابق عليه مضاعفة هذا الرقم عشر مرات على الأقل في الانتخابات المقبلة.

Ad

ليس فقط عدد الناخبين وشكل الدوائر ما تغير بعد تطبيق نظام الدوائر الانتخابية الخمس، انما تغيرت ايضا ارقام النجاح للوصول الى عضوية مجلس الأمة. وبات على المرشحين إعادة دراسة فرص نجاحهم في ضوء المعطيات الجديدة التي اوجدها النظام الانتخابي الجديد الذي احدث تغييرا جذريا في الممارسة البرلمانية في الكويت، فمن كان ينجح بالوصول الى المجلس بحصوله على 500 أو ألف صوت خلال العقود الثلاثة الماضية، عليه مضاعفة هذا الرقم عشر مرات على الأقل لضمان حصوله على العضوية وجلوسه على «الكرسي الأخضر» في قاعة عبدالله السالم.

لذا يصبح السؤال الأكثر ترددا في أذهان المرشحين والناخبين هذه الأيام: كم الرقم المطلوب من الأصوات لتحقيق النجاح في الانتخابات النيابية المقبلة؟، الإجابة عن هذا السؤال تختلف تبعا لكل دائرة على حدة، فالتفاوت في نسب النجاح بين الدوائر الانتخابية وفق تقسيمة الخمس والعشرين دائرة، ظلت موجودة في نظام الدوائر الخمس التي سيعمل بها في 17 مايو المقبل للمرة الأولى في تاريخ الحياة البرلمانية في الكويت. فنسب النجاح في الانتخابات الماضية التي شهدت زيادة في أعداد الناخبين بصورة مضاعفة نتيجة مشاركة المرأة للمرة الأولى بعد إعطائها الحق في الانتخاب والترشح كانت تتراوح ما بين 1461 صوتا وهو الرقم الادنى الذي حققه نائب في الانتخابات وكان من نصيب النائب السابق المرشح الحالي عن الدائرة الثانية محمد المطير، و8095 صوتا وهو الرقم الأعلى الذي حققه نائب في الانتخابات الماضية وكان من نصيب النائب السابق المرشح الحالي عن الدائرة الرابعة مسلم البراك. غير ان هذه الارقام لن يكون لها تأثير في حسابات النتائج في الانتخابات المقبلة بعد ضم المناطق وتوسيع الدوائر وزيادة عدد الناخبين، لكن سيبقى التفاوت موجودا في نسب النجاح بين الدوائر الانتخابية، وهو ما يشير الى عدم عدالة الدوائر الخمس.

ويشعر غالبية المرشحين بالحيرة إزاء تحديد نسبة النجاح المطلوبة والتي على اساسها يتحركون، باعتبارها الهدف الذي يسعى كل مرشح الى تحقيقه. ووضع بعض المرشحين نسبا معينة كتوقعات خاصة بهم استمدوها من نسبة المشاركة في دوائرهم الانتخابية والقواعد التي ينطلقون منها والتحالفات مع تيارات او قبائل منافسة، وغيرها من عوامل تؤثر في عملية التصويت. وبدأ احد المرشحين في الدائرة الرابعة، التي تضم 93710 ناخبين، التحرك على اساس جمع عشرة آلاف صوت، باعتباره الرقم المطلوب للنجاح، كما يقول احد مفاتيحه الانتخابية، الذي يقول لـ«الجريدة»: «أعتقد ان من يجمع عشرة آلاف صوت سيحجز اسمه ضمن العشرة الاوائل في الدائرة الرابعة». ويضيف: «هذا الرقم تم تحديده على اساس قياس نسبة المشاركة في الانتخابات وحجم القواعد التي ينطلق منها المرشحون والأصوات المستقلة في الدائرة وتأثيرها في تحديد نجاح المرشحين وزيادة ارقام نجاحهم».

غير أن ثمة عوامل كثيرة تؤثر في عملية التصويت لا يمكن الاستناد اليها كمعايير ثابتة في تحديد النجاح، كونها تختلف من دائرة الى اخرى، فضلا عن ارتباطها بظروف خاصة بكل ناخب، منها نسبة المشاركة، خصوصا بالنسبة للمرأة التي تشكل اكثر من نصف الناخبين، كذلك الالتزام بالتصويت، هل سيكون لأربعة مرشحين، كما ينص عليه النظام الانتخابي الجديد، أم لمرشح واحد أو اثنين أو ثلاثة. يبقى ان ليس ارقام النجاح هو ما يهم المرشحين بقدر ما يهمهم النجاح نفسه، وهو هدف يشترك الجميع في تحقيقه مهما بلغت حجم الدوائر وعدد الناخبين.