العراقيون «المدنيون» يحرضون قواتهم المسلحة ضد الكويت... وبيان الكويت «العسكري» يعول على «عمق العلاقات بين البلدين»!!! أي منطق هذا... ومتى نتعلم من دروس التاريخ؟!

Ad

تناقلت وكالات الأنباء وبعض الصحف- بما فيها الكويتية- تحرشات عراقية مفادها الزعم بقيام طائرات حربية كويتية بقصف زوارق تعمل لحساب الحكومة العراقية بينما كانت في المياه الإقليمية العراقية، حسب إدعاءات الجهات العراقيةـ، إذ صرح وكيل وزارة النقل العراقية بنكين ريكاني بأن: «قوات عسكرية كويتية قامت بقصف أحد الزوارق التابعة لشركة هولندية متعاقدة مع وزارة النقل العراقية لانتشال الزوارق البحرية في المياه الإقليمية العراقية، وزعم «أن القصف الكويتي أدى إلى قطع أسلاك المرافئ التابعة للشركة وإلحاق أضرار مادية في معداتها، وأن الوزارة قامت من جانبها بمفاتحة القوات البحرية العراقية وطلبت منها التدخل، كما أبلغت الأمانة العامة لمجلس الوزراء «العراقي بالطبع» بالاعتداء لاتخاذ الإجراءات اللازمة بصدد ذلك»، وذلك وفقاً لما جاء في صحيفة «الصباح» العراقية.... الطريف في الموضوع البيان المنسوب إلى الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الكويتية حيث جاءت مفردات البيان ركيكة ومتشبثة بعمق العلاقات بين البلدين!!

العراقيون يتهمون ويرفعون الأمر إلى القوات العراقية البحرية ويطالبونها بالتدخل... يعني القيام بعمل عسكري! ويطالبون الحكومة العراقية باتخاذ اللازم! ومع ذلك يأتي البيان الكويتي الحالم و»الناعم» وغير اللائق منسوباً إلى المؤسسة العسكرية، وكان من المفترض أن يكون شديد اللهجة حازم العبارات واضح المعنى محذراً من خطورة ومغبة التعرض لاجتياز حدودنا والتعدي على سيادة الوطن... والذي يفترض أيضاً أن يعكس استعداد دولة الكويت بشكل عام والمؤسسة العسكرية بشكل خاص بالقيام بواجبها بحزم في الذود عن حدود الوطن والدفاع عن سيادته... وليس التشبث بحلم «عمق العلاقات»!

لقد كان البيان مخيباً للآمال ولا يعكس الاستفادة من أحداث تجارب حدودنا الشمالية السابقة ابتداءً من الصامتة 1973 وما تلاها إلى أحداث الغزو الغاشم... أما فيما يتعلق بنفي الخبر فلا دخان بدون نار... وربما الموضوع مازال في طور المناوشات الحدودية... وربما أيضاً أنه لا ينتهي أو يقف عند هذا الحد... لذلك لا بد من التعامل مع هكذا أحداث بما تستحقه من اهتمام وردة فعل بعيداً عن التكتم الإعلامي أو البيانات الناعمة التي يُخشى ان ترسل الرسالة الخطأ... وذلك عند تهوين أو الاستهانة بمثل هذه التحرشات.

ردود فعل السادة النواب لم تكن بأفضل من بيان «الدفاع الحالم الناعم»... فقروض العراق لم تسقط بعد، والمساعدات الكويتية ـ دون منة ـ لا زالت تتدفق إلى العراق، ومع ذلك مثل هذه التحرشات تحدث! الأمر يستحق عناية واهتمام أكبر، وعلى النواب استدعاء مسؤولي الدفاع لشرح تفاصيل الأحداث وخطة القوات المسلحة بالتنسيق مع الأصدقاء للتصدي للأحداث إذا ما تطورت، وحتى لا نزج أبناءنا في القوات المسلحة البواسل في ظروف «ماكو أوامر!!!» يجب أن تكون هناك قواعد واضحة للاشتباك «Rules of Engagements» معتمدة ومفوضة تطبق وبشكل فوري وتلقائي إذا ما دعت الحاجة.

وليعلم العالم والعراق أن دولة الكويت التي بذلت الكثير من مالها وسخرت أرضها لتحرير العراق... لا أضنها أنـها سوف تبخل على العراق بالمساعدة في انتشال الزوارق المزعومة إذا ما تم ذلك وفق الاتصالات الرسمية والاحترام المتبادل... بعيداً عن الاستهانة بحدود وسيادة الكويت. كما أن الواجب يحتم على الحكومة والمجلس عدم الاستهانة بتداعيات مثل هذه التحرشات ومواجهتها بما تستحق من إجراءات محلية ودولية... قبل فوات الأوان. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه...

*****

تهنئة بالعام «2008» الجديد للجميع... متمنين لكم السعادة والعمر المديد.