تتألف البشرة من ثلاث طبقات هي بشرة الجلد والأدمة والنسيج تحت الجلد. بشرة الجلد هي الطبقة الخارجية الحامية من البيئة الخارجية. الأدمة هي الطبقة الثانية للبشرة وتضم عناصر البشرة البنيوية أي النسيج الضام. أما النسيج تحت الجلد فهو الطبقة السفلى من البشرة ويحتوي على الخلايا الدهنية. تعمل هذه الخلايا الدهنية كعازل للجسد وتمنح البشرة امتلاءها.

Ad

تتحرك خلايا البشرة، أي الخلايا التقرنية، من طبقة البشرة السفلى إلى طبقتها العليا فتكوّن كمية كبرى من المادة القرنية (كراتين) وتشكل قشرة خارجية سميكة. حين تبلغ هذه الخلايا الطبقة العليا تنفصل إلى رقائق. وفي حال أصبحت تلك العملية غير طبيعية يمكن أن تبدو البشرة متقشرة. هناك أنواع عديدة من النسيج الضام ذي الوظائف المختلفة. على سبيل المثال، يمنح الكولاجين البشرة متانتها فيما تمنح بروتينات تدعى غليكوساميونغليكان البشرة انتفاخها وتمنحها الألياف المرنة مرونتها أو حيويتها. يعتبر الالتحام بين الجلد والأدمة بنية مهمة. يتشابك هذا الالتحام مشكلاً نتوءات شبيهة بالإصبع تدعى شبكة الأعصاب. تتلقى خلايا البشرة مغذياتها من الأوعية الدموية في الأدمة. تزيد شبكة الأعصاب من مساحة بشرة الجلد المعرضة لهذه الأوعية الدموية والمغذيات الضرورية.

التقدم الكرونولوجي في السن

مع تقدمك في العمر تصبح خلايا بشرتك أكثر رقة وأقل متانة. إن الخلايا الرقيقة تُظهر البشرة أكثر رقة بشكل ملحوظ. أما انخفاض متانة الخلايا فيقلص فاعلية وظيفة البشرة الوقائية ما يسمح بإخراج الرطوبة بدلاً من احتباسها في البشرة فتجفّ. ينخفض عدد خلايا البشرة بنسبة 10 في المئة كل عقد من السنين وتنقسم ببطء أكبر مع تقدمنا في العمر يخفض قدرة البشرة على ترميم ذاتها بسرعة.

إن آثار التقدم في العمر على طبقة الأدمة مهمة. لا تصبح طبقة الأدمة رقيقة فحسب بل تنتج كذلك نسبة أقل من الكولاجين وتضعف الألياف المرنة التي تمنح البشرة مرونة. تلك التغيرات في طبقات البشرة الأساسية تتسبب في تجعد البشرة وترهلها. كما أن الغدد الدهنية تكبر حجماً لكنها تنتج نسبة أقل من الدهون وينخفض عدد الغدد العرقية. يؤدي هذان التغييران إلى جفاف البشرة.

ترتخي شبكة الأعصاب الخاصة بالتحام بشرة الجلد والأدمة ما يجعل البشرة أكثر هشاشةً وسهلة التقشر. تخفض هذه العملية كمية المغذيات المتوافرة في البشرة عبر تقليص المساحة المتصلة بالأدمة، ما يتعارض مع عملية ترميم البشرة الطبيعية.

في طبقة ما تحت الجلد، تصبح الخلايا الدهنية أصغر حجماً مع التقدم في العمر، ما يؤدي إلى ظهور المزيد من التجاعيد والترهل إذ تعجز الخلايا الدهنية عن «ترميم» الضرر من الطبقات الأخرى.

التعرض لأشعة الشمس

إن التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية سواء كانت أشعة ألفا أو بيتا ما فوق البنفسجية يشكل %90 من عوارض ترهّل البشرة باكراً. يحدث معظم آثار التقدم في السن بفعل أشعة الشمس بحلول سن العشرين. يُحدد مقدار تضرر البشرة بكمية التعرض للأشعة طوال الحياة وحماية الصباغ لديك.

آثار أشعة الشمس على الأدمة

في الأدمة، تؤدي آثار أشعة الشمس إلى تفكك الكولاجين بمعدل أعلى من مجرد التقدم الكرونولوجي في العمر. تضر أشعة الشمس الياف الكولاجين وتتسبب بتكتل بروتين المرنين الشاذ. عند تكتل هذا البروتين بفعل التعرض لأشعة الشمس يتم إنتاج إنزيمات تدعى ميتالوبروتيناز بكميات كبيرة. تعيد الميتالوبروتيناز تشكيل البشرة المتضررة من أشعة الشمس عبر تصنيع الكولاجين وإصلاحه. إلا أن هذه العملية لا تنجح على الإطلاق ويقوم بعض الميتالوبروتيناز بتفكيك الكولاجين ما يؤدي إلى تشكيل ألياف الكولاجين غير المنظمة المعروفة بالندبات الشمسية. تتشكل التجاعيد حين تكرر البشرة عملية الترميم غير التامة مراراً.

الجذور الحرّة والتجاعيد

الجذور الحرة عبارة عن جزيئات أكسيجينية غير ثابتة تضم إلكتروناً واحداً بدلاً من اثنين. بما أن الإلكترونات تتشكل أزواجاً، يضطر الجزيء إلى البحث عن جزيئات أخرى من أجل إلكترون آخر. عندما يفقد الجزيء الثاني إلكترونه لمصلحة الجزيء الأول، يضطر عندئذ إلى البحث عن إلكترون آخر وهكذا تتكرر العملية. يمكن أن تؤذي العملية هذه وظيفة الخلية وتغير المواد الوراثية. يتسبب تضرر الجذور الحرة بظهور التجاعيد عبر تنشيط الميتالوبروتيناز الذي يفكك الكولاجين. ثمة عوامل كثيرة تؤدي إلى إطلاق تلك العملية المنظمة، وفي ذلك التعرض إلى قدر ضئيل من الأشعة ما فوق البنفسجية الناتجة من ضوء الشمس والتدخين والتعرض لتلوث الهواء.

آثار الهورمونات والتجاعيد

ليس مستبعداً أن تحدث تغييرات في البشرة نتيجة آثار سن اليأس الهورمونية أو انخفاض نسبة إنتاج الإستروجين. إلا أن دراسات أجريت على البشر لم توثق التغييرات الناتجة من انخفاض نسبة الإستروجين وتغييرات البشرة الناتجة من التعرض لأشعة الشمس أو التقدم الكرونولوجي الطبيعي في العمر. تبين من التجارب التي أجريت على الحيوانات أن نقص الإستروجين يمكن أن يتسبب بانخفاض معدلات الكولاجين بنسبة 2 % سنوياً وبانخفاض سماكة البشرة بنسبة 1 % سنوياً.

استخدام العضلات والتجاعيد

تتسبب تعابير الوجه المعهودة بظهور التجاعيد على البشرة بينما تفقد مرونتها. تتشكل خطوط التجهّم بين الحاجبين والتجعّدات حول زاويتي العينين الخارجيتين فيما تتقلص باستمرار العضلات الصغيرة في هذه الأجزاء من الوجه.

الجاذبية والتجاعيد

إن آثار الجاذبية تظهر ارتخاء البشرة وترهلها أكثر فأكثر ما يؤدي إلى ارتخاء الجفنين.