يوشك الباحثون على تحديد نقطة الضعف لدى بعوض «الأنوفيليس» المميت الذي يصنّف ضمن أخطر حشرات الأرض نظراً إلى قدرته على نشر الملاريا. أعدّ الباحثون خريطة مفصلة من الناحية التشريحية والجزيئية عن عضو الاستشعار الرئيسي الذي تستخدمه البعوضة الأنثى لتحديد موقع وجبتها التالية من دم الإنسان، وهي الطريقة التي تنتقل الملاريا بواسطتها. ومن المتوقع أن تتوصل الدراسة أخيراً إلى طرائق جديدة تعطّل حاسة الشم الحادة لدى البعوض أو تجتذبه للقضاء عليه. ويسعى الباحثون أيضاً إلى تطوير منفرات كيميائية فتاكة يمكن وضعها على البشرة لتجنب لسعات البعوض. تجدر الإشارة إلى أن نحو 40 % من سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بالملاريا التي تصيب كل سنة 500 مليون شخص تقريباً بأمراض بالغة الخطورة. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 700000 طفل يموتون يومياً في إفريقيا من جراء الملاريا.في الواقع، توصّل فريق عالمي من العلماء، بعدما تعمّق لسنين في دراسة حاسة الشم القوية لدى البعوض، إلى وضع رسم تفصيلي لأحد أعضاء الاستشعار المتخصصة التي تستخدمها الحشرة لتحديد رائحة ضحاياها من البشر. إكتشف الباحثون أن العضو الذي يدعى «الملمس الأعلى» يحتوي على مجموعة فريدة من خلايا الاستقبال التي تستشف ثاني أوكسيد الكربون وأحد مكونات عرق الإنسان الذي يسمى الأوكتانول. يقول تان لو من جامعة فاندربيلت في ناشفيل في تينيسي: «لم نثبت ذلك بعد، إنما تشير نتائج البحث إلى أن الملمس الأعلى، إذا انتزع، لن تتمكن البعوضة على الأرجح من العثور على فريستها البشرية». نشرت الدراسة في مجلة «كارنت بيولوجي». بيّن البحث أيضاً أن البعوضة تستخدم عضوي استشعار آخرين، قرني الاستشعار المكسوّين بالشعر اللذين يشكلان أحد أعضاء الشم والخرطوم المصمم لكشف الروائح والنكهات الملتصقة بالبشرة. وجد الباحثون عبر المقارنة مع قرني البعوض المصممين لكشف المئات من المركبات الكيميائية المختلفة أن الملمس الأعلى مصمم بشكل متخصص فكل شعرة من شعراته الحسية الصغيرة مرتبطة بثلاث خلايا عصبية، واحدة لكشف ثاني أوكسيد الكربون وثانية لكشف الأوكتانول وثالثة لتعزيز حاسة الشم العامة، بحسب ما أفاد البروفيسور لورانس زويبل في فاندربيلت، مبدياً دهشته من التشابه بين شعرات الاستشعار كافة المتراصفة في أسفل الملامس العليا.أضاف: «يقدم هذا البحث سياقاً بيولوجياً ثم يحصره في أهداف جزيئية نستخدمها من أجل تطوير متغيرات كيميائية سيكون لها الأثر المباشر على سلوك البعوض».
توابل - Fitness
إكتشاف ضعف أشدّ حشرات الأرض فتكاً
11-09-2007