لو لاحظت أن زوجتك مبتهجة دائماً وكثيرة الضحك لا تندهش. المرأة أكثر استجابة وتأثراً عامةً بالمواقف الكوميدية من الرجل. تلك حقيقة أثبتتها دراسة اجتماعية حديثة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد على عيّنة عشوائية من الأزواج والزوجات باستخدام الرنين المغناطيسي لرصد ردود أفعالهم حيال مشاهدتهم أفلام الكارتون الكوميدية. ترى هل تنطبق هذه النتيجة على الأزواج في مجتمعاتنا العربية؟ هل النساء عندنا أكثر استجابة للدعابة والفكاهة من الرجال؟ التحقيق الآتي يجيب عن هذا التساؤل. تقول ولاء عبدالله (متزوجة، 31 عاماً): أظن أن خفة الظل سمة مشتركة بين غالبية نساء العالم. المرأة دوماً أكثر ابتساماً وضحكاً من الرجل الذي تبدو عليه علامات الجد والتصرف العملي في غالب الأمور. أنا متزوجة منذ نحو خمسة أعوام وأرى أنني أكثر تأثراً بالأمور وبالمواقف الكوميدية مقارنة بزوجي الذي يعمل محاسباً. لعل طبيعة عمله مع لغة الأرقام جعلته دقيقاً في عمله إلى أقصى حد. مَنْ لا يعرفه جيداً يظن للوهلة الأولى أنه دائم التهجّم ولم يبتسم مرة واحدة في حياته. ذلك لا يعني أن الانطباع صحيح تماماً. إنه شخص عادي جداً كسواه من الأزواج لكن بالتأكيد تفرض طبيعة العمل نفسها على الشخصية. للمناسبة، أذكر أنني حينما أجلس مع زوجي في المنزل لمشاهدة فيلم كوميدي قديم أتأثر كثيراً به وقد تنتابني موجة من الضحك الهستيري في حين يندهش زوجي من رد فعلي إذ يعتبر أننا شاهدنا الفيلم نفسه عشرات المرات ولم يعد يرى فيه ما يضحكه. لا يزعجني هذا الأمر فأنا بطبيعتي لا أحب الرجل كثير الضحك! مواقف المراهقينترى إيمان إبراهيم (طالبة في كلية الآداب جامعة عين شمس، 21 عاماً) أن لا فرق بين شاب وفتاة في مسألة الاستجابة للمواقف الكوميدية. تقول: «تضمّ مجموعتي في الجامعة شباباً وفتيات، جميعنا يعشق الضحك والمواقف الطريفة. لا أظن أننا فتيات نتمتع بقدر أوفر من الشباب في الاستجابة للكوميديا. يفرض الموقف الطريف نفسه علينا دائماً, فتجدنا جميعاً ندخل وصلة ضحك متواصلة دونما فرق. أعتقد أنّها سمة عامة لدى المراهقين جميعاً. ربما يتضح هذا الفرق في مرحلة عمر لاحقة حين يتأثر الرجل بعد الزواج بظروف الحياة ومسؤولياتها التي تتطلب منه التفكير في حياته وزوجته وأبنائه بأسلوب يميل إلى النزعة العملية أكثر ما ينطبع بطبيعة الحال على تصرفاته وردود أفعاله». الرجل الجادمن ناحيته يقول صلاح زين (متزوج، 39 عاماً): «طبيعة الرجل أكثر جدية في حياته من المرأة، خاصة في حال كان متزوجاً. تسعى المرأة، عامة، إلى إظهار خفة ظلها والاستجابة إلى كل ما هو طريف بالضحك أو على الأقل بالابتسام. المرأة الشرقية تحديداً وبحسب المثل الشعبي المصري «بنت نكتة», تهوى المرح وتحب جو الدعابة. أعتقد أنها مهمة أساسية وموهبة يجب أن تتمتع بهما أي زوجة لضبط التوازن النفسي داخل أسرتها ولخلق حالة من البهجة والسعادة بين الأبناء. أما لناحية الاستجابة فلا أظن أن الفرق كبير بين الرجل والمرأة في التعاطي مع المواقف الطريفة أو تلك المتسمة بالدعابة والمرح. أعتبر أن درجة الاستجابة للموقف نفسه واحدة مع زوجتي, لكن لعلها تميل أكثر مني إلى متابعة الأعمال الدرامية الكوميدية في حين أفضل أفلام الحركة والرعب والأفلام الوثائقية ذات البعد السياسي لذا أعتقد أن الدراسة محل المناقشة أصابت في كون المرأة ميالة بطبيعتها إلى المرح والكوميديا. لا أعتقد أن درجة الاستجابة مختلفة بين الرجل والمرأة طالما، إنهما متساويان من الناحية النفسية ولا يتعرض أحدهما للضغوط السيكولوجية التي من شأنها تغيير هذه الطبيعة الفطرية». الفرق بين الزوجينيشرح الخبير النفسي د. أحمد ماضي أبو العزائم النتائج التي توصلت إليها الدراسة الغربية الآنفة الذكر: «تهتمّ المرأة بطبيعتها بدقائق الأمور وبالتفاصيل الصغيرة في حياتها اليومية. ما يلفت نظر المرأة قد يمر عليه الرجل مرور الكرام. تتذكر المرأة دائماً تاريخ ميلاد زوجها وعيد زواجهما وأول مرة التقيا وربما أكثر من ذلك تتذكر تفاصيل الحوار الذي دار بينهما منذ شهور طويلة. تلك سمة وضعها الخالق عزّ وجلّ في المرأة لكن لا يعني الأمر أن الرجل غير متأثر أيضاً بمثل هذه التفاصيل بل يحدث ذلك بدرجة أقل من المرأة. لذا حين يتابع الزوجان مسرحية هزلية تجد أن المرأة تستجيب أسرع وبدرجة أكبر من الرجل للمواقف الهزلية تلك. الجدير ذكره في السياق نفسه يتفوّق الرجل على المرأة في خلق الموقف الكوميدي نفسه. لعل خبرته في المجال هذا تجعله يتوقع الموقف الكوميدي قبل حدوثه. من هنا قد لا يتأثر به مثلما تتأثر المرأة».
توابل - علاقات
المرأة أكثر استجابة للمواقف المُضحكة من الرجل!
30-10-2007