يعاني المواطن الكويتي غلاء رهيباً يضرب كل القطاعات من غذاء وملابس وعقار وغيرها، وبالرغم من الحياة الميسرة التي يعيشها الكويتي فإن هذا الغلاء يشكل هاجساً كبيراً له.

Ad

يعاني المواطن الكويتي غلاء رهيباً يضرب كل القطاعات من غذاء وملابس وعقار وغيرها، وبالرغم من الحياة الميسرة التي يعيشها الكويتي فإن هذا الغلاء يشكل هاجساً كبيراً له.

أظهرت نتائج استطلاع للرأي قامت به الجمعية الاقتصادية الكويتية أن قضيتي الغلاء المعيشي وكذلك الفساد هما من أكثر دواعي القلق لدى المواطن الكويتي. وأظهر الاستطلاع الثالث من نوعه والذي شمل عينة تتألف من 1200 مواطن كويتي أن (64%) من الكويتيين يعتبرون مشكلة ارتفاع تكاليف المعيشة وما يرتبط بها من غلاء في الأسعار وديون وقروض هي أكثر ما يقلقهم. وفي المقابل فإن (66%) يعتقدون أن «الفساد» منتشر في الكويت وهي النسبة التي ارتفعت من (57%) باستطلاع الرأي السابق. والجدير بالذكر أن الأغلبية من المشاركين يعتبرون أن الفساد مسألة غير مطروحة للحل، حيث إن (54%) يعتقدون أنه لا يوجد من يكافح الفساد في الكويت، والبقية ذكروا جهات محددة مثل الحكومة ومجلس الأمة (16%) أو بعض المسؤولين (9%) كجهات مكافحة للفساد.

اقتصاد مزدهر ولكن...

بالرغم من اعتقاد أغلبية المواطنين بازدهار الاقتصاد الكويتي، فإن الاستطلاع الأخير قد بيّن أن هذه النظرة الإيجابية يعتريها قلق متزايد نسبيا، ولتوضيح ذلك بالأرقام فقد ذكر(69%) من المشاركين في الاستطلاع الأخير أن «الاقتصاد الكويتي مزدهر» مقابل (73%) في استطلاع 2006 و(83%) في استطلاع 2005.

الأحوال في البلاد إلى الأسوأ

ومقارنة باستطلاعات الرأي السابقة، فلقد بينت الدراسة الأخيرة تراجعا واضحا بالنسبة الى نظرة المواطن للأوضاع في الكويت، فقد انخفضت نسبة من يعتقدون أن الكويت تسير في الاتجاه الصحيح من (59%) في استطلاع أكتوبر 2006 إلى (36%) بالاستطلاع الحالي، وكذلك الأمر عند مقارنة أوضاع الكويت بالسنوات الخمس السابقة فقد انخفضت نسبة من يجدونها أفضل من السابق من (55%) إلى (33%). وفي المقابل، فإن ما يقارب النصف من المشاركين بالدراسة الأخيرة يعتقدون أن الأحوال في الكويت ستكون الى الأسوأ أو أنه لن يطرأ عليها أي تغيير يذكر بعد خمس سنوات من الآن وعزوا تشاؤمهم بشكل أساسي إلى ضعف عملية صنع القرار وعدم إيجاد الحلول للمشاكل العالقة في البلد وعدم وجود من يخدم الكويت بصدق وتغليب المصالح الشخصية، إضافة إلى الغلاء المعيشي وسلبيات أخرى كذلك.

أداء مجلس الأمة في تراجع

وحول تقييم أداء نواب مجلس الأمة الحاليين فقد شهد تراجعا أيضا بعد النظرة التفاؤلية للمشاركين في الاستطلاع السابق الذي تم إجراؤه بعد بضعة أشهر من انتخابات مجلس صيف 2006، فثلثا المشاركين تقريبا في الاستطلاع الأخير أبريل 2007 يجدون أن المجلس متوسط الأداء إلى ما دون ذلك أيضا.

نظام الدوائر الخمس

أظهر الاستطلاع تفاؤل الكويتيين بتطبيق نظام الدوائر الخمس في انتخابات مجلس الأمة القادمة 2010 بمقابل سلبيات محدودة، ذكر المشاركون إيجابيات متعددة للدوائر الخمس كان في مقدمتها توقع وصول أعضاء أفضل، وتقليل الفساد وشراء الأصوات بشكل أساسي.

تأييد متزايد للمرأة

وأظهرت النتائج ازدياد التأييد لحقوق المرأة السياسية مقارنة باستطلاعات الرأي السابقة، فقد ارتفعت نسبة المتفائلين بوصول المرأة الى مقاعد مجلس الأمة القادم، وكذلك نسبة المشجعين للنساء في عائلاتهم على التصويت، ومن ينوون إعطاء أصواتهم الى السيدات المرشحات في الانتخابات القادمة. وأن 77% من الكويتيين سيشجعون النساء في عائلاتهم للتصويت في انتخابات مجلس الأمة القادم.

وتعليقا على دور الجمعية الاقتصادية في تنفيذ استطلاعات الرأي، فقد ذكرت رئيسة مجلس الإدارة الدكتورة رولا دشتي أن الجمعية تولي اهتماما جديا لمسألة إبراز الرأي العام الكويتي وعكس انطباعاته عن القضايا الحياتية المهمة التي تمثل واقعه ومستقبله، مما يعمل على رصد مشاكل مجتمعنا وبالتالي العمل على حلها بأساليب متعددة الأوجه وفاعلة على المدى الطويل. وأضافت دشتي أن العلاقة بين الرأي العام والحكم متشابكة ومتصلة وأن استطلاعات الرأي العام هي أداة مهمة ومساندة للديمقراطية والحكم الديمقراطي في جميع دول العالم المتقدم.

الإصلاح الداخلي

أغلبية المواطنين لايزالون يعتقدون ببطء عملية الإصلاح في الكويت وقد ارتفعت نسبتهم من (49%) في استطلاع أكتوبر 2006 إلى (54%) في الاستطلاع الحالي