عندما أطلّت كيرا نايتلي في الجزء الأوّل من فيلم Pirates of the Caribbean: The Curse of the Black Pearl كانت في السابعة عشرة. اختيرت النجمة الإنكليزية لأداء الدوار في أجزاء الفيلم الثلاثة بعدما أعجب المخرج غور فربينسكي بأدائها في فيلم Bend It Like Beckham.

في فترة قصيرة تحولت نايتلي الى نجمة سينمائية لامعة في هوليوود فشاركت في عدة أفلام وانتهت أخيراً من تصوير فيلمين Atonement وSilk. تتحدث كيرا في هذا الحوار عن مشاركتها في الجزء الثالث من الفيلم الذي يحمل عنوان Pirates of the Caribbean : At World’s End.

Ad

 

كيف تشعرين الآن وقد انتهيت من تصوير فيلمك الثالث عن القراصنة؟

بعد كامل الوقت الذي أمضيته في جوّ من القرصنة، أعتقد أنّ الأمر مريح بعض الشيء، خصوصاً أنّنا انتهينا من تصوير الفيلم الثالث. أظنّ أنّ الوقت حان للانتقال إلى أمور مختلفة، غير أنّ النهاية دائماً ما تتشّح ببعض الحزن. أمّا إذا كنّا سنصوّر فيلماً آخر عن القراصنة، فليس لديّ أدنى فكرة ولم يأت أحد على ذكر الأمر أمامي، ولكن من يدري؟ فليس من أمر محتّم. وحتّى الآن أعتبر أنّه لأمرٌ مذهلٌ أن أساهم في عملٍ ناجح كهذا الفيلم. سمعت أنّ المشاهدين يقفون صفوفاً طويلة لرؤية المشاهد الأولى من فيلم At World’s End وهو أمر مذهل حقاً.

 

أظنّ أنّ الأمر تخطى كلّ توقّعاتك عندما قرّرت المشاركة في الفيلم الأوّل؟

لم أكن لأتوقع أنني سأحصل على ما حصلت عليه. مردّ ذلك أنّ الجوّ السائد في الاستوديو لدى تصوير الفيلم الأوّل كان جواً لا بأس به. فقد مضى خمسون عاماً على تصوير آخر فيلم عن القراصنة، ولم يكن جوني ديب في أوج نجاحه. رغم أنّ غور فربينسكي كان مخرجاً واعداً جداً، غير انّه لم يكن عمل آنذاك على الكثير من الأفلام. وفي الواقع أنّ فيلم غور The Ring احتلّ المرتبة الأولى خلال الأسابيع الأولى من تصوير فيلم القراصنة ممّا ساهم في رفع المعنويّات.

 

ما رأيك بجوني ديب لشخصيّة جاك سبارو؟ لم يكن الجميع واثقاً من صحّة القرار في بادئ الأمر، أليس كذلك؟

لم يثق أحدٌ بنجاح الأمر باستثناء جوني. أتذكّر أنّه عندما صُوّر المشهد الأوّل، أخذ الجميع يتساءلون عمّا يفعله بحقّ السماء؟ وهذا بالتأكيد ما يميّز جوني. فهو لا يهاب المخاطرة ويتخطّى الحدود من دون تردّد ويقوم بما يؤمن به غير آبهٍ بما يقوله الجميع. وأنا شخصيّاً أعتبره مصدر وحي لي.

وعن أفلام Pirates of the Caribbean: لقد كان الجزء الأوّل Dead Man’s Chest مذهلاً للغاية مع دايفي جونز والكراكن، الوحش المائي، والهرب من قرية آكلي البشر. كيف تقارنين الجزء الثالث من Pirates of the Caribbean به؟

إنّه أعظم وأفضل! فنهاية الفيلم مذهلة للغاية، وهي عبارة عن صراع ملحمي يدور في وسط البحر حيث يطلب ويل تورنر يد اليزابيث سوان في خضمّ المعركة.

 

أتصنّفين مشاهد الاثارة من المشاهد المفضّلة لديك؟

لقد أحببت هذا المشهد الذي مثّلته كثيراً، معه تمّ بناء مكان تصوير رائع في مكان اسمه بلمدايل، ويبعد زهاء ساعة ونصف الساعة عن لوس أنجلس. تكمن ميزة المشهد في المركبين الكائنين في منحدر، حيث كان المطر يتساقط بغزارة طوال الوقت والماء بارد للغاية، لأنّ تسخينها كان ليؤدّي إلى تكاثر بكتيريا كفيلة بإصابة الجميع بالمرض. فكان الجميع يرتدون تحت ثيابهم بدلات واقية من المطر. ورغم ذلك، بقيت المياه بارد للغاية، ممّا حال دون تحرّك الجميع. أمّا أنا فكان عليّ أن أهرول إلى أعلى التلّة في خضمّ الصراع والمطر الغزير وأن أؤدّي مشهداً غراميّاً في الوقت عينه. إنّه من أكثر الأمور التي قمت بها تحدّياً.

 

انضمّ إلى طاقمكم ممثّلون جدد في فيلم At World’s End ومن بينهم كيث ريتشاردز الذي أدّى دور والد جاك سبارو . ما رأيك بالأمر؟

لم ينضمّ إلينا كيث سوى لثلاثة أيّام، لكن الأمر كان مذهلاً. فهو يعتمر قبّعة ريش ونظراته مخيفة، ولذلك لاءمه الدور خير ملاءمة، كما أنّه يطلق صرخة القراصنة بطريقة مناسبة للغاية. وفي الواقع لم أسمع منه سوى هذه الصرخة. فحين قلت له «مرحباً أنا كايرا» أجابني بصرخة قرصان.

 

ما رأيك بشو يون فات Chow Yun Fat؟

في خلال تصويرنا الفيلم، سافرنا جميعنا إلى سنغافوره حيث أدّى شو يون فات دور قرصان يدعى لورد ساو فنغ. أعجبت بأدائه في فيلم Crouching Tiger Hidden Dragon، ومن المثير رؤية كيفيّة أدائه عمله، فهو يتوقّع سكوتاً تاماً في مكان التصوير. وعادةً هذا ما يميّز الأفلام الإنكليزيّة، إذ يُعطى الممثّل الفسحة التي يطلبها. أمّا في الأفلام الأميركيّة، فالعمليّة بأغلبها تقنيّة، وتُعطى المساحة الكبرى للفريق الفني، فما عليك سوى أن تركّز انتباهك بعيداً عن الضوضاء. لكن عندما كان يحين دور شو يون فات، كان يطالب بالسكوت التامّ. فجأةً، وللمرة الاولى في أيّ من أفلام القراصنة، منذ خمسة أعوام، كان السكون يحلّ في موقع التصوير.

 

في رأيك ما السيّئات المرافقة للنجاح؟

عدم القدرة على السير في الطريق من دون أن يلحق بك المصوّرون. من الرائع أن يكون الإنسان مجهول الهويّة.

 

هل من بلد تقصدينه في العالم لا يتعرّف إليك سكّانه؟

قصدت مملكة البوتان ولم يعرفني أحد، أمّا في تايلندا فتعرّفوا إليّ . لست مشهورة في أفريقيا باستثناء أثيوبيا حيث تعرّفوا إليّ حديثاً. في إحدى المرّات كنت في مكان بعيد أرقص حول نار مخيّم، فاقترب إليّ أحدهم وسألني: «ألست الفتاة التي مثّلت في فيلم Pirates of the Caribbean ؟»

 

ربّما من الأفضل تجنّب الأفلام الناجحة؟

شاركت في بعض الأفلام التي لم تلق أيّ نجاح، ولكني أعتبر نفسي محظوظة للغاية. كما أنّني أتساءل إن استنفذت كلّ النجاحات الممكنة في حياتي ومهنتي، ولم يتبقّ لي سوى فشل ما بعده فشل.

 

هل من طريقة خاصّة لاختيار الأفلام المناسبة؟

أظنّ أنّ الحظّ يلعب دوراً كبيراً في اختيار الافلام. فإلى جانب فيلم Pirates of the Caribbean، مثّلت في عددٍ من الأفلام التي ظنّ كثيرون أنّها لن تحقّق أيّ نجاح وأوّلها Bend It Like Beckham، ومن ثمّ إعادة تصوير فيلم Pride and Prejudice الذي تعرّضت خلال مشاركتي فيه لانتقادات مثال «كيف تتجرأين أن تمثلي فيلماً بهذه الاهمية التاريخية؟».

 

هل تفضّلين تأدية أدوار وشخصيّات محددة؟

أجل، تهمّني كثيراً النساء القويّات مثل جان دارك مثلاً. يسألني البعض إن كان حلمي الأساسي أن أتزوّج وأرزق بالأطفال. أجد في السؤال إهانةً. هل يطرحون هذا السؤال على الرجال؟

 

حقّقت نجاحاً كبيراً في الأفلام التاريخيّة. هل الأمر من باب المصادفة أم أنّ الأفلام التاريخيّة تلائم شخصيّتك؟

في الواقع إنّ أفلامي الثلاثة اللاحقة هي أفلام تاريخيّة. الرائع في الأفلام التاريخيّة هو أنّها لا تفنى بالسرعة ذاتها. فحين تمثّل فيلماً حديثاً، لنقل هذه السنة، يمكنك أن تقول بعد سنة أنّ هذا الفيلم عمره سنة. وحين تصنع فيلماً يعود إلى سنة 1846، فلا يمكن لأحد أن يدرك متى قمت بتصويره. كما أنّني أتمتّع بحريّة أكبر حين أمثّل في أفلام تاريخيّة. فنحن نعرف الأنماط الدارجة اليوم وماهيّة مجتمعاتنا، أمّا إذا عدنا في الزمن خمسين أو مائة عام فيمكننا التلاعب في التمثيل، علماً أنني أحبّ جدّاً أن أطلق العنان لمخيّلتي.

 

أنت نجمة كبيرة في هوليوود ولكنّك تسكنين في بريطانيا. هل تفكّرين في الانتقال إلى الولايات المتّحدة الاميركيّة؟

أعتقد أنّ لوس أنجلس مكان يصعب العيش فيه. لا أظنّني قد أنجح أبداً في ذلك مع أنني أمرح كثيراً عندما أذهب إلى الأماكن الأنيقة وألتقي بالشخصيّات المشهورة، ولكنّه عالم مختلف للغاية. لقد زارني شقيقي في آخر مرّة كنت اقطن فيها لوس أنجلس، وذهبنا مع صديقته إلى نادٍ ليلي حيث قضينا وقتاً ممتعاً.