ولد رولاند إيميريخ في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1955 في مدينة شتوتغارت الألمانية، تخصص في الرسم والنحت قبل أن ينتقل الى المجال الإعلاني ومن ثم الى دراسة السينما في ميونيخ. تألق عام 1984 في إخراج فيلمه الأول بعنوان Das Arche Noah Prinzip فاعتبر الأغلى كلفة من حيث الإنتاج لطالب في ألمانيا وشارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

Ad

مع نهاية الثمانينات، أصبح إسم المخرج مرتبطاً بالأفلام الخيالية العلمية بعد إخراجه ثلاثة أفلام من هذا النوع هي Joey

وHollywood-Monster و Moon 44. مع انتقاله الى الولايات المتحدة لمع نجمه عالمياً بعد Universal Soldiers مع الممثل جان كلود فان دام عام 1992 ومن ثم Stargate مع الممثل كورت راسل.

عام 1996 سجل إيميريخ اسمه في سجل الأفلام ذي الإنتاجات الضخمة من خلال Independence Day، ثم Godzilla (1998) و The Patriot (2000) وThe Day After Tomorrow (2004).

عام 2008 عاد مع فيلم 10,000 BC الذي احتل في الفترة الأخيرة المرتبة الأولى في شباك التذاكر الأميركية، عن هذا الفيلم كان الحوار الآتي معه:

صورت جزءاً من الفيلم في نيوزيلندا. كيف خطرت هذه الفكرة في بالك؟

بداية، أردنا تصوير الفيلم في إحدى مناطق إفريقيا وكان الأمر في غاية السهولة هناك، لكنني استكشفت بعض المواقع فوجدت نيوزيلندا أكثر ملاءمة وقررت التصوير فيها. كانت أزياء الفيلم أعدت مسبقاً لمناخ دافئ فكان على الممثلين تحمل البرد القارس وتوجب علينا أن نبقيهم دافئين، لذا اضطررنا إلى الخروج والدخول خلال التصوير. أقمنا خيماً للتدفئة كذلك نصحنا الممثل النيوزلندي كليف كورتيس بالركض لنشعر بالدفء فقمنا بذلك ونجح الامر، عندما نحمي جسمنا، نستطيع التغلب بسهولة على البرد الشديد.

من أين استوحيت قصة الفيلم؟

حدث الأمر على مراحل. في المرحلة الأولى، كنت أشاهد فيلماً وثائقياً حول صيد الماموث، وكان ذلك قبل 15 عاماً فقررت حينها كتابة قصة وشاركني في كتابتها صديقي هارالد كلوزر الذي يعمل مؤلفاً موسيقياً أيضاً. كنا نتحدث عن هذا النوع من الأفلام الذي لا يحتل الحوار فيه الطليعة وأصبح عصياً على المخرجين فأوحيت له بفكرة قاسية، من ثم شرعنا في كتابة النص من دون أن نضع له نهاية وأطلقنا العنان لأفكارنا. ثم قرأت بعض الكتب حول نظرية ضياع الحضارات وكان أحدها Fingerprints of the Gods فاتضح الأمر أمامي وقلت في نفسي: «حسناً، أظن أننا نستطيع صناعة فيلم بسبب وجود ثقافتين».

ماذا عن الثقافات التي تضمنها الفيلم والعناصر الدينية والروحية فيه؟

ما أثار اهتمامنا أولاً هو أن الأمر أشبه بالسفر عبر الزمن والعودة آلاف السنين الى الوراء حين يلتقي الصيادون بالمزارعين ومن ثم تنشأ الثقافة العليا، انه السفر عبر الحضارات على مسار سريع. المثير للاهتمام بالنسبة إلي هو أن الثقافة العليا هي التي يجب أن تتضمن إلهاً مزيفاً لأنه جبار يستخدم طريقته الخاصة ليجعل من نفسه إلهاً.

تستخدم دوماً في أفلامك مؤثرات بصرية، ويبدو أنها تتغير بشكل ثابت على مر السنين. هل يشكل ذلك فارقاً في طريقة تصويرك الفيلم؟ وهل تتطور باستمرار؟

أجل. أظن أنه عندما أنجز أفلاماً تتضمن مؤثرات بصرية، يعتبر ذلك عملاً متطوراً باستمرار. وأذكر عندما بدأنا في مهنة الإخراج، اعتمدنا التحكم بالحركات واستخدمنا تقنية تحويل المشاهد المصوّرة إلى رسوم متحركة. كانت تركَّب المشاهد على آلات مجهزة بمصافٍ، هكذا بدأ العمل. أما الآن فيعتمد كل شيء على التكنولوجيا الرقمية لأنها تسهل عملية التصوير. لكن تكمن المشكلة في طلب المزيد، فهذه الرغبة مستمرة ولا أدري أين سينتهي بنا الأمر. كانت المؤثرات البصرية في الفيلم صعبة للغاية، عندما قرأ فريق المؤثرات البصرية النص ذعر وعرف أن أحد المشاهد يتضمن نمراً في الماء، ويجب أن يتفاعل النمر مع المياه. كان الأمر أشبه بكابوس ولكنه نجح وهذا جيد، فإبداعي لن ينضب أبداً.

ألم يمتلكوا التكنولوجيا لتحقيق ذلك؟

التكنولوجيا موجودة ولكن من الصعب الدمج بين هذين العنصرين، كالشعر والماء، فقلت: «لم لا ندمجهما معاً في لقطة واحدة؟».

حدثنا قليلاً عن اختيار الممثلين الرئيسين في الفيلم.

عرفت منذ البداية أنني لا أريد أسماءً مشهورة بل ممثلين جيدين يملكون بعض الخبرة. لذلك فضلنا ممثلين غير معروفين أو ذوي شهرة غير واسعة وفي الوقت عينه يتمتعون بالكفاءة. وقع اختياري فوراً على ستيفن وكاميلا، اللذين تعرفت إليهما في أفلام أخرى. وفي ما يتعلق بالممثلين الآخرين، تطلب الأمر إجراء بحث واسع.

بالنسبة إلى شخصيات الفيلم، من هم كأفراد، وماذا تمثل هذه الشخصيات على المستوى الملحمي؟

كنت دوماً أتساءل «من هم هؤلاء الأشخاص؟ ومن أين يأتون؟» ومن ثم أقول لنفسي: «حسناً، لنلق نظرة على الفنون آنذاك». رسمت لوحات رائعة على الجدران وفي الكهوف ما دفع المشاهد إلى القول «لم يكن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى عصر بدائي. لا بد من أنهم شعروا بمثل ما شعرنا، للقيام بفن كهذا، لا بد من أن تكون إنساناً حديثاً وناضجاً». أدركت أن القصة يجب أن تكون في غاية البساطة ولكن من الضروري أن تتضمن عناصر الكره والحب والشغف والدين. كان الأمر مذهلاً بالنسبة إلي لأن المسار كان طويلاً وشاقاً. ومع هذا النص وهذا الفيلم، كان الأمر بمثابة رحلة بطريقة ما.

أين صورت المواقع في الفيلم؟

بدأنا التصوير في منطقة تدعى واناكا، قرب كوينزتاون في نيوزيلندا، في الجزيرة الجنوبية. من ثم توجهنا إلى كايب تاون وصوّرنا مشاهد الأدغال في الداخل والخارج. بعدئذ، ذهبنا إلى سبيتزكوب، حيث صورنا مشاهد القردة، لطالما أردت التصوير في هذا المكان، لذا صممت على الذهاب إلى هناك وعشنا في مخيم مؤلف من 500 خيمة. توجهنا لاحقاً إلى ساحل سكيليتون في ناميبيا، حيث توجد أعلى الكثبان الرملية في العالم ومن ثم صوَّرت بعض المشاهد الخلفية في تايلندا مع مجموعة صغيرة، ومشاهد أخرى على المسرح ليومين أو ثلاثة. كانت رحلة بكل معنى الكلمة.