انخفضت أمس الرؤية، بسبب موجة الغبار التي تجتاح البلاد، بشكل سريع من 5 كيلو مترات الى أقل من نصف كيلومتر خلال 45 دقيقة، كما زادت سرعة الرياح بين 20 و30 كيلومترا في الساعة، مما تسبب في تعطل ثلاثة موانئ بحرية عن العمل، وعدم هبوط طائرتين في مطار الكويت الدولي.

Ad

ما ان انجلت موجة الغبار التي اجتاحت البلاد نهاية الاسبوع الماضي واتجه الطقس الى الاستقرار مع ارتفاع درجات الحرارة، حتى عادت الموجة مرة اخرى امس واكتست السماء والارض بالغبار الكثيف الذي ادى الى انعدام الرؤية لغاية 100متر في بعض الاحيان لاسيما في وقت الظهيرة، كما ادى الى تأثر حركة المرور والملاحتين الجوية والبحرية حسب تقارير الارصاد الجوية والموانئ ومطار الكويت الدولي.

وحسب مصادر في مطار الكويت فان موجة الغبار تسببت بترحيل عدد من الرحلات الى مطارات اخرى غير الكويت، فضلا عن تأخير اقلاع ووصول الكثير منها خشية ان يصيبها خطر الغبار لاسيما ان الرؤية كانت شبه معدومة في طبقات الجو العليا.

واضافت المصادر ان خمس رحلات على الاقل أجل اقلاعها، فيما حول مسار خمس قادمة من ايران ومصر والبحرين وغيرها من الدول الاخرى الى مطارات اخرى.

وارجع الخبير الفلكي د. صالح العجيري كثرة الغبار الى قلة الامطار والجفاف الكبير الذي ساد اجواء البلاد «والذي ادى بدوره الى تفكك التربة مما ساهم في زيادة الغبار عن حده المطلوب وانعدام الرؤية الافقية لساعات عدة».

واوضح ان سرعة الرياح التي «وصلت الى 40 كيلو مترا في بعض الاحيان ساهمت ايضا في اثارة الغبار على الارض وفي طبقات الجو العليا»، مشيرا الى ان الغبار سيستمر خلال اليومين المقبلين وتنخفض درجات الحرارة في ساعات الليل الى سبع درجات مئوية على ان يتحسن الطقس بعدها تدريجيا، لافتا الى ان «الغيوم ستتكاثر خلال الايام المتبقية من الشهر الجاري الا ان فرصة الامطار ستكون ضئيلة».

ومن جانبها، اعلنت مؤسسة الموانىء الكويتية أن موانىء الشويخ والشعيبة والدوحة الثلاثة التابعة لها توقفت عن العمل منذ التاسعة من صباح امس بعد ظهور بوادر الأحوال الجوية السيئة.

وقال مدير ادارة العمليات البحرية في ميناء الشويخ سليمان اليحيى ان الرؤية انخفضت بشكل سريع من 5 كيلو مترات الى أقل من نصف كيلومتر خلال 45 دقيقة، كما زادت سرعة الرياح بين 20 و30 كيلومترا في الساعة، مشيرا الى أن المؤسسة اتخذت كل الاجراءات اللازمة استعدادا لأي طارىء.

وأضاف أنه توجد سفينة واحدة مستعدة للمغادرة من الميناء، واخرى مستعدة للدخول الى الموانئ الكويتية، متوقعا ان يزيد عدد السفن المستعدة للدخول والمغادرة الى ما بين 5 و 6 سفن خلال الساعات القليلة المقبلة. وتوقع أن تخف حدة الغبار ليلا بعد الساعة العاشرة من مساء امس بحيث يمكن استئناف العمل في الموانىء بعد ذلك.

الطيران المدني

 

 

اما الادارة العامة للطيران المدني فقالت ان الرحلات القادمة الى مطار الكويتي الدولي تواجه صعوبة في الهبوط بسبب موجة الغبار التي تجتاح البلاد.

واوضح مدير ادارة العمليات في الادارة عصام الزامل أن طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية قررت الاتجاه الى مطار الدمام الدولي بدلا من مطار الكويت، كما قررت احدى طائرات شركة «اسمان» الايرانية القادمة من شيراز باتجاه الكويت العودة بسبب الموجة الغبارية التي سيطرت على الاجواء الكويتية، لافتا الى أن قائد الطائرة بيده قرار استكمال الرحلة أو الغائها والاتجاه الى مطار اخر أو العودة الى المحطة الرئيسية.

وبين ان حركة الطيران للطائرات المغادرة من مطار الكويت تسير بصورة طبيعية « وان الرؤية الحالية بالمطار تبلغ 300 متر ما يعني أنه بالامكان الاقلاع».

الى ذلك عزا الباحث الفلكي عادل السعدون امس تعرض البلاد والمناطق المجاورة لموجات غبارية نتيجة لهبوب رياح شمالية غربية بلغت سرعتها اكثر من 50 كيلومترا في الساعة في المناطق المكشوفة.

وصرح السعدون لـ «كونا» بأن الغبار سيخف اعتبارا من غد الخميس، مشيرا الى ان الغبار ادى الى تدني مستوى الرؤية الافقية الى اقل من 300 متر.

وأضاف ان مثل هذه الموجات الغبارية متوقعة كل عام في مثل هذا الوقت من السنة، حيث تضطرب الاحوال الجوية بسبب توزع مناطق الضغط الجوي المختلفة من ضغط مرتفع وضغط منخفض حول الجزيرة العربية وشمالها.

يذكر أن موجة الغبار التي تجتاح الاجواء الكويتية ازدادت قبل ظهر امس بعد أن بدأ الجو معتدلا وجميلا في الصباح.