وفد إيراني رفيع المستوى يصل إلى البلاد قريباً لتقديم اعتذار رسمي

اطلع مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية أمس، على آخر تطورات حادث الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي في طهران محمد الزعبي، واستنكر هذا الحادث مطالباً المسؤولين في طهران بإجراء تحقيقاتهم اللازمة، في حين استغربت أوساط شعبية هذا الحادث، واعتبرته اعتداء على الكويت والقانون الدولي والقيم الإسلامية، وطالبت بمعاقبة المعتدين.

Ad

أعرب أمس مجلس الوزراء عن استنكاره واستيائه الشديدين إزاء اعتداء عناصر إيرانية على الدبلوماسي الكويتي محمد الزعبي، معتبراً ذلك اعتداء على الكويت والمواثيق الاسلامية والدولية، لافتاً إلى أن الكويت لن تسكت عن ذلك الأمر.

ونقلت مصادر حكومية، على هامش الجلسة الاستثنائية الطارئة، التي عقدها مجلس الوزراء أمس على خلفية الاعتداء، عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد غضبه الشديد، والكويت حكومة وشعباً تجاه ماحصل، مشيرة إلى أن سموه أكد أن ماحدث يتعارض مع المواثيق الإسلامية والدولية، ولايمكن أن يحصل في بلد إسلامي مثل إيران.

وأوضحت أن الشيخ ناصر المحمد أمل الا يعكر الحادث - رغم بشاعته- صفو العلاقات الايرانية - الكويتية العريقة، وطالب على لسان الحكومة بتقديم إيران اعتذاراً رسمياً، وأن تتعهد الحكومة الإيرانية بعدم تكرار الحادث وبملاحقة المعتدين.

ونفت الحكومة -رداً على إشاعات - تعرض أي دبلوماسي إيراني في الكويت لحادث مماثل كردة فعل على ما حصل في طهران.

وعلمت «الجريدة» أن وفداً ايرانياً رفيع المستوى سيزور الكويت خلال اليومين المقبلين، لتقديم اعتذار رسمي إلى الحكومة الكويتية، نتيجة الحادث الأليم الذي وقع للزعبي، ولتوضيح أن الحادث عرضي ولن يؤثر على العلاقات الكويتية - الإيرانية.

وفي السياق قالت المصادر إن الدبلوماسي الزعبي التقى وزير الخارجية د.محمد الصباح فور قدومه إلى الكويت، وسيلتقي أيضاً برئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لبحث الحادث، والتأكيد على تضامن الكويت حكومة وشعباً معه.

وأضافت المصادر أن الزعبي خضع مساء أمس لتحقيق مع الجهات الأمنية لمعرفة ملابسات وخلفيات الحادث.

 

الكويت غاضبة

 

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد الصباح أن الكويت غاضبة جداً لما حصل من اعتداء على دبلوماسيها محمد الزعبي، الذي يعمل سكرتيراً ثالثاً في السفارة في الإيرانية، مشيراً إلى أن الاعتداء ليس شخصياً وإنما اعتداء على الكويت.

وصرح لدى استقباله الزعبي بأن هذا الحادث هو اعتداء على القانون الدولي واتفاقية فيينا، التي تحكم العلاقات الدبلوماسية، إضافة إلى أنه يمثل اعتداءً على القيم الإسلامية الحريصة على أمن الضيوف، مبينا أن هناك مطالب عدة من بينها، تحقيق شفّاف في الحادث وتطمينات بعدم تكراره.

وتمنّى محمد الصباح أن تكون هذه الحادثة منفردة، إضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك تعامل جدي من الأصدقاء الإيرانيين، لعمل تحقيق ومعاقبة من يقف وراء الحادث، مشيراً إلى أن من يقف وراءه لا يريد فقط الإساءة إلى العلاقات الكويتية - الإيرانية بل إلى العلاقات العربية - الإيرانية، نافياً في الوقت نفسه أن يكون هناك استدعاء لكل الطاقم الدبلوماسي الكويتي في طهران.

وأعرب عن شكره وتقديره للأشقاء العرب الذين تحركوا تجاه هذه المسألة، وخصّ وزير الخارجية البحريني ووزير الخارجية السوري، اللذين اتصلا مباشرة بالخارجية الإيرانية لحل هذه المشكلة، مثمناً في الوقت نفسه بيان وزارة الخاجية الإيرانية قائلاً «إنه كان في الاتجاه السليم والصحيح لمعالجة مثل هذه الحوادث».

وأثنى على العاملين الكويتيين في الخارج قائلاً: إن هؤلاء هم الجنود المجهولون الذين يرفعون اسم الكويت عالياً في أماكن عملهم، واطمأن على صحة الزعبي قائلاً «كما ترون أن صحته جيدة، لكنه يحتاج إلى إجراءات الفحص الطبي اللازمة، وإن شاء الله تسير الأمور كما نتمنى».

 

الخارجية الإيرانية

 

وأعربت أمس الخارجية الإيرانية عن أسفها، لما تعرض له الدبلوماسي الكويتي من اعتداء بالقرب من السفارة الكويتية في طهران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، رداً على سؤال حول هذا الحادث «نأسف لوقوع هذا الحادث، ونحن نقوم حالياً بدراسة وإجراء التحقيقات اللازمة حول تفاصيله».

وأوضح حسيني في رد رسمي إيراني من طهران على حادث الاعتداء، الذي تعرض له الدبلوماسي الكويتي في طهران يوم أمس «نحن بذلنا منذ اللحظة الأولى لاطلاعنا على هذا الحادث كل المساعي والإجراءات اللازمة ومازلنا نواصل هذه الجهود» وأن «مسؤولي البلدين يولون اهتماماً للعلاقات الحسنة والمتنامية بين البلدين، وبالتأكيد فإنهم لن يسمحوا لمثل هذه المسائل بالتأثير على هذه العلاقات».

وجوم وكدمات

بدت آثار الكدمات والاعتداء على وجه الزعبي، الذي كان يمشي متألماً وترجمته عيناه، في حين بدا الوجوم وعلامات الاستفهام واضحة على وجوه مستقبليه في المطار، وكان التساؤل الأبرز الذي تداوله الجميع: لماذا حدث ذلك على مسمع ومرأى من السلطات الإيرانية؟ وما الرسالة التي كان الإيرانيون يريدون إيصالها إلى الكويت؟

طائرة خاصة

ثمّن السكرتير الثالث بالسفارة الكويتية محمد الزعبي مبادرة سمو الأمير، بإرساله طائرة خاصة، لتقله من إيران بعد الحادث الذي تعرض له، وكذلك المبادرة التي قام بها سمو رئيس مجلس الوزراء بالاتصال والاطمئنان أولاً بأول، وأيضاً متابعة وزير الخارجية د.محمد الصباح للحادث لحظة بلحظة، لاسيما أثناء الحصار داخل السفارة، وتمنى الزعبي أن تكون الحلول عبر القنوات الدبلوماسية ورجال السياسة.

أمني مصغر

علمت «الجريدة» أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخاجية الشيخ د. محمد الصباح شارك رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ أحمد الفهد، ونائبه الشيخ ثامر الصباح، وعدداً من القيادات الأمنية في الاجتماع الأمني المصغر الذي عقد في المطار.

إجراءات دولية

قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله إنه اتخذ إجراءات دبلوماسية ودولية بشأن حادث الاعتداء، إذ تم استدعاء السفير الإيراني لدى الكويت وسلّم مذكرة احتجاج، وصدر بيان بهذا الخصوص، نافياً أن تكون لديه أية معلومات عن مرتكبي الحادث والأسباب التي دعتهم إلى ارتكابه.

وحول الرواية الحقيقية للحادث قال الجارلله «لم يصلنا أي شيء ومازلنا في انتظار التحقيقات»، مؤكدا أن الاعتذار كان تصريحاً، وسيأتي خطياً، متمنياً ألا يتكرر هذا الأمر لأنه يسيء إلى علاقة البلدين، وبالتالي لا بد من تفويت الفرصة أمام هذه المحاولات.

وأضاف الجارلله أن السلطات الإيرانية ومن خلال البيان الذي، أصدرته أعربت عن أسفها لما حدث، وعن نيتها لعمل تحقيقات، متوقعاً أن يتم إطلاع السلطات الكويتية على نتائج التحقيقات.

 

السفارة الإيرانية تأسف: علاقاتنا مع الكويت عميقة ولن نسمح بأن تتأثر

أصدرت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى دولة الكويت، بياناً عن حادث الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي في طهران، قالت فيه «إن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى دولة الكويت إذ تعرب عن أسفها لحادث الاعتداء الذي تعرض له الدبلوماسي الكويتي في طهران، تفيد بأن:

إيران وفي إطار التزامها بالضوابط والمعاهدات الدولية ذات العلاقة، تعتبر أن حماية كل أعضاء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الأجنبية ومقارهم.

ونحن على ثقة بأن العلاقات الودية والأخوية بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية ودولة الكويت تحظى بوشائج عميقة وقواسم مشتركة عديدة، وأن القيادتين الحكيمتين في البلدين تؤكدان دوماً على تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة والمتنامية، ولن تسمحا لمثل هذه الحوادث بأن تؤدي إلى خلل في مسارها».