ترى الحكومة البلغارية أن القرار الآن بشأن ممرضاتها والطبيب الفلسطيني المجنس بلغاريا المتهمين في ليبيا، هو سياسي صرف، بينما تنشط باريس على همة ساركوزي وزوجته لإقناع طرابلس بالإفراج عن المتهمين.

Ad

عبّرت صوفيا أمس عن أملها في التوصل إلى اتفاق مع السلطات الليبية من شأنه تمهيد الطريق للإفراج بأقصى سرعة عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني أدينوا بتعمد إصابة أطفال ليبيين بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز).

وقال وزير الخارجية البلغاري إيفايلو كالفين، للصحافيين بعد وصوله للمشاركة في اجتماع في بروكسل أمس، «نحن في مرحلة الآن القرار فيها سياسي صرف». وأضاف «أتمنى أن تتوافر الإرادة الكافية من الجانب الليبي لوضع اللمسات النهائية خلال المحادثات، إذا أظهروا هذه الإرادة فيمكن أن يتم تسليم (المتهمين) بأقصى سرعة».

وذكر دبلوماسيون في طرابلس ان ليبيا طلبت تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في المحادثات وطلبت المزيد من التمويل الأجنبي لعلاج الأطفال. ولا يريد الاتحاد الأوروبي دفع تعويضات قد تشير إلى اعتراف بأن المتهمين مذنبون.

في غضون ذلك، يشارك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصيا وبزخم في المساعي الجارية لإطلاق سراح الممرضات البلغاريات المسجونات في ليبيا مبتكراً دبلوماسية شخصية غير مسبوقة بمشاركة لافتة لزوجته سيسيليا.

وسيحقق ساركوزي «ضربة موفقة» في حال نجحت زوجته في إعادة الممرضات الخمس والطبيب البلغار، غير ان ظهور ساركوزي في الخطوط الأمامية يتضمن ايضا مخاطر إذ إن أي فشل سينعكس عليه شخصياً.

وأعلن مصدر رسمي ليبي ان ساركوزي سيصل غدا الأربعاء الى ليبيا، فيما امتنع قصر «الاليزيه» عن تأكيد موعد الزيارة او نفيه، بعد ان كان أورد الاسبوع الماضي احتمال قيام الرئيس بمثل هذه الزيارة.

ولزم ساركوزي الحذر أمس، مكتفياً بالقول ان المفاوضات الجارية في طرابلس «صعبة للغاية».

وضاعفت باريس أخيراً المبادرات في هذا الملف مجازفة بإثارة استياء بروكسل، حيث اعتبرت الزيارة المفاجئة الاولى التي قامت بها سيسيليا الى ليبيا في 12 يوليو الجاري، بمنزلة محاولة لجني مكاسب إعلامية من المساعي التي بذلها الدبلوماسيون الاوروبيون على مدى سنوات.

وتداركا للانتقادات، قامت السيدة الاولى الفرنسية بزيارتها الثانية الى طرابلس أمس الأول برفقة الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان الذي رافقها في زيارتها الاولى، وكذلك المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر التي كان موفدها الخاص الى ليبيا انتقد ضمناً المساعي الفرنسية.

وانتقدت المعارضة الاشتراكية الفرنسية ساركوزي أمس واتهمته بالسعي لـ«سلب» الاتحاد الاوروبي نجاحاته الدبلوماسية بحجة «ابتكار دور» لزوجته.

وذكر مصدر دبلوماسي أوروبي ان ساركوزي وعد نزولا عند طلب الليبيين بتحديث مستشفى بنغازي، حيث كانت الممرضات والطبيب يعملون، لقاء إعادتهم الى بلادهم.

وصرح الوزير المنتدب للعلاقات مع البرلمان روجيه كاروتشي أمس ان سيسيليا ساركوزي «غير مكلفة التفاوض»، بل تقوم «بدور الوسيط» رغبة منها بالمشاركة في عمل «إنساني واجتماعي».

والدستور الفرنسي لا يحدد اي دور او صفة لزوجة رئيس الدولة، وبالتالي فإن بروز السيدة الاولى بهذه الطريقة في الخطوط الأمامية في شأن ملف ساخن أمر غير مسبوق في فرنسا، حيث كانت زوجات الرؤساء يكتفين بصورة عامة حتى الان بمهام انسانية أو تمثيلية.

(أ ف ب، رويترز)