قال تقرير شركة المتخصص العقارية إن السوق العقاري يواجه هذه الأيام معضلتين أساسيتين، فمن ناحية تضغط أسعار مواد البناء الرئيسية لاسيما الحديد والاسمنت بشدة على السوق، وذلك بعد ارتفاع سعر حديد التسليح بأكثر من 60% مقتربا سعره من 300 دينار للطن، بينما يبدو في الأفق القريب ملامح تواصل هدوء على نسب مبيعات العقارات الكويتية بعد أن كانت تجاوزت أسعار المساكن قدرة أكثر من 65% من الكويتيين. وقال رئيس مجلس ادارة الشركة فرج الخضري: «من هنا جاءت دعوة المتخصص العقارية إلى التفكير في بدائل للحديد والاسمنت والبناء، بدأت معظم الدول الاعتماد عليها والدعوة إلى استخدامها مثل الحوائط الحاملة، وغيرها بهدف تجنيب السوق العقاري الكويتي بعض الآثار الناجمة عن مواصلة الارتفاع في أسعار الحديد والاسمنت». ويتلخص نظام البناء بالحوائط الحاملة عن بناء الحوائط بالطوب الأحمر الحامل المخصص لحمل الأوزان، حيث تصل مقاومة هذا النوع من الطوب حوالي 150 كغم/سم²، أي ان الطوبة الواحدة مقاس 20 سم×20سم×40سم تستطيع حمل حوالي 120 طنا من الأحمال والأوزان، ويتم بناء الحوائط من هذا الطوب لغرض تحميل أوزان وأحمال السقف بواسطة الأعصاب الخرسانية الجاهزة والطوب الأحمر مباشرة على تلك الحوائط. ويعتبر ذلك النوع من البناء بالحوائط الحاملة مفيدا كثيرا وأفضل بالنسبة الى مشاريع السكن الخاصة من الفلل والبيوت الخاصة بالكويتيين، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى أربعة ادوار، واعتمدت كثيرا من دول العالم مثل أوروبا وكندا والولايات المتحدة على استخدم الحوائط الحاملة في البناء، إذ لا يتم إنشاء أعمدة خرسانية بل يتم نقل الأحمال من الأسقف إلى الحوائط، ويتم تحديد سمك كل حائط حسب ارتفاع المبنى وعدد الأدوار. وبين الخضري أنه في حاله التوسع في ذلك الاتجاه، فإن الأمر يستلزم إنشاء مصنع خصيصا لهذا الأسلوب من البناء بالحوائط الحاملة وتدريب الإنشائيين على كودات التصميم بالحوائط الحاملة، والتي سيتم بمقتضاها التراجع عن ثقافة الخرسانة المنتشرة في المباني الحالية، والتي كانت في مقدمة أسباب تزايد الإقبال الشديد على الاسمنت والحديد التي ارتفعت أسعارهما بهذه الطريقة.وأضاف الخضري أيضا أن هذه الأنواع من البناء توفر الكثير من الطاقة، وهو ما يتناسب مع جو الكويت الحار، فهي حوائط سميكة عازلة للحرارة إلى حد ما والرطوبة وتوفر في التكلفة. حجم المشاريع العقارية يرفع سعر الحديد في الإمارات وأشار الخضري إلى أن أسعار الحديد في الامارات تشهد ارتفاعا كبيرا هذا العام، بسبب ازدهار صناعة البناء ومن المرجح أن تواصل صعودها.ويتجاوز الطلب على حديد التسليح الذي يستخدم في أعمال البناء المعروض في البلد الخليجي، مما دفع الأسعار صعودا بنحو 35% هذا العام.وقال متعاملون ان سعر حديد التسليح بلغ 1020 دولارا للطن ارتفاعا من حوالي 900 دولار في الأسبوع الأول من مارس الماضي. وتوقع مسؤول بشركة صلب خليجية ارتفاع الأسعار إلى 1500 دولار للطن بنهاية العام. وتعتبر هذه مجرد بداية لاتجاه صعودي في البلد سوف يستمر عامين على الأقل، وشح الإمدادات عالميا يدفع الأسعار إلى الارتفاع، مما يبرز تأثير مزدوج معروض محدود، ومقاولون بناء حريصون على انجاز مشاريعهم في موعدها حتى إذا ارتفعت التكاليف.وبلغ الاستهلاك العالمي لحديد التسليح 218 مليون طن العام الماضي، ويأتي نحو 65 إلى 70% من الاستهلاك من الشرق الأوسط وآسيا تتمتع الإمارات بأعلى نصيب منه للفرد من الاستهلاك.ومن المتوقع تزايد الطلب على الوحدات السكنية وسط نمو سكاني قوي في الوقت الذي تبلغ فيه القيمة الإجمالية لمشاريع البناء في الخليج 1.5 ألف مليار دولار، مما يجعل نمو الطلب على حديد التسليح في المنطقة يتجاوز المعدلات العالمية.ومن المتوقع وصول استهلاك حديد التسليح في الخليج إلى 14 مليون طن هذا العام، وذلك بزيادة 13% عن عام 2007، في حين ينتظر نمو الاستهلاك العالمي نحو 8% إلى 235 مليون طن.
اقتصاد
المتخصص: الحوائط الحاملة حل ذكي لمواجهة ارتفاع أسعار الحديد
20-04-2008