بدأت قضية حضور المحامين عن زملائهم أمام المحاكم تأخذ بعدا آخر، ففي حين يكون هدف المحامين رفع العناء عن زملاء لهم يحضرون في محاكم أخرى، يكشف الواقع العملي أن لهذا الحضور مصائب قد تلحق بالمحامي المناب، ويعود هذا كله بالطبع إلى الوضع المبعثر الذي تعيش فيه مهنة المحاماة في الكويت، ووضع بعض الموظفين من أمناء سر الجلسات ،سامحهم الله.

Ad

ومن المشاهد اليومية في المحاكم، حضور محام عن محام آخر، لكن السؤال: هل بالفعل أن من تحضر عنه هو محام؟ وهل من تحضر عنه موكل في القضية؟ وهل يقوم أمين سر الجلسة بتسجيل اسم المحامي الذي كنت منابا عنه؟

باختصار، الواقع العملي مليء «بالبلاوي» التي لاتعد ولاتحصى بسبب عدم تنظيم مهنة المحاماة وبسبب ضعف الرقابة على أداء أمناء سر الجلسات، على الأقل من رؤساء الدوائر القضائية ،فماذنب محام يقدم الى النيابة العامة بتهمة التزوير لأنه حضر من دون توكيل عن من يحضر عنه، وحضر هذا المحامي منابا عن محام آخر، وأمين سر الجلسة لم يقم بتسجيل اسم المحامي الآخر؟

قبل نحو أسبوعين، عرض علي أحد وكلاء المحامين ملفا للحضور عن الزميل المحامي، ولدى تصفحي الملف تبين أن الوكالة باسم محامية متوفاة من قبل شهرين تقريبا، والسؤال: كيف يتم تحضير محام عن محام آخر متوفى ...ألا يعد هذا عبثا؟

كان يتعين على جمعية المحامين بعد التأكد من وفاة المحامية أن تقوم بمخاطبة رؤساء المحاكم ليصدروا تعميما لأمناء سر الجلسات بعدم التعامل بالوكالات الصادرة باسم المحامية.

يتعين على جمعية المحامين أن تجد حلا في موضوع الإنابات ورفع الحرج عن الزملاء المحامين، وذلك بالكشف على مكاتب المحاماة «المضمنة» الى وافدين، فلا يعقل أن يحضر محام مناب منذ بداية القضية حتى نهايتها والزميل الأصيل إما في دول المغرب العربي وإما في مصر يكمل دراسته وإما «ضمن» مكتبه ويتحصل على راتب من «معزبه الوافد»؟!

لا أود التوسع في مآسي مهنة المحاماة المعقدة والمرتبطة بالمصالح الشخصية والوقتية، لكن حفظ ماء وجه ما تبقى لهذه المهنة أمر يتعين التحرك اليه، فالقضية ليست لجانا ولا تعاميم ولا اجتماعات، بقدر ما هي نية صادقة لإصلاح هذه المهنة المبعثرة.