تُستخدم الذخائر العنقودية في الحروب، وتترك آثاراً طويلة الأجل في المجتمعات المتضررة من الحروب، خصوصاً المدنيين، مما يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي للتعامل معها، وحظر استخدامها دولياً. دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دول العالم إلى التوصل لاتفاقية تمنع استخدام وانتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية، مشددة على ضرورة تدمير المخزونات من هذه الأسلحة، والعمل على تقديم المساعدة لضحاياها، وإزالتها وتطهيرها بغية تقليل أضرارها على المدنيين، وأكدت اللجنة دعمها ومساندتها للجهود التي تدعو إلى تبني اتفاقية دولية لحظر استخدام الذخائر العنقودية. وقال المدير الإقليمي للإعلام والنشر في مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكويت فؤاد بوابة لـ «الجريدة»: إن مؤتمرا دوليا بشأن الذخائر العنقودية، انعقد في مدينة «ولينغتون» في نيوزيلاندا، في الفترة من 18 حتى 22 فبراير الماضي، بهدف التوصل إلى اتفاقية دولية تحظر هذا النوع من الأسلحة، حضره ممثلون عن 103 دول لمتابعة العمل للتوصل إلى اتفاقية دولية جديدة.نتائج إيجابيةورحّب بوابة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالنتائج التي تمخض عنها المؤتمر، وكان من أبرزها توقيع 82 دولة من أصل 103 دول حضرت المؤتمر، مما قد ساهم في دفع عملية التوصل إلى اتفاقية دولية جديدة بشكل ملحوظ.وأوضح ان لائحة الدول الموقعة على «إعلان ولينغتون» ضمت دولا من مختلف أرجاء العالم، بما في ذلك دول تنتج وتخزن الذخائر العنقودية، ودول تعتبر من أكثر دول العالم تضررا من هذه الذخائر، مؤكدا أن نتائج المؤتمر تدل على توافر الإرادة السياسية لدى عدد كبير من دول العالم رغم اختلاف وجهات نظرها وآرائها المتشددة، وهذا ما يعطي الأمل بأن دول العالم ستتبنى اتفاقية دولية قوية بهذا الشأن أثناء المؤتمر الدبلوماسي الذي سينعقد في العاصمة الأيرلندية دبلن في الفترة من 19 حتى 30 مايو المقبل، مما سيوفر فرصة مناسبة لمنع المعضلات الناجمة عن استخدام الذخائر العنقودية في السنوات المقبلة.من الجدير بالذكر، أن الكويت قد وقَّعت على ما يعرف بـ«إعلان ولينغتون» وضمت اللائحة إلى جانب الكويت العديد من دول العالم، وكانت هناك دول عربية وقّعت على الاعلان وهي: البحرين المغرب، لبنان، الجزائر، موريتانيا، والسودان. خطر يحدق بالمدنيينوكان تقرير للصليب الأحمر أكد أن الذخائر العنقودية ظلت عقودا عديدة تمثل مشكلة مستمرة، وعلى الرغم من ان هذه الأسلحة لم تُستخدم على مدى الأربعين عاما الماضية إلا في عدد قليل من النزاعات المسلحة، إلا أنها قتلت وشوهت عشرات الآلاف من المدنيين في البلدان التي تضررت من الحروب، وأوضح التقرير أن الذخائر العنقودية تتميز بسمات فريدة غالبا ما تجعلها خطرا شديدا يحدق بالمدنيين رجالا ونساءً وأطفالا سواء أثناء استخدامها أو بعد مرور وقت طويل على انتهاء القتال.وأشار التقرير إلى أن الحكومات لم تبدأ إلا أخيرا باتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة التكلفة الإنسانية لهذه الأسلحة. الكويت والذخائر العنقوديةوقال التقرير إنه «حسب المنظمة الدولية للمعوقين، فإن هناك العديد من الدول من بينها الكويت يوجد بها إصابات بسبب الذخائر العنقودية، ومن بين تلك الدول: العراق، لبنان ، السودان، وسورية والمغرب( الصحراء الغربية) ،افغانستان، ألبانيا، أذربيجان والبوسنة والهرسك، أثيوبيا، إسرائيل، الجبل الأسود، روسيا (الشيشان) وسيراليون، وطاجيكستان».لبنان مفروشة بالذخائروأكد التقرير أنه بعد المواجهة القصيرة التي شهدتها لبنان في العام 2006، التي لم تدم إلا 34 يوما فقد أصبح جنوب لبنان مفروشا بالذخائر الصغيرة غير المنفجرة ويقدر الخبراء أن ما يصل إلى مليون جهاز لم ينفجر بعد، وحتى نهاية مايو 2007 كان هناك 904 مناطق، تمتد على أكثر من 36.5 مليون متر مربع أُشير الى انها ملوثة بهذه الأسلحة وقُتل وجُرح بسببها أكثر من 200 مدني.ما الذخائر العنقودية؟الذخائر العنقودية هي ذخائر يتم اسقاطها من الطائرات أو قذفها من سلاح المدفعية أو الصواريخ، وتنطلق منها ذخائر صغيرة متفجرة تغطي مساحات واسعة، ويمكن وفقا لنوعها أن يتراوح عدد هذه الذخائر الصغيرة بضعة عشرات إلى أكثر من 600 ذخيرة، ويمكن ان تزيد مساحة المنطقة المستهدفة عن 30 ألف متر مربع، وتسقط معظم الذخائر الصغيرة، وهي غير موجهة، ومن المفترض ان تنفجر ما ان ترتطم بالأرض.
محليات
بوابة لـ الجريدة: نطالب بوضع معاهدة دولية لحظر استخدام الذخائر العنقودية أكد وجود إصابات في الكويت بسبب هذه الذخائر
19-04-2008