بدأ الفنان فتحي عبد الوهاب مشواره الفني بدأب وإصرار على التميز، فنجح في أن يحتل مكانة متميزة وسط جيله من النجوم. حول أهم الملامح في مشواره الفني كان لنا معه هذه الدردشة: ألم تقلق من التعاون مع مؤلف ومخرج جديدين في فيلمك «أحلام حقيقية»؟ليست هذه تجربتي الأولى في التعامل مع مؤلف أو مخرج جديد، سبق أن تعاملت مع المؤلف تامر حبيب والمخرج هاني خليفة في فيلم «سهر الليالي» الذي نال نجاحاً كبيراً وحصل من خلاله كل من المؤلف والمخرج على جوائز. يهمني أن يكون السيناريو جيداً والدور مختلفاً وهذا ما أعجبني في «أحلام حقيقية» بالإضافة إلى حماس فريق العمل. كيف استطعت إظهار شخصيتك «المركبة» في الفيلم بهذه السلاسة؟لدى كل ممثل خبرة متراكمة يعتمد عليها في تجسيد أي شخصية. تزول صعوبة الأداء لمجرد تفهم الممثل لطبيعة الدور، فينجح في السيطرة على مجمل تفاصيله. كما أن الحماس هو الأساس الذي يدفعني إلى قبول أي تجربة.تحمست جداً لهذا الفيلم لأنه من نوعية الأفلام التي تحتاج إلى منظومة إنتاجية مختلفة، بالأخص على مستوى الإخراج والديكور والصوت. تم تلوين الفيلم بالكامل، مثلا، من أجل تحقيق جو معين على مستوى الصورة وليس على المستوى الدرامي فحسب، الأمر الذي يفسر المدة الطويلة التي استغرقها تصويره (13 أسبوعاً ونصف الأسبوع) غير أن الفيلم نجح في إحداث الدهشة عند المتفرج وهي عنصر رئيس في أي فيلم يؤكد نجاحه.كيف ترى المنافسة بين الأفلام وهل تختلف من موسم لآخر؟ المنافسة موجودة في أي موسم سينمائي لكن المهم تصوري لجودة الفيلم، فالجمهور يقبل على الافلام التي تعبر عنه ويتفاعل معها بدليل نجاح «سهر الليالي» رغم عرضه في توقيت ميت في بداية موسم الصيف ورغم المنافسة الشرسة التي تعرض لها. بين «قص ولزق» و«البلياتشو» و»أحلام حقيقية» اختلف النقد والتقييم حولك، ماذا تقول؟الممثل هو أضعف عناصر العملية الفنية للأسف، ليس لديه حق الاختيار أو الرفض. كما أنه لا يملك السيطرة على مجمل مفردات العمل. ربما يقرأ عملا يتحمس له ثم يفاجأ بعد تنفيذه بأنه مختلف كلياً عمّا تحمس له، فيبدأ النقد. من ناحيتي أجتهد في كل دور أؤديه بدليل أن النقد يأتي للفيلم ككل وليس لأدائي كما حصل في «البلياتشو» و«أحلام حقيقية. في النهاية إذا جلست في منزلي أنتظر عملاً مميزاً في جميع عناصره فسأنتظر طويلا وسأكون عاطلاً عن العمل. هل تعني أنك ندمت على هذه الأعمال؟لا أندم على أي عمل قدمته ولو عاد بي الزمن مرة أخرى إلى الوراء كنت سأوافق على المشاركة للأسباب نفسها التي جعلتني أوافق في المرة الأولى.ألم تغضب بسبب وضع اسم هيثم زكي وصورته على الأفيش كبطل للفيلم؟لم يضايقنى هذا الأمر لأنه كان شرطاً في عقدي مع الشركة المنتجة، كما ان الشركة العربية المنتجة للفيلم مهمة وتستطيع إتمام أمورها على أكمل وجه.هل يقلل بحثك الدائم عن الأفلام الهادفة من فرصتك بتأدية دور البطولة المطلقة؟جميع الافلام التي تعرض اليوم هي بطولة جماعية وليست بطولة مطلقة، لذلك تحقق نجاحًا كبيراً وقبولاً من الجمهور والنقاد وهي توصف أيضًا بالجادة والهادفة. عمومًا أبحث عن الدور الجيد لأقدمه من دون النظر إذا كان من أكبر الأدوار في الفيلم أو اصغرها.ما الذي يجعلك تختار دوراً ما أو ترفضه؟في البداية أقرأ السيناريو وإذا وجدت أن لحظة ملل واحدة انتابتني أرفض الدور مهما كانت الاغراءات. اعتدت قراءة السيناريو مرتين كي أحدد تميز العمل وأكون منصفًا في القبول أو الرفض. هل يضايقك عدم تحقيق بعض أفلامك إيرادات جيدة؟الايرادات مهمة جداً لأنها تدعم الصناعة لكن لا يمكن لأحد أن يضمنها. يصرّح كثير من النجوم والمنتجين بأن أعمالهم ستكتسح الايرادات لمجرد عرضها إلا أنهم يفاجأون بعكس ذلك لأن العنصر الأساسي للايرادات هو الجمهور، بالتالي لا أحد يعلم ماذا يريد في هذا التوقيت. أذكر أنه عندما عرض «فيلم ثقافي» كان عقب استشهاد الفتى الفلسطيني محمد الدرة بيوم واحد ولم أستطع أنا، أحد الأبطال فيه، أن اشاهده أو اتابع عرضه في دور العرض، رغم ذلك حقق نجاحًا وايرادات معقولة.ماذا عن فيلمك الجديد «كلام جرايد»؟قاربنا على الانتهاء منه. يناقش المنافسة بين الفضائيات المختلفة وأؤدي فيه دور مذيع برنامج حواري.هل تأثرت بمذيع معين عند أدائك للشخصية؟إذا قلدت مذيعًا فهذا يعني فشلي كممثل، إلا أنني كونت وجهة نظر ساعدتني على اداء الشخصية من خلال مشاهدتي البرامج التلفزيونية.
توابل - مزاج
فتحي عبد الوهاب: الممثل أضعف عناصر الفيلم
16-12-2007