تدخل الكويت بمنتخبها الوطني لكرة القدم بطولة كأس الخليج القادمة التي ستدشن فعالياتها يوم الجمعة المقبل بإذن الله، حاملة إرثاً رياضياً كبيراً لا يمكن أن ينكره أحد، نعم، منتخب الكويت هو الأكثر حصادا لبطولات كأس الخليج ولهذه البطولة تحديدا مكانة خاصة لدى كل كويتي، كبيراً كان أم صغيراً. نعم، منتخب الكويت هو الأعرق وكسائر المجالات التي نتفاخر بها اليوم، كان أول منتخب خليجي يصل إلى نهائيات كأس العالم، كما للمنتخب ما له من إنجازات على المستوى الآسيوي بالإضافة إلى عشر كؤوس للبطولات الخليجية، ولكن أين نحن (حقا) في خضم تصارع منتخبات الخليج الأخرى وتنافسها وإنجازاتها الرياضية اليوم؟!

ندخل بطولة كأس الخليج القادمة نحن ككويتيين بمنتخب يصنف اتحاده كأحد أسوأ المنتخبات على المستوى الخليجي والآسيوي، وإن لم يكن الأسوأ على مر التاريخ، لكنه اليوم في المركز 149 على مستوى العالم، وفي الوقت ذاته يوقع أحد أكبر وأفضل الأسماء في تاريخ لعبة كرة القدم (كريستيانو رونالدو) مع فريق سعودي، وذلك بعد انتهاء بطولة المونديال الأفضل على مر التاريخ في دولة قطر صاحبة بطولة دوري محلي ذاع صيته في السنين الأخيرة حول أرجاء المعمورة، تلك كانت نبذة لا أكثر عن آخر أخبار دول الجوار على المستوى الرياضي، أما نحن في الكويت فما زلنا نصارع على المستوى الرياضي مع تناحر أطراف وأسماء من جهة، ولاعبين يعانون انعدام قوانين احترافية تؤمن لهم مستقبلهم وشح منشآت تخدمهم من جهة أخرى.

Ad

ولا أهدف في هذا الوقت والعمر إلى إلقاء اللوم على طرف دون آخر أو أن أغذي في مقالي هذا الصراع لحساب أحد الأطراف، بل لا آبه بذلك، إلا أنني كمتابع للمنتخب في بطولة كأس الخليج القادمة وكمواطن بالمقام الأول أعلم أن الرياضة في الكويت ليست إلا مؤشراً من مؤشرات عدة تنمّ عن عمق الأزمات التي نعيش، فكما هي الحال مع الرقي في التعامل والالتزام بقوانين المرور، وارتفاع جودة التعليم والبحث العلمي والتحصيل الجامعي وكثير من هذه الأمثلة المتعددة، تعتبر الرياضة مؤشراً من مؤشرات تطور الأمم ورقيها، وتفاقم المشاكل فيها ليس إلا دلالة على أن الحالة لا تسر عدواً ولا صديقاً، وأن الآمال حقا ضعيفة في أن يحقق المنتخب البطولة الخليجية أو الآسيوية، أو أن يصل إلى نهائيات كأس العالم (مونديال 2026) في أميركا الشمالية، فلا ملامة على لاعبي منتخب الكرة (أو أية رياضة أخرى) والله يصبر مشجعي الأزرق ويثبت قلوبهم، فالأزمة الرياضية انعكاس لواقع يحتاج إلى إعادة (فرمتة) لنعود ونتغنى بـ(هيدووه) مرة أخرى.

على الهامش:

في زيارة قصيرة إلى الأراضي البحرينية لقضاء إجازة رأس السنة، تغيرت ملامح المملكة أكثر وأكثر، ففي كل مرة أزور فيها مملكة البحرين الشقيقة أشاهد بأم العين انعكاس التطور العمراني من جانب والتطور في رأس المال البشري من جانب آخر، فالمنشآت ليست دليلاً على التطور إلا إن صاحبها ذاك المرتبط بالإنسان ومستوى معيشته وثقافته، أما نحن في الكويت وبحسب الأخبار الواردة فكانت الاحتفالات بتناثر قوات الأمن والشرطة دون أي فعاليات تم تنظيمها للاحتفال واستغلالها في جذب السياح من المنطقة أو انتعاش البيع في النقاط التجارية، كانت فرصة من ذهب لو تم استغلالها للترفيه والاقتصاد ولكن نحن في خبر كان لا أكثر على الصعد كافة.