رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، بشكل حاسم، وقف إيران تخصيب اليورانيوم، في ردّ واضح على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، حول حرمان طهران من هذا الأمر في أي اتفاق محتمل بينهما، غير أن المعلومات أشارت إلى أن التحضيرات مستمرة لعقد الجولة السادسة من المفاوضات بين واشنطن وطهران في العاصمة العُمانية مسقط، مطلع الأسبوع المقبل، وهو ما يعني أن باب المفاوضات لم يقفل.

وفي كلمة بذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، قال خامنئي إن المقترح الأخير الذي نقله وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي لطهران السبت الماضي «يتعارض مع مصالح طهران الوطنية، ويتناقض مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات، ومبدأ القدرة‭‭.«

Ad

وأضاف أن «تخصيب اليورانيوم جزء رئيسي من برنامجنا النووي، ولن نتخلى عنه»، مشدداً على أنه «لا فائدة ولا قيمة للبرنامج النووي الإيراني من دون التخصيب».

وأشار في هذا السياق إلى أنه «إذا كان لدينا 100 محطة طاقة نووية دون أن يكون لدينا تخصيب، فلن تكون صالحة للاستخدام بالنسبة لنا، فإذا لم يكن لدينا تخصيب، فسيكون علينا أن نمدّ يدنا ونتوسل إلى الولايات المتحدة».

وكشف خامنئي أن «إيران استطاعت أن تحصل على الدورة الكاملة للوقود النووي» بقواها الذاتية، وباتت قادرة على إنتاج الوقود الذرّي لتشغيل محطاتها.

وشدد المرشد على أن «أميركا لن تستطيع إضعاف برنامجنا النووي، والشعب الإيراني وحده مَن يحدد مساراته ويقرر، ولا ينتظر الضوء الأخضر من أميركا»، متسائلاً: «من أنتم لتخبروا طهران إذا ما كان بمقدورها امتلاك برنامج نووي؟».

ورأى أنه «يجب على أميركا وإسرائيل أن تدركا أنهما لن تستطيعا فعل أي شيء فيما يخص الملف النووي الإيراني».

في وقت لم يرفض خامنئي تماماً فكرة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، أقر رئيس الوفد الإيراني المفاوض، وزير الخارجية عباس عراقجي، بوجود خلافات كثيرة بين إيران وأميركا، بعضها مبدئي، لكنّه أشار إلى أن هذا لا يعني استحالة التوصل إلى اتفاق، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة عدم رفض «حق إيران» في التخصيب للتوصل إلى اتفاق.

شركة التخصيب

في موازاة ذلك، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إيراني أن طهران منفتحة على «إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم، بشرط أن يبقى داخل الأراضي الإيرانية»، وهو أحد المقترحات الواردة في الورقة الأخيرة التي قدّمها مبعوث ترامب للمفاوضات ستيف ويتكوف.

وكانت «الجريدة» قد كشفت أنه تم خلال اجتماع ترأسه خامنئي، قبل أيام، تقييم مقترح ويتكوف، وأن إيران رحبت مبدئياً بالفكرة، لكنها رفضت طلباً أميركياً بنقل برنامج التخصيب إلى خارج الأراضي الإيرانية، أو إلى جزيرة إيرانية معزولة في الخليج، حيث يمكن تشديد الرقابة عليه.

انهيار وتأهب

في غضون ذلك، أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أنها «على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عمل شرير للأعداء وخطأهم في الحسابات في أي زمان وبأي مستوى من التهديد».

وهدد وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصيرزاده، بتوجيه ردّ يدمر إسرائيل إذا أقدمت على أي عمل عدواني ضد بلده، معتبراً أن «كلام الإسرائيليين عن تهديد إيران مجرد تُرّهات لا طائل منها».

وجاء التهديد الإيراني بالتزامن مع تصريح مسؤول إسرائيلي أمني كبير بأن حكومة بنيامين نتنياهو لن تضرب طهران مادامت المحادثات بين إدارة ترامب والجمهورية الإسلامية مستمرة.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، عن توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن ملف إيران النووي، وسط قلق أميركي من احتمال شنّ نتنياهو ضربة استباقية ضد مواقع نووية إيرانية، حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران.

وأعربت «الخارجية» الروسية، اليوم، عن قلقها إزاء «تصاعد التوتر بشأن إيران وخطر انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة»، مشيرة إلى استعداد موسكو للبحث عن حلول بشأن القضية النووية الإيرانية.