من جلساتي الخاصة والخاصة جداً مع كبار السن أو من نطلق عليهم اصطلاحاً في لهجتنا العامية «الشياب»، وأنا شخصياً لا أعلم ما العمر أو الهيئة المناسبة ليتم إطلاق هذا المصطلح على زيد من الناس، نجد أن هناك كلمة بل مصطلح فني دقيق جداً يطلق على هيئة مَثل بهذه الصورة: على السبحانية. فمثلاً إن كان شخص ما سارحاً في ملكوت الله دون أي خطة أو دراية عما يجري حوله أو غير مكترث بما هو حاصل حواليه، سواء وفّق أم لم يوفّق، يطلق عليه هذا المثل فيقال: فلان ماشي على السبحانية. ببساطة هي جملة أو اصطلاح يكافئ «سَماري» في لهجتنا العامية أيضاً، كما لو كان مركباً يُمخر بقوة الرياح لا أكثر. المهم والأهم هو اصطلاح «على السبحانية» وهي كلمة سمعتها من شياب كل من مملكة البحرين الشقيقة وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في سالف الأيام. المهم أن هذا الاصطلاح تبادر إلى ذهني مؤخراً بشكل واضح وجليّ حين قرأت تصريحات عن «الدَّين العام» المرتقب في الدولة والمقدر بالثلاثين مليار دينار كويتي (نوط ينطح نوط) والشعب في الواقع مغيّب عن الخطط المتوقعة والمرتبطة ببرنامج العمل الحكومي، الذي لم يرَ النور إلى الآن ولم يره الشعب بطبيعة الحال، والذي أصبح كأسطورة اللهو الخفي ونحن نسمع عن تطويره وترتيبه ولم نره.
كما أننا كمراقبين من بعيد إلى بعيد وأصحاب رأي فني في بعض المسائل، لم نعد ندقق بصراحة على ما هو قادم ومتوقع في ذاك البرنامج. كنت أتمنى أن أرى برنامجاً يهتم بمشاريع تنموية كبرى تستثمر بالرأس المال البشري والطاقة والبيئة. أما الآن، وأنا متأكد بأن غيري كذلك يصبو لذات الأمر، فإننا نطمح لرؤية... رؤية أياً ما كانت ويمكن تقديمها من الحكومة دونما صدمات قاسية على قلب ونفسية المواطن المتهالكة. في عالم مثالي كنا لنرى في هذه الفترة برنامج عمل للحكومة يطبق على الأرض، ونعم أنا أقصد هذه الحكومة الحالية، يشمل على كل من «وهذا على سبيل المثال لا الحصر» بناء محطات كهرباء باستثمار خارجي مثلاً وشراكة جهات عالمية، محطات ووحدات إنتاج وقود متجدد لمساندة القطاع الطاقي وتخفيف الاعتماد على النفط الخام، الاستثمار أكثر وأكثر في مشاريع الغاز والعمل على بعض الملفات الشائكة فيما يختص بالاستثمار الأجنبي مثلاً. الشعب حالياً على السبحانية وبانتظار رؤية واضحة للمستقبل وأتمنى من السادة الوزراء الكرام ومن بعد مدّ أجل رؤية الكويت الجديدة إلى سنة 2040 أن يخرجوا لنا بمؤتمر صحافي واضح المعالم ووافي الشرح لما تم تحديثه على الرؤية وما هي المخرجات المتوقعة منها؟ وما هي أوجه صرف الدين العام المزمع وأمور حيثياتها مع الحكومة فقط؟.
الفريق الحكومي الموجود الآن من أكبر إلى أصغر وزير هم ممن نتوسم بهم الكفاءة العالية والمهنية متناهية الدقة في العمل، لذلك كل ما قلته سابقاً أنا على يقين بأنهم على دراية به، بل يعملون جاهدين لتحقيقه. والله كريم وهو المستعان.
هامش أخير: نصحت الإعلامية المصرية فائقة الجمال - رضوى الشربيني وأنا من أشد معجبيها، السيدات مؤخراً بتصريح أثار استغرابي بالكلام التالي: «خديه أربعيني أو خمسيني». تشير الجميلة رضوى بهذا إلى أن الرجل يكون قد شبع من مغامراته آنذاك ليكون مستقراً نفسياً ومستعداً للزواج والارتباط. أرد على السيدة الشربيني ببساطة أن من لا يريد الارتباط لن يردعه العمر والخبرات والمغامرات، ومن أراد الاستقرار يمكن للسيدة أن «تاخده» حتى وإن كان عشرينياً.