بعث صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد، برسالة تهنئة إلى أخيه سمو ولي العهد، الشيخ صباح الخالد، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد قال في نصها: «يطيب لي بكل المحبة والمودة أن أعرب لسموكم عن خالص التهائي القلبية وصادق التمنيات، بمناسبة مرور عام على تولي سموكم ولاية العهد».
وأضاف سموه: «إننا نغتنم هذه المناسبة العزيزة على نفسي الغالية على وطننا الكريم، للإشادة بما اتسمت به مسيرتكم المعطاءة في خدمة وطننا العزيز من إخلاص وتفان، مما أكسب سموكم تقديرنا واعتزازنا وثناء وحب أهل الكويت».
وأردف سموه «أننا ندعو الباري (جل شأنه) أن يديم على سموكم موفور الصحة وتمام العافية، وأن يأخذ بأيدينا جميعا ويسدد الخطى لكل ما فيه خير لوطننا الغالي ورفع شأنه، وأن يكلل جهود أبنائه بالنجاح والتميز للارتقاء بمساره الحضاري عبر تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية المنشودة، ويديم عليه نعم الأمن والأمان والرخاء... وكل عام وسموكم بخير».
رسالة شكر
وقد تلقى صاحب السمو رسالة شكر جوابية من أخيه سمو ولي العهد جاء في نصها: «بيد التقدير والوفاء تسلمت رسالة سموكم الكريمة المتضمنة تهانيكم الودية بمناسبة مرور عام على نيلي ثقتكم السامية وتعييني ولياً للعهد».
وقال سمو ولي العهد: «وإذ أعرب عن وافر شكري وعظيم امتناني لما حملته كلمات سموكم من مشاعر صادقة ودعوات مخلصة، وما جسدته من عمق المحبة وصدق المودة، اللتين أعتز بهما، وأثمنهما عاليا، فإنني أدعو المولى (عز وجل) أن يمتع سموكم بموفور الصحة وتمام العافية وطول العمر، وأن يحفظكم برعايته، ويحيطكم بعنايته قائدا لكويتنا الحبيبة، ووالدا وسندا لشعبها الوفي».
وتابع سموه: «أغتنم هذه المناسبة، لأجدد لسموكم الولاء، مؤكدا العهد على مواصلة بذل الجهد والعطاء لخدمة وطننا الغالي، بسواعد أبنائه الأوفياء، متكاتفين متعاضدين، للمضي نحو مستقبل مشرق يواكب طموحاتنا، ويتحقق فيه كل ما نتطلع إليه من رفعة وازدهار لوطننا العزيز، مستلهمين من قيادتكم الحكيمة العزم والإصرار، ومستنيرين برؤيتكم السديدة، لتظل راية الكويت عالية خفاقة، ورمزا للعزة والمجد».
ولي العهد لمهنئيه: نقدر مشاعركم الأخوية الطيبة
سموه تلقى التهاني من المحمد والعبدالله والحمود ومحمد الصباح والنواف واليوسف ووزراء ومحافظين
تلقى سمو ولي العهد، الشيخ صباح الخالد، رسائل تهنئة من سمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، ورئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود، وسمو الشيخ الدكتور محمد الصباح، وسمو الشيخ أحمد النواف، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد.
وهنأ رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود، أمس، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد.
ورفع رئيس الحرس الوطني، في بيان صحافي صادر عن الحرس، إلى سمو ولي العهد أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الأولى على تولي سموه ولاية العهد بالأصالة عن نفسه ونيابة عن أبنائه من منتسبي الحرس الوطني قادة وقوات.
وقال: «إننا نهنئ أنفسنا بكم ونغتنم هذه المناسبة لنعبر لكم عن فخرنا بمسيرة سموكم واعتزازنا بقيادتكم الرشيدة من إنجازات عظيمة على مختلف الصعد، تهدف إلى رقي ونهضة الكويت العزيزة، وتحقيق طموحات شعبها الوفي، والتي جاءت ثمرة توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد».
كما رفع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، أسمى آيات التهاني مقرونة بأصدق المباركات لسمو ولي العهد، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد، والثقة الغالية التي حظي بها سموه من صاحب السمو أمير البلاد.
وذكرت وزارة الداخلية، في بيان صحافي، أمس، أن الشيخ اليوسف بعث ببرقية تهنئة إلى سمو ولي العهد بهذه المناسبة، أعرب فيها لمقام سموه الكريم ونيابة عن جميع منتسبي وزارة الداخلية وقوة الإطفاء العام والجهات التابعة له عن فخرهم واعتزازهم بمسيرة سموه العطرة الحافلة بالعطاء من أجل وطننا العزيز ورفعة شأنه.
ورفع وزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي، باسمه ونيابة عن منتسبي الوزارة، أسمى آيات التهاني وأجمل التبريكات لسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد والثقة الغالية التي حظي بها من سمو أمير البلاد.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن الوزير العلي بعث ببرقية تهنئة الى سمو ولي العهد بهذه المناسبة، جدّد خلالها لسموه «العهد والوعد في الدفاع والمحافظة على أمن واستقرار بلدنا العزيز».
وتقدّم وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، أمس، بخالص التهاني والتبريكات إلى سمو ولي العهد.
وأشاد الوزير المطيري، في بيان صحافي صادر عن وزارة الإعلام، بما يتمتع به سموه من حكمة وبُعد نظر ورؤية وطنية تسهم في مواصلة مسيرة التنمية والازدهار في الكويت.
وأكد أن هذه المناسبة العزيزة تمثّل محطة فخر واعتزاز لكل أبناء الكويت، لما يجسده سمو ولي العهد من نموذج للقيادة الحكيمة التي تجمع بين الخبرة والكفاءة والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين تحت القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد.
وتقدمت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة، أمس، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سمو ولي العهد.
وقالت الوزيرة الحويلة، في تصريح لـ«كونا»، بهذه المناسبة، إن «الاحتفال بهذه الذكرى الغالية على قلوب أهل الكويت يمثل محطة فخر واعتزاز بما حققه سمو ولي العهد من إنجازات وطنية متميزة، وما تميزت به قيادته من حكمة ورؤية ثاقبة ساهمت في تعزيز مسيرة التنمية والاستقرار والرخاء لوطننا الغالي».
واستذكرت بكل فخر واعتزاز المسيرة الحافلة بالعطاء لسموه، وما يتمتع به من صفات القيادة الحكيمة، داعية الله عز وجل أن يمده بموفور الصحة والعافية، وأن يوفق سموه لما فيه خير الوطن والمواطنين، ويجعله خير سند وعضد أمين لصاحب السمو أمير البلاد.
وأكدت أن وزارة الشؤون الاجتماعية وجميع منتسبيها يجددون العهد والولاء لسموه لمواصلة العمل والعطاء لخدمة الكويت وأبنائها، سائلين الله تعالى أن «يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والتقدم تحت القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين».
وهنأ نائب رئيس الحرس الوطني، الشيخ فيصل النواف، سمو ولي العهد بهذه المناسبة.
وقال النواف، في بيان صحافي صادر عن الحرس، «إذ نهنئ أنفسنا بكم، فإننا نغتنم هذه المناسبة الوطنية لنعبّر لكم عن فخرنا بمسيرة سموكم واعتزازنا بما حققتموه بقيادة سموكم الرشيدة من إنجازات عظيمة على مختلف الصعد تهدف لرقيّ ونهضة الكويت العزيزة وتحقيق طموحات شعبها الوفي، والتي جاءت ثمرة توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد».
وقد بعث سمو ولي العهد برسائل شكر جوابية إلى مهنئيه، ضمنها سموه خالص شكره وتقديره على ما عبروا عنه من مشاعر أخوية طيبة ومن دعاء صادق بهذه المناسبة، سائلا سموه المولى عز وجل أن يحفظ الوطن العزيز، وأن يديم الأمان والرخاء على كويتنا الحبيبة وأهلها الكرام في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
ورفع محافظ العاصمة الشيخ عبدالله سالم العلي أسمى آيات التهاني وأجمل التبريكات إلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد، والثقة الغالية التي حظي بها سموه من صاحب السمو أمير البلاد.
وأكد العلي، لـ«كونا»، بهذه المناسبة، أن ما يحمله الجميع لسموه من محبة وتقدير نابع من سجل سموه المشرف والحافل بالعطاء لخدمة الوطن ورفعة شأنه، وأضاف أن «هذه المناسبة الوطنية العزيزة تجدد مشاعر الولاء والانتماء لقيادتنا الحكيمة، وتعكس ما يحظى به سمو ولي العهد من مكانة رفيعة ومحبة كبيرة في قلوب أبناء الشعب الكويتي، لما يتمتع به سموه من حكمة ورؤية وعطاء صادق في خدمة الوطن ورفعته».
كما تقدم محافظ مبارك الكبير، الشيخ صباح البدر، بأسمى آيات التهاني والتبريكات لسمو ولي العهد بمناسبة مرور عام على تولي سموه ولاية العهد.
وأعرب المحافظ، في تصريح لـ «كونا»، عن أمنياته لسمو ولي العهد أن يواصل سموه مسيرة الخير والعطاء للبلاد في ظل قيادة سمو أمير البلاد.
وتقدم محافظ الأحمدي الشيخ حمود الجابر، بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سموه ولاية العهد.
وقال الجابر لـ»كونا» بهذه المناسبة، «إننا نعبر عن مشاعر التقدير والوفاء والولاء التي نحملها جميعاً لقيادتنا الحكيمة، ونستذكر بكل فخر واعتزاز سيرة سموه العطرة ودوره الحكيم في خدمة البلاد بجميع المجالات ودوره البارز في ترسيخ النهج الإصلاحي في التنمية والعطاء تحت قيادة سمو أمير البلاد».
صباح الخالد... مسيرة حافلة ورؤية واضحة
انخراطه في العمل السياسي بدأ قبل نصف قرن... والدبلوماسية مجاله الأول
تحتفل الكويت اليوم بالذكرى السنوية الأولى لمبايعة سمو الشيخ صباح الخالد ولياً للعهد وأدائه اليمين الدستورية أمام صاحب السمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، الذي دعا المولى عز وجل أن يوفق سمو ولي العهد لمواصلة النهضة التنموية للكويت.
وفور اختيار سمو الأمير لسمو الشيخ صباح الخالد لحمل هذه الأمانة، قال صاحب السمو: «نهنئ سمو ولي العهد ونهنئ أنفسنا وشعب الكويت الكريم بتوليكم منصب ولي العهد، راجين الله تعالى أن يوفقكم، ويسدد على دروب الخير خطاكم لمواصلة النهضة التنموية لوطننا العزيز وما فيه الخير لأبنائه الأوفياء وصالح البلاد والعباد، فسيروا على بركة الله تحيطكم عنايته ورعايته».
بدوره، عاهد سمو ولي العهد صاحب السمو على الوفاء بالقسم وحفظ العهد، مثمناً الثقة السامية، ومستشعراً «شرف التكليف وعظم المسؤولية التي أنيطت بي، وثقل الأمانة التي أحمل في عنقي وأتحملها أمام الله ثم أمام سموكم وأمام الشعب الكويتي العزيز».
وعاهد سموه صاحب السمو بعزم وثبات أن يكون دوما «وافي القسم، وحافظ العهد العضيد المتين، والناصح الأمين لسموكم متفانياً في خدمة وطني أميناً على مصالحه، محافظاً على أمنه واستقراره، راعياً لقيمه وأصالته ووحدته، مجتهداً في رفعته وتقدمه، ملتزماً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومتمسكاً بثوابتنا الوطنية الراسخة».
وتابع سموه: «إنني في هذا المقام أتوجه إلى العلي القدير داعياً أن يعينني على حمل المسؤولية الغالية، وأن أكون خير سند وعون لقيادتكم الحكيمة، ومؤازراً لجهدكم المبارك».
كما أدى سمو ولي العهد اليمين الدستورية أمام مجلس الوزراء خلال اجتماع خاص أكد سموه خلاله بذل المزيد من الجهد والعطاء لتحقيق التوجيهات السامية وما يصبو اليه الشعب الكويتي.
السيرة والمناصب
شهدت حياة سمو ولي العهد السياسية محطات بارزة وعلامات فارقة أسهمت بشكل كبير في رسم ملامح العمل الدبلوماسي الكويتي، وتحديد مسارات التعاطي مع التحديات الكبرى داخل البلاد وخارجها.
وُلِد سمو الشيخ صباح الخالد في الكويت عام 1953، وتدرج في مدارسها، ثم حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الكويت عام 1977.
بدأت رحلة سموه في المناصب الرسمية في مجال الدبلوماسية والعمل السياسي، حين عين بدرجة ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية عام 1978، وعمل في قسم الشؤون العربية بالإدارة السياسية في الوزارة حتى عام 1983.
وخلال الفترة بين عامي 1983 و1989 التحق سموه بوفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك ثم عمل سفيراً لدولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية، ومندوبا للبلاد لدى منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الفترة من 1995 إلى 1998 حيث شارك خلالها في اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وفي الاجتماعات الدورية للمنظمة.
وفي عام 1998 صدر مرسوم أميري بتعيين سموه رئيساً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير، حيث أمضى سموه ثماني سنوات قبل أن تنطلق مسيرة سموه في العمل الوزاري عندما عين وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في يوليو عام 2006 ثم في مارس عام 2007.
وخلال تسلمه ذلك المنصب الوزاري أسهم سموه في تطوير العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتعزيز دور قطاعاتها لاسيما اعتماد اللائحة الداخلية للقانون الخاص بالرعاية الاجتماعية للمسنين ليصبح نافذا على أرض الواقع.
وعُيِّن سموه وزيراً للإعلام في مايو 2008 ويناير 2009، حيث وضع لبنات الرؤية الاستراتيجية للإعلام الكويتي، وأرسى دعائم الحريات الإعلامية، ورعى المشاريع والأنشطة الثقافية ووضع خطة استراتيجية لتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي داخل البلاد وخارجها، إضافة إلى رعاية الشباب وتحفيزهم في مجال العمل الإعلامي.
ومع تسلُّم الشيخ صباح الخالد حقيبة وزارة الخارجية في عام 2011 شهدت الدبلوماسية الكويتية حقبة جديدة من العمل السياسي المميز، الذي وضع سموه أركانه ليواكب المستجدات الحاصلة إقليميا وعربيا وعالميا.
وعلى مدار 8 أعوام في هذا المنصب الوزاري حرص سموه على رفع اسم الكويت عاليا في كل المحافل، وتصدى للمهام الجسام المنوطة بذلك المنصب، مؤكدا في مناسبات عدة أن الدبلوماسية الوقائية تشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الكويتية، وأن الكويت تؤمن بأن الحوار هو أفضل وسيلة لحل النزاعات.
وحرص سموه على دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، إذ أكد في مناسبات عدة أهمية تعزيز مسيرة المجلس، وضرورة العمل المشترك بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وصولا إلى وحدته وتوثيق الصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبه في مختلف المجالات.
وعلى الصعيد العربي، كثيرا ما أكد سموه خلال مشاركاته في المؤتمرات العربية ولقاءاته مع نظرائه العرب على موقف الكويت الداعي إلى دعم التكامل العربي، وتوثيق عرى العلاقات بين الكويت وشقيقاتها العربية، والتعاون البنّاء معهم لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية، والتغلب على التحديات التي تعوق تقدمها وازدهار شعوبها، وتهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد سموه في مناسبات عدة حرص الكويت على تأكيد موقفها التاريخي والثابت تجاه دعم تلك القضية العادلة، وضرورة تنفيذ جميع القرارات الدولية الصادرة بشأنها حتى ينال الشعب الفلسطيني الشقيق كل حقوقه المشـروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وانتهج سموه خلال تلك الفترة موقف الكويت الثابت في علاقاتها مع دول العالم المستند الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتمسك بالشرعية الدولية، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والدعوة الى حل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية، وتحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وبعد أن فازت الكويت بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي عامي 2018 و2019 ترأس سموه في 21 فبراير عام 2018 جلسة مجلس الأمن رفيعة المستوى حول أهداف ومبادئ الأمم المتحدة التي دعت إليها الكويت، وحذر فيها سموه من انتهاكات لمبادئ الأمم المتحدة بشكل صارخ إلى درجة تزعزع الأمن الدولي بأسره.
وفي 11 يونيو من عام 2019، ترأس سموه جلسة لمجلس الأمن اعتمد فيها المجلس بالإجماع مشروع قرار كويتي حول الأشخاص المفقودين في النزاعات المسلحة، يهدف إلى دعم وتعزيز سبل حماية المدنيين في النزاعات المسلحة في أول قرار من نوعه حول المفقودين والنزاعات المسلحة في مجلس الأمن.
وفي 13 يونيو، ترأس سموه جلسة لمجلس الأمن الدولي حول التعاون بين المجلس وجامعة الدول العربية تحت بند «التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في صون السلم والأمن الدوليين»، صدر في ختامها بيان أكد مسؤولية مجلس الأمن عن صون السلام والأمن الدوليين، وأهمية إقامة شراكات فعالة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.
رئاسة مجلس الوزراء
وفي 19 نوفمبر 2019، أصدر سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، أمرا أميريا بتعيين الشيخ صباح الخالد رئيسا لمجلس الوزراء، وتكليفه بتشكيل أول حكومة يترأسها.
وبعد أسابيع معدودات من ترؤسه الحكومة واجه سموه بتوجيهات من القيادة الحكيمة التحديات التي رافقت انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي ضرب العالم أجمع، حتى استطاعت الكويت تجاوز تلك المحنة بأقل الخسائر والأضرار على جميع المستويات، في حين حققت البلاد أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا.
ونجحت الحكومة في ذلك الوقت في إعادة الآلاف من الكويتيين إلى وطنهم من الخارج عبر أكبر عملية إجلاء للمواطنين، كما لم تتخل الكويت عن دورها الإنساني، ومواصلة جهودها الدولية خلال الجائحة باعتبارها مركزاً للعمل الإنساني.
وفي عهد أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، تولى ولي العهد رئاسة مجلس الوزراء ثلاث مرات: الأولى في 14 ديسمبر 2020، والثانية في 2 مارس عام 2021، والأخيرة في 28 ديسمبر عام 2021، حيث شهدت خلالها البلاد عدداً كبيراً من الإنجازات في شتى المجالات.
وحرص سموه خلال تلك الفترة على تعزيز الاستثمار في الطاقات الكويتية ومعالجة التركيبة السكانية ودفع عجلة المشاريع الإسكانية والإسراع في ملف التكويت وترسيخ مفهوم محاربة الفساد والاهتمام بملفي الصحة والتعليم وتعزيز عملية التحول الرقمي ودفع عملية التنمية.
وتقديراً لإنجازاته ومسيرة عطاءاته، حصل الشيخ صباح الخالد على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1998، وعلى وسام النيلين من الطبقة الأولى من الرئيس السنغالي ماكي سال عام 2015، وعلى النجمة الكبرى لوسام نجمة القدس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2018.
لقاء الأسرة
واستهل سمو ولي العهد لقاءاته المحلية في 10 يونيو 2024 باجتماع مع أبناء الأسرة دعاهم خلاله ليكونوا خير سند ويجسدوا مثالاً للقدوة الحسنة بالأخلاق والالتزام.
وألقى سموه كلمة في اللقاء استذكر فيها مواقف حكام دولة الكويت وشعبها الوفي التي سطرت أروع الأمثلة في مواجهة أصعب الظروف والتحديات التي مر بها وطننا العزيز، وما جُبل عليه الآباء والأجداد من قيم شهدتها أشد المواقف التي تطلبت تكاتف وتلاحم الجميع حتى عبَر وطننا الغالي تلك الظروف العصيبة، وأبحر بسفينته إلى بر الأمان.
وأكد ضرورة استكمال مسيرة الريادة نحو مزيد من التقدم والازدهار للوطن في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
وبينما دعا سموه أبناء أسرة آل الصباح إلى أن يكونوا خير سند لسموه، وأن يجسدوا خير مثال للقدوة الحسنة في الأخلاق والالتزام بالقانون، أكد أن القانون سيطبق على الجميع دون تمييز أو استثناء، متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد لما فيه المصلحة والخير لوطنهم.
استقبال المواطنين
وفي أجواء تفيض بالمودة والمحبة، استقبل سمو ولي العهد في 24 يونيو جموعاً من المواطنين، في ديوان أسرة آل الصباح بقصر بيان. وقد جسّد هذا الاستقبال روح الأسرة الواحدة في المجتمع الكويتي، الذي جُبل على التلاحم والتواصل الأخوي قيادة وشعباً.
وفي المجال الداخلي أيضاً، مثّل ولي العهد صاحب السمو في افتتاح قصر العدل الجديد بحضور رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار الدكتور عادل بورسلي ووزير العدل ناصر السميط وأعضاء المجلس.
وتفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، خلال الحفل الذي شهده النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف وكبار المسؤولين بالدولة.
كما مثّل سمو ولي العهد صاحب السمو في حفل افتتاح مستشفى الولادة الجديد، وذلك بمنطقة الصباح الصحية. حيث أزاح سمو ولي العهد الستار عن اللوحة التذكارية، ثم قام بجولة في غرفة العمليات بقسم الطوارئ في المستشفى. وقال في كلمة إلى الطاقم الطبي: «بارك الله فيكم. المباني والأجهزة مهمة، ولكن الأهم الكادر التمريضي الفني»، مضيفاً سموه أن «الكويت، ولله الحمد، منذ الثمانينيات لما كنت أطلع على التقارير كنا في وضع متقدم، ونريد أن نحافظ على سمعة الكويت التي تتوسع وتستثمر في شبابها وشاباتها، واستقطاب الكفاءات ليكونوا معنا في الجهاز الطبي». وتابع سموه: «الأمير يقود مسيرة الوطن برؤية تستشرف الغد وإرادة تصنع الفارق، بارك الله في جهودكم، وأنا جداً سعيد لما أسمع، وأخذكم بعين الاعتبار المخلفات لأنها تدمير للبيئة، ونحتاج وقتاً إلى المعالجة، اذا أنتم ماخذين هذا راح تخففون عنا عبء معالجة ما سبق».
شهد العام الأول لتولي سمو الشيخ صباح الخالد مقاليد ولاية العهد نشاطا خارجيا كبيرا، عزز من خلاله الحضور الكويتي في المحافل العربية والعالمية.
ودشن سمو ولي العهد تحركاته الخارجية بزيارة رسمية للسعودية بعد اسبوع تقريبا على تولي ولاية العهد، وقد توجت الزيارة الرسمية الأولى لسموه إلى المملكة، بجلسة مباحثات مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتم خلال المباحثات استعراض العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وعلى جميع الصعد، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وساد المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين، ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الصعد.
وأعرب سمو ولي العهد في ختام الزيارة عن بالغ اعتزازه بالعلاقة مع المملكة العربية السعودية، وحرصه على ترسيخ التعاون بين البلدين.
وقال في رسالتي شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده: «إن حفاوة اللقاء عبرت عما يربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين من علاقات تاريخية وأواصر حميمة ووشائج قربى تجمع بينهما جيلا بعد جيل. وأود أن أعبر عن بالغ اعتزازنا بالعلاقة المتميزة مع الشقيقة الكبرى، مؤكدا حرصنا على المضي قدما في ترسيخ وتطوير التعاون معها في كافة المجالات والميادين، بما يلبي تطلبات شعبينا الشقيقين، ويحقق لهما المزيد من الرخاء والرقي والازدهار، نحو مستقبل زاهر في ظل التحديات التي تمر بها منطقتنا والعالم بأسره».
وأكد سموه «الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين إلى مستوى طموحات صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد أمير دولة الكويت وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة».
قمة المستقبل
وفي سبتمبر الماضي، مثّل ولي العهد صاحب السمو في الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي قمة المستقبل، حيث اعتبر سموه خلال كلمة بالقمة أنها تمثل فرصة سانحة لتجديد التزام الدول الأعضاء بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والسعي لإصلاح منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية العالمية.
وأشار سموه إلى أن عمر المنظمة الدولية الممتد إلى 79 عاماً يحتاج لتحديث وإصلاح خصوصاً في مجلس الأمن، إذ إن المجلس تقاعس في الآونة الأخيرة عن القيام بدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين، لاسيما أن العالم شهد الدمار الشامل الذي حل بالأراضي الفلسطينية المحتلة من خرق لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكداً سموه أن المؤسسات المالية العالمية تحتاج أيضاً إلى إصلاح لتعمل بشكل أفضل.
وأضاف سموه أمام القمة: «تابعنا بشكل مستمر التحديات التي تواجهها الدول النامية والأقل نموا، ولعل ما يأتي من بين هذه التحديات العابرة للحدود تلك المتعلقة بالمجال الإنمائي الأوسع والتحديات المرتبطة بالمناخ ومتغيراته المتسارعة، والتي بينت لنا الحاجة لمراعاة التطبيق الفعلي لمبدأ التمثيل الجغرافي العادل والابتعاد عن التمييز والتسييس».
وطالب سموه «بالعمل على إدخال تغييرات جادة وعملية في منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية وشبكات الأمان المالي، والتعاون الضريبي الدولي، وإصلاح المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف ومعالجة مشكلة الديون السيادية». كما جدد سموه المناشدة بضرورة «التزامنا جميعا بالقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية، مع التأكيد على أهمية التعامل بمسطرة واحدة بعيدا عن ازدواجية المعايير».
وشدد سموه على أن «ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من (41) ألف فلسطيني، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وعجز مجلس الأمن عن إيقاف هذا العدوان، لهو مثال قاطع مؤسف على نهج الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي، وهو الأمر الذي يجب ألا يكون له مكان في مستقبلنا، حتى لا ننزلق إلى عالم تسوده سياسة الغاب».
«مبادرة إسطنبول»
وعلى هامش أعمال اجتماعات الدورة الأممية، شارك ولي العهد في احتفالية الذكرى الـ 20 على إطلاق «مبادرة إسطنبول»، وأكد جهود الكويت نحو تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الكويت وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والنهوض بها، خاصة أنها أول دولة انضمت إلى مبادرة إسطنبول للتعاون عام 2004، مشيرا سموه إلى أن الكويت تحتضن أول مركز من نوعه خارج حدود الحلف، وهو مركز ناتو الإقليمي لدول مبادرة إسطنبول للتعاون، الذي تم تدشينه عام 2017، والذي يحتفل هذا العام بالذكرى السابعة على تأسيسه.
وألقى سموه كلمة خلال المناسبة، أشار فيها إلى دور المركز الإقليمي في استضافة العديد من الفعاليات والبرامج التدريبية والتعليمية، مستعرضا جهود الكويت المستمرة في تعزيز التواصل بين الدول الشريكة وحلف شمال الأطلسي، ورفع مستوى الحوار السياسي والأمني والتعاون الفني والتدريبي بين الجانبين بما يُفضي إلى استقرار المنطقة.
الجمعية العامة للامم المتحدة
ومن منبر الأمم المتحدة، حدد سمو ولي العهد موقف الكويت إزاء التطورات والقضايا الإقليمية والدولية المختلفة، ودعا سموه خلال كلمته الشاملة أمام الدورة الـ 79 للجمعية العامة الأممية، العراق إلى ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة حاسمة عاجلة لمعالجة جميع الملفات العالقة مع الكويت، وفي مقدمتها ترسيم الحدود البحرية لما بعد النقطة 162، والانتهاء من ملف الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية، بما في ذلك الأرشيف الوطني، في نطاق المتابعة الأممية ومجلس الأمن تحديداً.
وشدد سموه على ضرورة التزام بغداد بالاتفاقيات الثنائية ذات الصلة بالجانب الأمني والفني للممر الملاحي في خور عبدالله، مؤكداً أهمية الحوار واستمراره، تأسيساً لعلاقات واعدة ومستقبل مشرق مبني على التفاهم والاحترام المتبادل.
وعلى الجانب الإقليمي، دعا سموه إيران إلى اتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة للبدء في حوار مبنيّ على احترام الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ترسيخاً للقواعد الأممية المتعلقة بحسن الجوار.
وعلى صعيد التطورات الدولية، أكد سموه أنه من غير الموضوعي أن يتطلع العالم إلى مستقبل مشرق دون أن تكون «هناك محاسبة ومساءلة لكل من تعدّى على نصوص ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني»، قاطعاً بأنه «لن تتحقق العدالة والمساواة في ظل معايير مزدوجة».
واعتبر أن الحديث عن تجديد التضامن الدولي لا يصلح إلا بتوافر إرادة سياسية دولية جادة للإصلاح، خصوصاً في مجلس الأمن، وتحديث آليات العمل الدولي بما يقود إلى المواكبة المطلوبة لمواجهة ودرء أي خطر يهدد أمن عالمنا واستقراره، مستدركاً: «ومع الأسف نرى أن هذه الإرادة ما زالت مفقودة».
وأضاف أن مجلس الأمن هو المسؤول الأول عن حفظ الأمن والسلم الدوليين، ويجب أن يبنى العمل فيه على الديموقراطية في اتخاذ القرار، والتمثيل العادل للدول الأعضاء، وصولاً إلى «مجلس أمن شامل شفاف كفء فعال ديموقراطي خاضع للمساءلة».
وعن مجلس التعاون الخليجي، قال سموه إن المسيرة المباركة لهذا المجلس «عبر العقود الأربعة الماضية أثبتت أنه ركيزة أساسية للاستقرار والازدهار في منطقتنا»، مؤكداً أنه «لا يزال وسيظل - بإذن اللٰه تعالى - صوت الحكمة والاعتدال ومنارة للحوار البناء في محيط يعج بالتحديات والتحولات المتسارعة».
حوار التعاون الآسيوي
وفي أكتوبر 2024 شارك ممثل سمو امير البلاد، سمو ولي العهد، في مؤتمر القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، الذي عقد في دولة قطر، ودعا سموه خلال كلمة له، قارة آسيا إلى وقفة حازمة وصريحة يعلو فيها صوتها دفاعاً عن العدل، والضمير الإنساني، وحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة في العيش بحريّة وكرامة وسلام.
وشدد سمو ولي العهد على أن إفلات إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال - من العقاب وعدم محاسبتها ومساءلتها أديا إلى استمرار ارتكاب مزيد من الجرائم واتساع رقعة هذا العدوان.
وبينما أعلن سموه إدانة واستنكار الكويت الشديدين إزاء جرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان، استنكر عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، بسبب ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وقال سموه إن عالمنا يواجه اليوم العديد من التحديات والمخاطر الأمنية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمناخية، التي تتطلب وتحتم علينا تضافر الجهود والعمل الجماعي لمواجهتها بشكل فعال وحاسم.
وأكد سموه التزام الكويت بمبادئ منتدى حوار التعاون الآسيوي وأهدافه، ومواصلتها الإسهام بشكل بناء في الارتقاء بعمل المنتدى، داعياً إلى البدء في مناقشات جادة ومكثفة تهدف إلى تحويل المنتدى إلى منظمة إقليمية قادرة على مواجهة التحديات المتسارعة والأزمات المتعاقبة التي تواجهها القارة الآسيوية.
مؤتمر «مكافحة الإرهاب»
وفي نوفمبر الماضي، ألقى سمو ولي العهد كلمة في الجلسة الافتتاحية للنسخة الرابعة للمؤتمر رفيع المستوى لـ «تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة دولة الكويت من عملية دوشانبه»، والذي استضافته الكويت على مدى يومين برعاية أميرية سامية.
وقال سموه: «نعول على مرحلة الكويت من عملية دوشانبه أن تسهم في ترسيخ أطر العمل الدولي الرامي لخلق مستقبل مزدهر ينعم الجميع فيه بالأمن والأمان، ويسوده الاستقرار في ظل سيادة القانون»، مشيرا إلى أن «الإرهاب يشكل آفة لا تعترف بأية حدود ولا تفرق بين الدول أو الأديان».
وشدد ولي العهد على أن أهمية أمن الحدود ركيزة أساسية للحفاظ على استقرار الدول والذود عن شعوبها من تهديدات الإرهاب ممثلة بأنشطتها التي تشمل تهريب الأسلحة والمخدرات والأفراد والاتجار بالبشر.
ولفت سموه إلى تأكيد الكويت على الدور المحوري لكل من برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فيما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها، حيث إنهما يوفران الخبرات الفنية اللازمة للدول الأعضاء والهيئات الإقليمية بغية تطوير استراتيجيات شاملة لأمن الحدود تندمج فيها تدابير مكافحة الإرهاب، موضحاً أن «هذا المبدأ الشمولي التكاملي من شأنه أن يخلق تجاوبا أفضل لمواجهة التحديات والتهديدات الناشئة عند المناطق الحدودية».
قمة العمل المناخي
وفي نوفمبر الماضي، شارك سمو ولي العهد، ممثلاً سمو أمير البلاد، في القمة العالمية للعمل المناخي (COP29) بالعاصمة الاذربيجانية باكو، حيث أكد سموه أن ظاهرة تغير المناخ أصبحت هاجسا عالميا وتشكل تهديدا للعديد من الدول ومنها الكويت التي أصبحت آثار تغير المناخ فيها ملموسة ومتسارعة من ارتفاع متزايد في درجات الحرارة والعواصف الغبارية وندرة تساقط الأمطار والتي باتت تؤثر على الحياة اليومية.
وشدد سموه على أن الكويت ملتزمة بالسعي لتحقيق الاستدامة البيئية، وتنفيذ التزاماتها تحت الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ وبروتوكول كيوتو من خلال جملة مشاريع وإجراءات وطنية.
وأضاف: تأكيدا لمبادئ اتفاق باريس، فإن الكويت تدعم مبادرتي الرئاسة «النداء للهدنة» و«المياه من أجل التغير المناخي»، مبينا أن الكويت تدعو الدول المتقدمة للإيفاء بالتزاماتها تحت الاتفاقية الإطارية وتقديم الدعم المالي والتقني وبناء القدرات اللازمة للدول النامية والأقل نموا لتمكينها من مقاومة آثار تغير المناخ والتكيف معها والقيام بتنفيذ مساهماتها المحددة على الصعيد الوطني.
وأشار سموه إلى أن الكويت ممثلة بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لم تتوان عن دعم العديد من الدول النامية من خلال تقديم حزمة من المشاريع لخفض الأثر المناخي عبر تقديم 1330 قرضا ومنحة تقدر قيمتها بـ 23 مليار دولار.
ووأوضح أن الكويت تلتزم بجهود مواءمة النمو الاقتصادي مع التنمية المنخفضة الكربون والمرونة في مواجهة تغير المناخ بحلول عام 2050 والوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2060، وذلك من خلال تبني العديد من المشاريع الاستراتيجية للحد من انبعاثات الكربون بما فيها تعزيز مشاريع الطاقة النظيفة.
القمة العربية
وفي مارس الماضي، شارك ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، في القمة العربية بالقاهرة.
وأكد سموه في كلمته أن الكويت تؤمن بأن السلام لن يتحقق عبر القهر والإجبار، ولن يفرض من خلال القوة والتهجير، مشيراً إلى أنه لا طريق للأمام إلا بسلام دائم وشامل وعادل وصولاً إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة.
وشدد على أن «قمتنا في هذه اللحظة التاريخية الفارقة تقع على عاتقها مسؤولية صياغة موقف عربي موحّد لمواجهة أي محاولات أو مخططات أو دعوات لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية».
ولفت سموه إلى أن ما يتم طرحه حول تهجير الشعب الفلسطيني ليس فقط طرحاً غير عملي أو واقعي، بل يصل إلى أن يكون جريمة تطهير عرقي في حق شعب أصيل، وطالب بصياغة خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة فلسطينية وعربية ودولية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
قمتا كوالالمبور
وفي مايو الماضي مثل سمو ولي العهد صاحب السمو في افتتاح القمة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة الآسيان في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وأكد سموه في كلمته بالقمة أن ما يشهده العالم من تحولات اقتصادية متسارعة، وتحديات أمنية متشابكة، ومخاطر مناخية متزايدة، وثورة تكنولوجية تفرض أنماطاً جديدة من التعاون والشراكة بين دول الخليج ورابطة الآسيان.
وطالب سموه المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وممارسة الضغوط اللازمة لوقف العدوان على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمان الحماية الدولية للمدنيين، داعياً إلى استئناف عملية سلام جادة وذات مصداقية.
كما شارك سمو ولي العهد في أعمال القمة الثلاثية بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا مع الصين، التي عقدت في كوالالمبور، برئاسة ثلاثية مشتركة بين سموه، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون ورئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، رئيس الدورة الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، ولي تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني.
وحذر سموه، في كلمته، «من التحديات السياسية والإنسانية التي تهدد أمن واستقرار منطقتنا، وفي مقدمتها الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وأكد أن العالم يشهد تحولات جوهرية، وتحديات بالغة التعقيد، وفرصاً واعدة لمن يملك الإرادة والرؤية.
وقال سموه إن «القمة هي تعبير صريح عن إدراكنا الجماعي لأهمية تعزيز التعاون المتعدد الأطراف، وبلورة شراكات استراتيجية قائمة على التكامل، والتنمية المستدامة، والاحترام المتبادل، في ظل واقع دولي تتعاظم به الحاجة إلى التضامن والتنسيق لمواجهة الأزمات الاقتصادية، والتهديدات البيئية، والتحولات الجيوسياسية المتسارعة».
وأكد أن هذه القمة الثلاثية تأتي لتجسد تطوراً طبيعياً لهذا المسار، ولتفتح أفقاً جديداً لتكامل ثلاثي يربط بين منطقتين من أكثر مناطق العالم ديناميكية وفاعلية في الاقتصاد العالمي وسلاسل القيمة والإنتاج.
وأردف سموه: «إننا في مجلس التعاون نثمن عالياً إطلاق خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي مع الصين للفترة (2023 - 2027)، ونرى أنها تشكل أساساً متيناً لتعميق التعاون في قطاعات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي»، مؤكدا أهمية إطار التعاون الاستراتيجي للفترة (2024 - 2028) بين مجلس التعاون و«الآسيان»، بوصفه خريطة طريق لوضع الأطر المؤسسية لهذه الشراكة، متطلعين إلى تعزيز هاتين الشراكتين، وصولا إلى مسار ثلاثي متكامل بين مجلس التعاون و«الآسيان» والصين.
زيارة اليابان
ختام الجولات الخارجية لسمو ولي العهد في عامه الأول كانت في اليابان قبل أيام، حيث التقى سموه إمبراطور اليابان ناروهيتو، كما أجرى سمو ولي العهد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا، في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة طوكيو، توجت بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون.
وأكد سموه رغبة الكويت في تنمية العلاقات الثنائية، والأخذ بها إلى مستويات متقدمة، والوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
44 لقاءً واجتماعاً مثمراً
شكلت مشاركة الكويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة محطة فارقة في مسيرتها الدبلوماسية دولياً.
وأجرى ممثل سمو الأمير 44 لقاء واجتماعاً مع رؤساء دول ورؤساء حكومات ومسؤولين كبار وممثلي شركات عالمية ومنظمات دولية، بحث خلالها سموه سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة والشقيقة، في وقت قوبلت مواقف الكويت في المحفل الدولي بإشادات أممية بدورها الفاعل والتاريخي في دعم المنظمة وتعزيز إمكاناتها للدفع بأنشطتها النبيلة على مختلف الصعد.
وقد مثّلت مشاركة الكويت في الأسبوع الرفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة الدولية بنيويورك محطة فارقة في المسيرة الدبلوماسية الكويتية وعلامة بارزة في ترسيخ مكانة البلاد كفاعل رئيس على الساحة الدولية.
ولم يغب عن مرئيات الكويت في هذا المحفل الأممي التأكيد على خطواتها نحو مزيد من الارتقاء بالمعادلة الذهبية للدبلوماسية الكويتية بأبعادها السياسية والاقتصادية والإنسانية من الأطر التقليدية إلى أداء يتفاعل باستمرار ودينامية وحيوية مع المعطيات والواقع الدولي، لكن وفق ثوابت معروفة ومرونة استشرافية مع عنصر المبادرة النابع من إرث إغاثي وإنساني جُبل عليه الآباء والأجداد.
وحفلت مشاركة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، في هذا المنبر الأممي بمباحثات بناءة ومشاورات مثمرة فتحت آفاقا جديدة أمام تعزيز أواصر التعاون بين الكويت ومختلف الشركاء الدوليين.
وعلاوة على ذلك، أطلقت الكويت رسائل جامعة على الصعيدين الإقليمي والدولي شملت مبادرات ورؤى إصلاحية تحاكي تطلعات الشعوب لتجاوز التوترات الدولية والتصدعات الإقليمية، مستهدفةً التصدي للتحديات العالمية الملحّة، بما في ذلك قضايا الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
كما ترجمت مشاركة الكويت اللافتة في هذا المحفل الدولي دورها المحوري في دعم الأمن والسلم والاستقرار إقليميا ودوليا، علاوة على تثبيت أركان مفهوم الدبلوماسية الوقائية باعتبارها ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الكويتية.
«الأقصى» سيبقى محل اهتمامنا ومتابعتنا
في 14 سبتمبر لعام 2014 زار ولي العهد (وكان آنذاك نائبا لرئيس الوزراء، وزيرا للخارجية) الأراضي الفلسطينية، في أول زيارة لمسؤول كويتي منذ إنشاء السلطة الفلسطينية.
ووصل سموه إلى مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ثم توجه الى مدينة القدس، حيث أدى صلاة الظهر جماعة بالصف الأول في مسجد قبة الصخرة المشرّفة، ثم أم المصلين لصلاة العصر، وتجوّل بعد الصلاة في قبة الصخرة، واستمع الى شرح وافٍ عن المسجد الأقصى المبارك وما يتعرّض له من انتهاكات إسرائيلية.
وعقد سموه اجتماعاً موسعاً في قاعة القبة النحوية، شارك فيه مدارس أقسام الأوقاف الإسلامية في القدس، وكذلك ممثلون عن مؤسسات المدينة، مدير مستشفى المقاصد، د. بسام أبو لبدة، ورئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القدس، المهندس يوسف الدجاني، ومدير المعاهد والمدارس الشرعية، د. ناجح بكيرات.
وفي كلمة معبّرة قال سموه أمام الحضور: «نحن نتابع ما تقومون به من أعمال جليلة للمحافظة على المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وسيبقى المسجد إن شاء الله محل اهتمامنا ومتابعتنا».
وأضاف: «إن كل الأمور التي كانت تقوم بها الكويت وما زالت ستبقى معكم في كل وقت وحين لدعم صمودكم في مدينة القدس، ودعم وجودنا في المسجد الأقصى المبارك، ونسأل الله أن يوفقكم في عملكم ويحقق للمسلمين كل ما يتطلعون له للحفاظ على مقدساتهم».
وختم كلمته بالقول «أنا أشكركم على هذا الاستقبال، وسعيد لوجودي هنا في المسجد الأقصى، وإلى لقاء قريب إن شاء الله».
إشادة دبلوماسية بحكمة سمو ولي العهد ودوره في استقرار الكويت
سفراء الدول يشيدون بكفاءة سموه وحنكته: صباح الخالد رجل دولة يتمتع باحترام دولي واسع
• كتب ربيع كلاس
للـيوم الثاني على التوالي، تواصلت تهاني السفراء المعتمدين لدى البلاد بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سمو الشيخ صباح الخالد ولاية العهد، حيث عبّر عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية في الكويت عن مشاعر التقدير والتهنئة لسموه، مشيدين بحكمته وكفاءته العالية ودوره الحيوي في ترسيخ استقرار الكويت وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
وأكد السفراء، في تصريحات متفرقة، أن اختيار سمو الشيخ صباح الخالد لهذا المنصب الرفيع يجسّد الثقة الكبيرة التي يحظى بها على المستويين الرسمي والشعبي، ويعكس مسيرته الزاخرة في ميادين السياسة والدبلوماسية والعمل التنفيذي. كما نوّهوا بعمق علاقات بلدانهم مع الكويت، وحرصهم على مواصلة العمل لتعزيزها في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، قال سفير سلطنة عُمان، صالح الخروصي: «يطيب لي أن أتقدم بأطيب التهاني والتبريكات إلى سموه وإلى الحكومة والشعب الكويتي الشقيق، حيث تمثّل هذه المناسبة رمزا للاستقرار المؤسسي في دولة الكويت الشقيقة، نظرا لما يمتلكه سموه من سجل حافل بالإنجازات والعطاء، مما يجعله سندا قويا لسمو الشيخ مشعل الأحمد، أمير دولة الكويت الشقيقة، في قيادة مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الكويت على مختلف المستويات».
وأضاف: «وإذ أرجو للكويت المزيد من التقدم والازدهار، ودوام نعمة الاستقرار والأمن والأمان، وللعلاقات العمانية - الكويتية المتميزة المزيد من النماء والتطور، أود في هذا المقام الإشارة إلى أن العلاقات المتميزة التي تربط سلطنة عمان بدولة الكويت تزداد رسوخا وثباتا على مرّ الأعوام بفضل توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد، وقد كُللت بمشاريع اقتصادية ضخمة، والعمل يجري بشكل متسارع لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة».
من ناحيتها، قالت السفيرة التركية طوبى نور سونمز: «يسعدني في هذه المناسبة أن أتقدّم بأحر التهاني والتبريكات إلى سموه، وإلى الشعب الكويتي الشقيق». وأضافت: «إننا نُقدر عالياً الدور الحيوي الذي يقوم به سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد في دعم مسيرة الكويت نحو التنمية والاستقرار، وذلك تحت القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ونتمنى للقيادة الكويتية دوام التوفيق والنجاح في خدمة الوطن والمواطنين».
وتابعت سونمز: «كما أودّ أن أؤكد عمق وقوة العلاقات الثنائية بين تركيا والكويت، حيث تجمع بلدينا علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في شتى المجالات، ونؤكد التزامنا بمواصلة تعزيز هذه العلاقات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين، مع أطيب تمنياتي لدولة الكويت بدوام التقدم والازدهار».
من جهته، قال السفير الإيراني، محمد توتونجي، إن «سمو الشيخ صباح الخالد دبلوماسي عريق ورجل دولة مخضرم بامتياز، وسياسي محنك عرفه العالم بحكمته ودهائه خلال مسيرته السياسة الطويلة، يحمل تباشير الغد المشرق لا لدولة الكويت فحسب، بل للعالم العربي أجمع، فهو خير خلف لخير سلف».
وأضاف: «لقد عرفته الخارجية الكويتية بتبنيه مبدأ الحوار والتفاهم والتعامل البنّاء لضمان الأمن واستتباب السلام لشعب ودولة الكويت الشقيقة. أصدق التهاني للشعب الكويتي العزيز بهذه المناسبة السعيدة، وهي ذكرى توليه ولاية العهد، على أمل مزيد ازدهار العلاقات الثنائية بين بلدينا الجارين الصديقين».
بدوره، قال سفير هنغاريا لدى الكويت، أندراش سابو: «يسعدني ويشرفني أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب الأمنيات إلى سمو ولي العهد، وإلى القيادة الرشيدة، والشعب الكويتي الصديق».
وأضاف: «إن هذه المناسبة الغالية تُجسّد الثقة الكبيرة التي أولاها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد لسمو ولي العهد، والتي تعكس ما يتمتع به من كفاءة رفيعة، وسجل طويل من العطاء في خدمة وطنه، سواء في العمل الدبلوماسي أو التنفيذي، وهو ما جعل منه شخصية مرموقة تحظى بالاحترام والتقدير على المستويين الإقليمي والدولي».
وتابع السفير سابو: «نحن في هنغاريا نعتز بالعلاقات الممتازة التي تجمع بلدينا، والتي تقوم على الصداقة المتينة والتعاون المثمر في مختلف المجالات، ونتطلع إلى مزيد من التنسيق والعمل المشترك، لا سيما في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والطاقة».
وأشار إلى أن «استئناف شركة طيران الجزيرة رحلاتها المباشرة من الكويت إلى بودابست اعتباراً من هذا الشهر وحتى سبتمبر المقبل، يعكس عمق العلاقات الثنائية، ويُعد خطوة مهمة في تعزيز التبادل السياحي والثقافي بين الشعبين، ويدعم أواصر التعاون الاقتصادي بين بلدينا».
وختم: «أسأل الله العلي القدير أن يوفّق سمو ولي العهد في أداء مهامه السامية، وأن يديم على دولة الكويت نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين».
من جانبه، قال السفير البابوي في الكويت يوجين نوجينت: «بالنيابة عن الكرسي الرسولي، أودّ أن أعرب عن خالص التهاني لسمو الشيخ صباح الخالد على الذكرى السنوية الأولى لتعيينه ولياً للعهد في دولة الكويت».
وأضاف: «شهد العام الماضي على حرص سموه على تعزيز التضامن الوطني والأمن والسلام».
وتابع: «إذ أعتز بالعلاقات العريقة بين دولة الكويت والفاتيكان، أدعو الله أن يمنّ على سموه بالصحة والعافية، وأن يديم على دولة الكويت نعمة السلام والسعادة».
من ناحيته، قال سفير أذربيجان إيميل كريموف: «بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء السفارة في الكويت، أتقدّم بأحر التهاني إلى سمو الشيخ صباح الخالد».
وأضاف: «هذه المناسبة الوطنية الغالية تمثّل فرصة للتعبير عن التقدير العميق لما تحقق خلال العام الماضي من إنجازات بارزة في شتى مجالات العمل الوطني والدبلوماسي، بفضل الرؤية الحكيمة لسمو ولي العهد وقيادته السديدة».
وأشار إلى اعتزاز بلاده بالعلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط أذربيجان والكويت، وما يشهده التعاون الثنائي من تنسيق مثمر في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأعرب عن تطلّع بلاده إلى مواصلة تعزيز أواصر التعاون والشراكة بما يخدم المصالح المشتركة ويُسهم في المزيد من التقدم والازدهار للشعبين الصديقين.
بدوره، تقدم سفير المكسيك أدواردو باتريسيو بينيا هالر باسم حكومة وشعب بلاده بالتهنئة، وقال: «هذا الحدث المهم يعكس التزام سمو ولي العهد الراسخ باستقرار وازدهار وتقدم دولة الكويت، ونحن نثمّن قيادته الحكيمة وتفانيه في خدمة رفاهية الشعب الكويتي».
وأعرب عن أمله باستمرار أواصر الصداقة والتعاون بين بلدينا خلال السنوات المقبلة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين، ونتمنى أن تكون هذه الذكرى مصدر فخر وتفاؤل بالمستقبل.