في تطور كبير يواكب مساعي الولايات المتحدة لتوسيع دائرة التطبيع، أجرت سورية وإسرائيل لقاءات وجهاً لوجه، بهدف احتواء التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية.

ونقلت «رويترز»، أمس عن خمسة مصادر مطلعة، أن البلدين على اتصال مباشر استكمالاً لمحادثات غير مباشرة بدأت عبر وسطاء، بعد أن أطاح ائتلاف الرئيس أحمد الشرع الإسلامي بقيادة هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

Ad

وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر بأن الاتصالات جرت بقيادة المسؤول الأمني الكبير أحمد الدالاتي، الذي عُيِّن، بعد الإطاحة بالأسد، محافظاً للقنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم تعيين قائد للأمن الداخلي في محافظة السويداء بالجنوب، حيث تتركز الأقلية الدرزية في سورية.

وذكرت الوكالة أنه لم يتسن لها معرفة أيٍّ من المشاركين من الجانب الإسرائيلي، غير أن اثنين من المصادر قالا إنهم مسؤولون أمنيون.

وأشارت المصادر إلى عقد عدة جولات من الاجتماعات المباشرة في المنطقة الحدودية، وداخل أراضٍ تسيطر عليها إسرائيل، موضحة أن المحادثات تركزت على السلام لا التطبيع، ومن شأنها التمهيد لتفاهمات سياسية أكبر.

واشترطت المصادر عدم الكشف عن هوياتها، نظراً لحساسية المسألة بالنسبة للطرفين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية، وبينهما تاريخ من العداء.

وتمثل هذه الاتصالات تطوراً كبيراً في العلاقات بين الجانبين في الوقت الذي تشجع فيه واشنطن الحكام الإسلاميين الجدد في دمشق على إقامة علاقات مع إسرائيل، في حين تخفف الأخيرة من قصفها لسورية.

من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبوقصرة، أمس الأول، أنه يعمل على بناء جيش تطوعي محترف حتى يأتي إليه جنود مخلصون، مشيراً إلى إعادة هيكلة 130 فصيلاً ونقل تبعيتها كاملة إلى الوزارة.

إلى ذلك، توصلت السلطات الكردية، أمس الأول، إلى اتفاق مع الحكومة الانتقالية في دمشق ووفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من أنصار تنظيم داعش.

ونفت السلطات تسليم إدارة المخيم لدمشق في المستقبل القريب، مؤكدة أنه «لم تكن هناك أي مناقشات بهذا الصدد مع الوفد الزائر أو مع الحكومة في دمشق».