أكد ممثل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري أن قمة الإعلام العربي أصبحت منصة رائدة تسهم بفاعلية في تطوير المحتوى الإعلامي العربي وتعزيز التعاون العربي المشترك وترسيخ حضور الإعلام العربي في المشهدين الإقليمي والدولي.
وأعرب المطيري، في كلمة خلال مشاركته في جلسة حوارية باليوم الثاني للقمة في الامارات اليوم، عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الملتقى الذي يهتم بمناقشة التحديات والفرص في قطاع الإعلام ويشكل فرصة ثمينة لتبادل التجارب والخبرات واستشراف مستقبل هذه الصناعة الحيوية.
وبحث المطيري في مشاركته محاور عديدة، أولها كيف يمكن أن يستفيد الإعلام العربي من أدوات الذكاء الاصطناعي في تقديم محتوى أفضل، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة غير مسبوقة لتحديث المنظومة الإعلامية وتطوير أدواتها كما أصبح من أبرز عوامل التحول في صناعة الإعلام من خلال تحسين قدرات تحليل البيانات وتقديم المحتوى المصمم، خصوصا للجمهور وتسريع وتيرة الإنتاج الإعلامي.
وأكد حرص وزارة الإعلام، ضمن استراتيجيتها 2021-2026، على تهيئة البنية التحتية الرقمية والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتيح إدارة البيانات الضخمة وتحليل اتجاهات الجمهور بدقة.
وأضاف أنه «تأكيدا لهذا التوجه، فقد أطلقت الوزارة (منصة 51) لتعزيز التحول الرقمي وتوفير كل المواد المرئية والمسموعة بما يعادل 22 مليون ساعة مشاهدة، كما تمت أرشفة 200 ألف ساعة تلفزيونية وبدء العمل في أرشفة المواد الإذاعية»، موضحاً أنه يتم العمل أيضا على «مشروع الذاكرة المؤسسية» الذي سيعمل على الاستفادة من تحليل البيانات من أجل الوصول إلى الاتجاهات الصحيحة في كل مشروع يستحدث في الوزارة بناء على الخبرات السابقة.
وتطرق الوزير المطيري إلى مسؤولية المؤسسات الإعلامية تجاه سرعة تداول الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا) والتحقق منها، مبينا أن المؤسسات الإعلامية تواجه تحديا متزايدا وسط سرعة تداول الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن الإحصاءات تظهر أن نسبة معتبرة من المستخدمين في العالم العربي يحصلون على الأخبار أولا من «السوشيال ميديا» ما يفرض مسؤولية مباشرة في تعزيز المصداقية والشفافية وإرساء مدونات سلوك إعلامي واضحة وتعزيز أدوات التحقق والتصدي للتضليل الإعلامي، خصوصا في ظل دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي.
وأكد المطيري أن وزارة الإعلام تبنت نهجا استباقيا لتطوير البيئة التشريعية والتنظيمية للإعلام الإلكتروني من خلال مراجعة اللوائح والنظم الخاصة بالإعلام وتوفير أدلة إرشادية لصناعة المحتوى الهادف إلى جانب تأهيل الكوادر الإعلامية على أحدث أدوات التحقق وأساليب التقييم السريع للمصادر.
وفي حديثه عن مستقبل الإعلام، رأى الوزير المطيري أن «الإعلام العربي تجاوز نقل الأخبار وأصبح صانع محتوى مبدعاً ومتجدداً يواكب تطلعات مجتمعاتنا، فضلاً عن اتساقه مع معايير التطور العالمي، وقد شق طريقه نحو تقديم منتج إعلامي متنوع يشمل تحليلات معمقة وتغطيات تفاعلية وصورا ومقاطع فيديو آخذة بنا إلى عصر الرقمنة والابتكار».
وفي حديثه حول مستقبل التحول الرقمي الإعلامي في المؤسسات العربية، أفاد بأنه في السنوات الخمس الماضية تم إطلاق استراتيجيات رقمية سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص في الإعلام «مما سمح بأن يكون لدينا ذاكرة مؤسسية في التحول الرقمي الذي أصبح من أولويات المؤسسات الإعلامية العربية في ظل المتغيرات المتسارعة التي فرضتها التقنيات الحديثة وتبدل أنماط الاستهلاك الإعلامي لدى الجمهور».
وجدد الوزير تأكيد دولة الكويت أن الشراكات الإعلامية الخليجية والعربية تمثل ركيزة استراتيجية في بناء إعلام عربي مؤثر ومتطور قادر على مواكبة المستجدات ومنافسة المنصات العالمية.