حين يأتي قرار تقاعدي عن العمل الرسمي بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إلى محطاته الأخيرة، بعد رحلة طويلة من الجد والاجتهاد، وشعور تتملَّكه السكينة، يرافقه امتنان عميق لكل مَنْ كان رفيقاً في هذا الطريق، أقف اليوم وقفة تأمل في هذه الرحلة، التي ابتدأت بحلم صغير ونية صادقة، وانتهت بفضل الله، ثم بفضل مَنْ أحاطني بالدعم ووضع ثقته بي، بالعديد من الإنجازات الأكاديمية والإدارية، وهو شرف عظيم أعتز به وأحمله بكل تواضع واعتراف بفضل الآخرين.

إلى وطني الكويت

Ad

في البداية، لابد أن أوجِّه أسمى آيات الشكر والعرفان إلى وطني الغالي، الأرض التي نشأت على ترابها، وتعلَّمت بمدارسها، واحتضنت طموحي، ودفعت بي دوماً إلى الأمام، فلهذا الوطن الجميل أقول: لك الفضل بعد الله في كل خطوة، وكل نجاح، وكل إنجاز تحقق في مسيرتي.

إلى زملائي وزميلاتي

الشكر موصول لزملائي وزميلاتي من أعضاء هيئة التدريس والتدريب والإداريين في كلية العلوم الصحية والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أخصّهم بالشكر والتقدير، فقد كُنتم شركاء حقيقيين في هذا الطريق الطويل ومسيرة النجاح، فلولا صِدق تعاونكم ونُبل عطائكم، لما استطعت أن أواصل العطاء في أقسى ظروف العمل. لقد تعلَّمت منكم معنى الالتزام وروح الفريق، وكُنتم دوماً مثالاً يُحتذى في المواقف والمبادئ.

لطلابي وطالباتي الأعزاء

أنتم زينة هذه الرحلة، ومصدر فخرها، في كل محاضرة قضيتها معكم، وفي كل سؤال واستفسار، وفي كل لحظة تفاعل بيننا منحني الدافع للاستمرار. لقد كُنت أتعلَّم منكم كما تعلَّمتم مني، فقد كانت قاعات الدرس مسرحاً للحياة، فيها نبت وكبر الحلم بكم ومعكم، وفيها تجدَّدت روحي عاماً بعد عام، وفيها رأيت أحلامي تتحقق بنجاحاتكم.

إلى أسرتي العزيزة

في هذه اللحظة لا يمكن أن أكتب عن الامتنان دون أن أقف وقفة وفاء أمام أسرتي، الركن الذي استندت عليه في كل مراحل حياتي. إلى روح أبي وأمي، رحمهما الله برحمته الواسعة وأسكنهما فسيح جنانه، إلى إخواني وأخواتي، فقد كُنتم الأصل والجذر، والدعاء الذي صاحبني في الغربة.

إلى أبنائي وبناتي

أنتم ثمار هذا الجهد، وكل ما فعلته كان من أجلكم، شكراً لصبركم، لحُبكم، لتحملكم غيابي الطويل عن بعض لحظاتكم المهمة، أنتم فخري الحقيقي وإرثي الأبقى.

إلى زوجتي العزيزة أم أحمد

الكلمات تعجز عن إنصافك، يا رفيقة دربي، ونبض قلبي، وسند أيامي التي تحمَّلت مشقة الغربة، ووحشة الانتقال، والغياب الطويل، لقد بقيت دوماً متماسكة، داعمة، مبتسمة في وجه التعب، حاضرة في كل لحظة مفصلية عشتها، لك وحدك يا شريكة الحياة أرفع أصدق آيات الشكر والامتنان، فقد كُنتِ لي نعمة لا تُوصف.

أخيراً، لكل مَنْ رافقني أو دعمني أو آمن بي في لحظة أقول شكراً من القلب، شكراً بأعمق معاني الامتنان، فأنتم مَنْ صنع هذا الإنجاز، وهذا الختام المُشرِّف.

إن لحظة التقاعد ليست النهاية، بل هي بداية لمرحلة جديدة من العطاء بطريقة مختلفة، سأظل على العهد، وفياً للعلم، مُحباً للمعرفة، مستعداً دوماً لمد يد العون لمن يسيرون اليوم على الطريق الذي سرت عليه بالأمس.

«النجاح الحقيقي ليس ما تحققه لنفسك، بل ما تتركه من أثر في نفوس الآخرين، وقد نلت منه الكثير».

ودمتم سالمين