في واحدة من أبرز الأحداث الخارجية المرتبط بالعدوان المتواصل على غزة منذ 19 شهراً، قتل موظفان في السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن ليل الأربعاء ـ الخميس.

وأوضحت السلطات الأميركية أن إسرائيليين هما رجل وامرأة كانا على وشك إعلان خطبتهما، ويحمل أحدهما الجنسية الألمانية قتلا في إطلاق النار بينما كانا يغادران الفعالية التي تبعد نحو كيلومترين اثنين من البيت الأبيض.

Ad

وذكرت شرطة واشنطن أن المشتبه فيه يدعى إلياس رودريغيز (30 عاما) من شيكاغو، وكان يهتف «الحرية لفلسطين، الحرية لفلسطين» في أثناء احتجازه.

وتبين أن منفذ الهجوم يُعرف بنشاطه مع حزب «الاشتراكية والتحرير» الشيوعي الذي يُعرف تقليدياً بدعمه للقضية الفلسطينية.

ووسط توقعات بأن يؤجج الهجوم الجدل الدائر بواشنطن بشأن استمرار حرب غزة، ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالواقعة، معتبراً أن «جرائم القتل المروعة المرتبطة بوضوح بمعاداة السامية! يتعين أن تنتهي، الآن»، مؤكداً أنه «لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة».

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن صدمته من العملية التي تمت على يد قاتل شنيع.

وقال نتنياهو في بيان: «نشهد الثمن الباهظ لمعاداة السامية، والتحريض الجامح ضد دولة إسرائيل. الافتراءات الدموية ضد إسرائيل تتزايد، ويجب محاربتها حتى النهاية».

وفي ظل تحذيرات من احتمال شن هجوم مماثل، أصدر رئيس الوزراء تعليمات بـ«تعزيز الترتيبات الأمنية في البعثات الإسرائيلية حول العالم وأمن ممثلي الدولة»، متعهداً بـ«محاربة معاداة السامية والتحريض ضد إسرائيل دون هوادة والقضاء عليها».

وفي وقت سعى نتنياهو وشركاؤه اليمينيون المتطرفون لاستثمار الهجوم سياسياً، تسببت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية جدعون ساعر حمل فيها دول أوروبية مسؤولية إطلاق النار، بسبب معاداتها للسامية وتحريضها ضد إسرائيل واليهود منذ هجوم السابع من أكتوبر، في أزمة دبلوماسية مع فرنسا.

وبعد أن شددت عدة دول أوروبية في مقدمتها بريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا انتقاداتها ضد انتهاكات الدولة العبرية بغزة، وهددتها بإجراءات وعقوبات إذا لم تنه حصارها المطبق، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني، وتنهي عملياتها العسكرية، وصفت وزارة الخارجية الفرنسية تصريح ساعر، الذي اتهم مسؤولين وقادة أوروبيين بأنهم يحثون على معاداة السامية بأنه «تصريح شائن وغير مبرر».

وشدد الوزير الفرنسي على أن إدانة باريس للعمل الشنيع والوحشي المعادي للسامية لا لبس فيها، فيما ندد وزراء خارجية أوروبيون، في مقدمتهم البريطاني ديفيد لامي، والنرويجي إسبن بارث إيدي، بالجريمة.

وفي برلين، ندّد المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بشدّة بمقتل الإسرائيليين، مؤكدا أنه لا يوجد أي مبرر لمعادة السامية، في حين أدانت الإمارات الهجوم.