بعد ساعات من إبداء وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، تفاؤلاً حذراً بإمكان التوصل سريعاً إلى حل يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن جميع المحتجزين لدى حركة حماس، اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ مقترح الرئيس دونالد ترامب لإعادة توطين سكان القطاع الفلسطيني خارجه لإنهاء العدوان المتواصل عليه منذ 19 شهراً، معلنا خطة من 3 مراحل لإدارة المنطقة المنكوبة بعد انتهاء القتال.

ورغم التقارير المسربة عن الخلافات المتصاعدة بينه وبين ترامب بشأن عدة ملفات، قال نتنياهو، في أول مؤتمر له منذ خمسة أشهر، إن عملية «عربات غدعون»، وهي عملية الجيش الإسرائيلي البرية الموسعة داخل غزة، والتي بدأت فجر السبت الماضي، تهدف إلى «استكمال الحرب، وإنهاء المهمة» في القطاع.

Ad

ووسط تشكك خارجي وداخلي في وجود رؤية إسرائيلية رسمية بشأن مستقبل إدارة القطاع الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، زعم نتنياهو أن لديه «خطة منظمة جداً» لتحقيق الأهداف الحربية في غزة، موضحاً أن هذه الأهداف هي: «هزيمة حماس التي نفّذت فظائع السابع من أكتوبر، وإعادة جميع الرهائن، وضمان ألا تمثّل غزة تهديداً لإسرائيل».

وكشف نتنياهو عن خطة من 3 مراحل لإدارة غزة بعد الحرب، وقال إنه تم تنسيقها مع الولايات المتحدة.

وتشمل الخطة، بحسب نتنياهو، «إيصال مساعدات غذائية فورية لمنع وقوع كارثة إنسانية، وإنشاء نقاط توزيع مؤمّنة تديرها شركات أميركية وتشرف عليها القوات الإسرائيلية، وإقامة منطقة خالية من حماس في جنوب غزة لنقل المدنيين وتوزيع المساعدات فيها».

وأكد رئيس وزراء الاحتلال أن القطاع بالكامل سيكون تحت سيطرة أمنية إسرائيلية بمجرد انتهاء العملية العسكرية بهزيمة «حماس» بالكامل.

من جانب آخر، وصف رئيس الوزراء قطر بأنها «ليست دولة صديقة»، لكنه نفى تمويلها لهجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس» وأشعل فتيل الحرب الحالية.

وجاء إعلان نتنياهو شروط إنهاء الحرب وطرحه لخطة من 3 مراحل لما بعدها، وسط تصعيد ميداني.

وفي حين اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، أن نتنياهو يخاطر بعزلة دولية، وبتحمل تكلفة إدارة القطاع المدنية من تعليم وصحة وغيره، بالإضافة إلى الاستيقاظ على أنباء عن مقتل جنود إسرائيليين كل يوم، أعلنت «حماس» أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال تؤكد أنه مصرّ على تدمير فرص الإفراج عن الأسرى، ودفع المنطقة برمتها إلى الهاوية.

وعن خطة تهجير الفلسطينيين، قالت الحركة إن ذلك «يضع واشنطن أمام مسؤوليتها لتوضيح موقفها من جريمة التهجير القسري في وقت تلعب فيه دور الوساطة».

ميدانياً، قتل 54 فلسطينيا جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي المتواصل على عموم غزة اليوم، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي، توسيع نشاطه العسكري «بشكل ملحوظ» في عدة مناطق بشمال غزة، مطالباً سكان 14 منطقة بضرورة إخلائها فوراً.

في المقابل، أعلن الناطق باسم «أنصار الله» (الحوثيين) يحيى سريع استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخين، أحدهما فرط صوتي، حيث أدت عمليات الاعتراض الإسرائيلية إلى توقف الميناء الجوي الرئيسي بالدولة العبرية.

ومع تزايد الضغوط الأوروبية على تل أبيب، ذكر مسؤولون فلسطينيون أن الطحين وغيره من المساعدات الغذائية وصلت إلى بعض سكان غزة الأشد احتياجا بعد أن سمحت سلطات الاحتلال بدخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكن الكمية لا تكفي إطلاقا لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً.

واليوم، أعلن وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبورمضان أن 29 طفلاً ومسناً لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بالجوع خلال اليومين الماضيين، وأن آلافاً آخرين عرضة للخطر.