أول العمود: من المبكر معرفة نتائج زيارة الرئيس الأميركي ترامب لمنطقة الخليج العربي.

***

Ad

من أولويات الصحة العامة تحديد عبء الأمراض الأكثر انتشاراً بالمجتمع، ففي الكويت، التي قارب تعداد سكانها الخمسة ملايين نسمة، بات من المهم تحديد خريطة الأمراض المزمنة وغير السارية والوراثية، وتوظيف أموال ميزانية وزارة الصحة الضخمة، والتي بلغت في السنة المالية الحالية مليارين و689 مليون دينار، توظيفاً هادفاً لمحاصرة تلك الأمراض.

تفيد الأرقام الحديثة (2023 – 2024)، بأن الأمراض الأكثر انتشاراً في البلاد، هي: أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تتسبَّب في وفيات بنسبة 41 في المئة من المصابين بها، وثانياً مرض السرطان بأشكاله المختلفة بين الجنسين بنسبة 15 في المئة، وثالثاً مرض السكر، حيث يعاني منه أكثر من 73 في المئة من السكان، يليه مرض الخِرف الوعائي المرتبط بأمراض القلب والسكر وضغط الدم، ثم أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والأمراض النفسية.

نمط الحياة المسؤول الأول عن تفشي هذه الأمراض في الكويت، وتُرجع التحليلات الطبية إلى أن الكسل وقلة الحركة المسبِّب الأبرز لها، لذلك فإن إعادة تقييم وتوجيه الدعم المالي لصحة البشر، والذي يتخطى وزارة الصحة لوزارات وهيئات أخرى معنية، بات مهماً جداً، إذ إنه من المُستغرب أنه لا يوجد نادٍ صحي في كل منطقة بالكويت واهتمام كبير بمسارات رياضة المشي مع كل منطقة جديدة، وإعطاء مسألة الإعلان التجاري في الأماكن العامة نسبة للجانب الصحي، وتكثيف برامج التوعية في المستوصفات والمراكز الصحية، وتجنيد البرامج الإعلامية لإظهار قصص النجاح والتشافي، إذ إن القاعدة العامة في سياسات الصحة العامة تعتمد على الوقاية أولاً.

مؤسف جداً أن نتلقى، وبشكل متواتر، أخباراً عن وفيات شباب بأمراض السرطان والقلب بأعداد متزايدة، إذ يجب أن تُحاط الصحة العامة للسكان بأهمية قصوى، لأنها جزء رئيس من اقتصاد الدولة وجهود التنمية التي تُصرف عليها مليارات الدنانير سنوياً.