وإذا البشائرُ لم تَحِن أوقاتها

فلِحكمةٍ عندَ الإله تأخرتْ

Ad

سيسُوقها في حينها فاصبر لها

حتى وإن ضاقتْ عليكَ وأقفَرتْ

تجري دموع اليأسِ منكِ وربما

عند الصباحِ ترى البشائر أنورَتْ

فغداً سيجري دمع عينك فرحةً

وترى السحائب بالأماني أمطرَتْ

وترى ظُروفَ الأمسِ صارت بلسَماً

وهي التي أَعيَتْك حينَ تعسّرتْ

وتقولُ سبحانَ الذي رفعَ البلا

مِن بعد أن فُقد الرجاءُ تيسرتْ

أبيات شعرية في غاية الروعة، نسبت للشاعر أحمد شوقي، ولكن هناك من أكد أنها للشاعر السعودي د. ماجد عبدالله، وآخر قال إنها للشاعر محمد بن عثمان القويضي، الجميل أن ناظم هذه الأبيات حرص على بث روح الأمل في نفوس من يئسوا ونفد صبرهم، عندما تأخر عليهم انفراج أزمة يمرون بها.

إلا أن الصبر مفتاح الفرج، وهذا ما آمن به الشاعر فسطّره في هذه الأبيات المليئة بالحكم، والتي تحث على الصبر وانتظار البشائر الآتية متى حان وقتها، فهي كالزهور لن تتفتح قبل أوانها، فليطمئن كل صاحب حاجة، فرحمة الله واسعة، ‏فهي كالزهر لم تُؤذَنْ أواقِتُها فهي تنتظر النسيمَ ليُفشيها.

وتمسكُ السرَّ في الأكمامِ صوناً

حتى يُناديها الدَّعاءُ فتُثمِرُ

المتنبي حث هو الآخر على الصبر، فقال هذا البيت الحكمة:

وإذا كانت النفوس كباراً

تعبت في مرادها الأجسامُ

وهذا بيت جميل يصب معناه فيما سبق:

انتظر.. فكل شيءٍ يأتي بوقته

كما الوردُ يُنبِتُّهُ الفجرُ وينشرُه

فالصبر فضيلة تعين على التغلب على مصاعب الحياة، وقد ذكره الله في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ»، و«إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ».

فلنتذكر صبر النبي أيوب على ما ابتُلي به فعوّضه الله خيراً بأحسن مما فقده، فقد أعاد الله له جماله وماله ومثله معه، ورزقه من الولد ضعف ما كان عنده. ويونس الذي عاش طويلاً في بطن الحوت فصبر، فجازاه الله على صبره، وعوضه بأن أعاده إلى قومه وهو معافى، فوجدهم قد تابوا وأسلموا. وصبر يوسف على الظلم وابتلائه بالسجن فأصبح أميناً على خزائن الأرض ووزيراً ذا مكانة وسلطان.

فالصبر مفتاح الفرج، وإن بعد العسر يسراً، فهذا ما وعد الله به الصابرين، ولا راد لوعد الله.