تراكم البلاستيك على شكل نفاية صلبة كان ومازال أمراً حتمياً نظراً للتوسع في الاستهلاك والزيادة في الطلب، خصوصاً فيما يتعلق بالمواد الحافظة للأغذية والمنتجات الاستهلاكية.
تطور اللدائن الطبيعية وعليه البلاستيك المصنع أمر بدأ منذ زمن بعيد وبدأت الصناعات البلاستيكية في أخذ شكل جاد مطلع ثلاثينيات القرن الماضي ليصل الحال إلى عرض وطلب بمئات لملايين الأطنان سنوياً، ومنذ ذلك الحين والإنسان في اعتماد متزايد على المواد من هذا النوع.
غير أن هناك حادثتين يفصل بينهما سنوات طوال جعلت من إدارة النفايات البلاستيكية أمراً يأخذ مجرى مغايراً مع الأحداث والأيام خصوصاً فيما يتعلق بالتحلل البيولوجي لها.
ففي عام 1975 لاحظ مجموعة من العلماء الباحثين أن بكتيريا flavobactrium بدأت تتحلل وتتغذى في برك مياه الصرف على مادة بلاستيك النايلون.
وفي عام 1997 لاحظ عدد من المستهلكين أن الحشرات والديدان بدأت تتغذى على لفافات وغلافات منتجات الشكولاتة.
ومن هنا بدأ العلم والبحث العلمي بأخذ منحى جاد في معرفة بكتيريا أحشاء الديدان والحشرات وتلك الإنزيمات وقدرتها على تفكيك البلاستيك بأنواعه وأشكاله وتصنيفه مع الأيام إلى شعب مختلفة.
تتغذى هذه الديدان والبكتريا وهي على شكل يزيد على عشرة أنواع مختلفة على البلاستيك في تفاعل حيوي ينجم عنه الماء وثاني أكسيد الكربون كأي تحلل حيوي، والجميل في الأمر أن مثل هذا الأمر المركب يصلح لأنواع عدة من البلاستيكات، وأصناف مختلفة.
والجميل في الأمر الآن أن الباحثين بدأوا أخذ المسألة على منحى اقتصادي جاد جداً بحيث يتم استزراع عدد من الحشرات والديدان بغية هذا الأمر تحديداً ألا وهو إدارة النفايات.
والأهم من هذا أن العمل على التحلل الحيوي ينطبق على مبادئ الاقتصاد الدائري الأخضر، فعوضاً عن رمي مستهلكات الإنسان على شكل نفاية يمكن لنا أن ننفي وجود الاقتصاد الخطي، وأن نعمل على إعادة تدوير النفايات البلاستيكية من خلال الديدان لإنتاج الكيماويات الأصلية للبلاستيك ذاته في حلقة تامة تغلق أي مشاكل بيئية أيضاً.
استخدام الديدان والحشرات لإدارة النفايات ليس أمراً خالياً من المشاكل والأمور التي تشكل عوائق لتطبيقها بشكل موسع، فتغذية الديدان والحشرات على المواد البلاستيكية ليتس إلا أمراً منافياً لطبيعتها وفطرتها السليمة، وهو الأمر الذي يغير من عاداتها التغذوية بشكل ملحوظ من المختصين.
هذا بالطبع ناهيك عن الأثر الذي تتركه الحشرات والديدان من بعد أن تتكسر هذه البلاستيكات مع الزمن لينجم عنها شظايا متناهية الصغر تشكل خطراً بيئياً كبيراً.
هذا كله لا ينفي مسألة أن مثل هذه الأفكار قد تكون ناجعة لمبادرات وشركات صغرى ومتناهية الصغر يتم الاستفادة منها على منحيين، الأول يكون بحثياً والثاني اقتصادياً يمكن تطبيقه على الحيازات الزراعية والمزارع لإتمام مبادئ الزراعة المستدامة.
وقد يكون هذا الأمر أيضاً له من المنافع الشيء الكثير في تنوع موارد ومصادر دخل الدولة أيضا. والله كريم وهو المستعان.
على الهامش: تندر العالم على الصورة التي نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ أيام في غضون انعقاد الكونكليف في الفاتيكان وهي صورة له بملابس الباباوية.
هذا فقط ليخرج علينا انتخاب أول بابا كاثوليكي أميركي/ ليو الرابع عشر بعدها بأيام.
نحن نعيش في زمن الإشارات والإيحاءات ولكن من منا نبيه لـ «يلقطها وهي طايرة»؟