في عالم كرة القدم الكويتية، هناك قاعدة ذهبية «المنافسون يتبدلون، ونادي الكويت باقٍ في المنافسة كالدهن اللي ما يروح حتى بالغسيل الساخن!».
فعلى مدى أكثر من 20 سنة، تغيرت الوجوه، تبدلت الأسماء، مرة العربي يظهر، ومرة القادسية «يزعل»، لكن «الأبيض» حاضر، لا يتأخر، يعود كأن شيئاً لم يكن، رغم أن حاله لا يختلف عن حال بقية أندية العالم، فقد يسقط موسماً أو يتأخر شوطاً أو يخفق في بطولة، إلا أنه سرعان ما يلملم جراحه، يعالج عيوبه، ويعود إلى الواجهة منافساً عنيداً لا يتنازل بسهولة.
ما السر؟ لا سحر ولا شعوذة، بل إدارة تعرف من أين تؤكل الكتف، تدير الأمور كأنها شركة، لا جمعية تعاونية. استقرار فني، تخطيط طويل الأمد (نادر محلياً)، دعم مالي لا «ينشف» في أول تعثر، وصفقات محسوبة، مو «واحد يابوه لأنه جاره المحترف مقترح اسمه».
بينما على الجانب الآخر، القادسية «يا حسرة»! كان نداً لا يُقهر، وتحول إلى نادٍ يبحث عن نفسه في أرشيف التسعينيات، وكل موسم يبدأ بـ «عودة القادسية»، وينتهي بـ «نبحث عن مدرب مناسب»، ثم العربي، الفريق الذي لا يُمل من مشاهدته لأنه دائماً صاحب مفاجآت، إما أسد يلتهم الجميع، أو حمامة سلام توزع النقاط بالتساوي! في حين بقية الأندية الوضع «يكسر الخاطر»، في كل مرة وقبل انطلاق الموسم وعود وجعجعة من غير طحين، استعدادات وتصريحات لانتظار أداء مغاير وفريق منافس، وفي الآخر لوحة قبيحة و«من غير برواز».
نادي الكويت ببساطة يلعب بثبات، لا يتأثر بـ«هوا الشمال» ولا «موجة تغيير»، يعرف أن الاستمرارية مفتاح البطولات، أما الآخرون فكل موسم هو مشروع إعادة إعمار، تغييرات فنية وإدارية وكأنهم في برنامج «ديكور بيتك»، لا في نادٍ يفترض أن يدار بعقلية احترافية متمرسة، والغريب أن الجماهير حفظت القصة «القادسية يحتاج وقت»، و«العربي في مرحلة بناء»، و«الكويت جاهز من زمان»، والبقية في خبر كان.
وفي كل بطولة، تعود القصة نفسها، كأننا نشاهد مسلسلاً تركياً، نعرف نهايته من الحلقة الأولى الكويت طرف وننتظر من ينافس.
المؤكد أن نادي الكويت يظهر نموذجاً ناجحاً في الإدارة والتخطيط، مما يساهم في تحقيق استقرار فني وإداري ينعكس إيجاباً على أداء الفريق. في المقابل، يحتاج البقية إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم والعمل على تحقيق الاستقرار والتخطيط السليم للعودة إلى المنافسة بقوة.
بنلتي
لو أن الدوري الكويتي كان اختباراً للثبات والاستقرار، لكان نادي الكويت هو الطالب المثالي، والقادسية والعربي طلاب «مناوبة»، يحضرون حصة ويغيبون عن ثلاث، أما البقية فحدث ولا حرج، والدرس المستفاد: البطولات لا تُكسب بالحنين للماضي، بل بالخطط والقرارات، لا بالشعارات و«كلنا راجعين».