قيل في الماضي إن إتقان فنون الإدارة... كالإبحار وسط عاصفة في بحر متلاطم الأمواج... فتتسابق استراتيجيات البقاء وتحديد المسار... كسباق الأقلام في تفسير وتحليل النظم الإدارية بمؤسساتها وبكل أنماطها... فتنطلق الأصوات منادية بالتطورات السريعة والتغييرات المتتالية... رافعة شعار احتضان أهل الابتكار والإبداع... ثم تصطدم بالأنظمة الإدارية المتعددة الطبقات والعمل الروتيني، والذي لا يخرج من إطار إنجاز المعاملات والخدمات، وبالتالي تزحف مركزية واحتكار اتخاذ القرارات المهمة لتصبح نمطا إداريا فيجد ذلك النمط قبولا لدى البعض بحجة المحافظة على حماية الكيان الإداري من البطء والفوضى... وهنا تبرز أهمية الاستثمار في النمط الإداري المتجدد، والذي يتفاعل إيجابيا مع المتغيرات.
أقول ذلك بعد متابعتي لما يجري من تطورات في «لغة المهارات»، والتي أصبحت مسموعة دوليا... فهل تنحني أمامها البيروقراطية رغبة في تحقيق حلم صعب المنال؟... ذلك الحلم هو خلق بيئة محفزة يشعر بها الموظف أنه حر في الاختيار وتجربة أسلوب حديث خارج إطار التخطيط... وطرح فكر تصميمي مبتكر... وفتح الباب أمام الابتكار باستخدام سبل الذكاء الاصطناعي... وقبل أن نصحو من ذلك الحلم... علينا أن نتذكر الواقع... حاجتنا إلى التخلص من متلازمة فوبيا التغيير، والحاجة إلى تحويل الأفكار المدرجة في إطار الابتكار إلى قيمة حقيقية والاستفادة منها بأسلوب مُجد اقتصاديا... وللحديث بقية.
كلمة أخيرة... ينطلق ماراثون قيادة الدراجات الهوائية سنويا... ولكن لم نسأل أنفسنا... ما سر غياب الحارات الخاصة لقيادة الدراجات الهوائية؟ لماذا لا يتم تحديد مكان كجزء من جسر جابر على سبيل المثال أسبوعيا فقط لممارسة رياضة المشي وقيادة الدراجات؟