عشية تحدثه مع نظيره الصيني شي جينبينغ لبحث مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، تسريع وتيرة تشييد الغواصات النووية والسفن الحربية الجديدة والعمل على زيادة عددها، في وقت عكفت إدارة غريمهما الأميركي جو بايدن على تحجيم قدرة إيران على إنتاج وتسليم الطائرات المسيّرة لاستخدامها في تأجيج حرب أوكرانيا.

وأكد بوتين، خلال مراسم رفع العلم على الغواصة النووية «جنرال سوفورف» والسفينة «غراد» المزودة بصواريخ قصيرة المدى، أنه سيعمل على تدريب البحارة على أساس الخبرة المكتسبة من العملية العسكرية الخاصة، وأن روسيا ستبذل قصارى جهدها لحماية مصالحها في محيطات العالم.

Ad

وقال بوتين: «أؤكد أننا سنزيد وتيرة وحجم بناء السفن من مختلف الأنواع، وتجهيزها بأحدث الأسلحة، وإجراء التدريبات العملياتية والقتالية للبحارة، مع مراعاة الخبرة المكتسبة، بما في ذلك من العملية العسكرية الخاصة. والقيام بكل ما هو ضروري لضمان أمن روسيا بشكل موثوق، وحماية مصالحنا الوطنية في محيطات العالم».

وشارك بوتين في رفع العلم على الغواصة النووية «الإمبراطور ألكسندر الثالث»، قائلاً: أشير إلى أنه سيتم بناء أربع غواصات أخرى في إطار برنامج التسلح الحكومي الحالي. وهذا سيضمن أمن روسيا لعقود قادمة. مبيناً أن حاملات الصواريخ النووية، التي يجري تصميمها وبناؤها، ليس لها نظائر في العالم في كثير من النواحي، وأن الغواصات والسفن السطحية الجديدة مزودة بأنظمة ملاحة واتصالات وصوتيات حديثة، ومجهزة بأسلحة عالية الدقة وروبوتية الأنظمة.

وأضاف بوتين أن غواصة «جنرال سوفورف» مزودة بصواريخ «بولافا» التي تزيد من قدرات القوات البحرية النووية، مشيراً إلى أن سفينة «غراد» هي من ضمن مشروع الجيل الجديد من السفن التي أثبتت كفاءتها العالية في المهمات القتالية في سورية وفي العملية الخاصة.

جينبينغ وبايدن

في هذه الأثناء، صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن بوتين سيناقش عبر تقنية الفيديو اليوم العلاقات الثنائية والمشاكل الإقليمية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال اتصالات مغلقة غداً. وحدد بيسكوف أن أول تبادل للتصريحات سيكون علنياً، ثم تستمر المحادثة خلف الأبواب المغلقة لمناقشة قضايا مشتركة بروح شراكة استراتيجية حقيقية.

يأتي ذلك في وقت كشف تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أن إدارة بايدن تنشط للحد من قدرة «إيران على إنتاج وتسليم الطائرات المسيرة إلى روسيا والتي تستخدمها في الحرب في أوكرانيا».

وأوضح التقرير، أن هذه الجهود تعتبر استمراراً لمساعي الولايات المتحدة المستمرة لقطع وصول «التكنولوجيا النووية» إلى طهران.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط قولهم، إن برنامجاً «أميركياً موسعاً يهدف إلى خنق قدرة إيران على تصنيع الطائرات المسيرة»، بما يحد من استخدامها من قبل موسكو في معاركها ضد كييف.

هجمات جوية

ميدانياً، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية «جسماً مجهولاً» بالقرب من ساراتوف على بعد 500 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، بعد ثلاثة أيام من ثاني هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى في قاعدة إنجلز الجوية.

وأعلنت الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرتين أوكرانيتين ومروحيتين وراجمة صواريخ من طراز «هيمارس» في دونيتسك خلال يوم، وسط استمرار تقدم وحداتها على محور دونيتسك.

وأعلنت أوكرانيا وقوع موجة جديدة من الضربات الصاروخية الروسية في مدن عدة من بينها كييف. وقالت القوات الجوية إن روسيا تواصل هجوما ليلياً شنته بطائرات مسيرة «من اتجاهات مختلفة» بصواريخ كروز تنطلق من الجو والبحر.

وأضافت أنه ربما فُعّلت أنظمة الدفاع الجوي في جميع الأنحاء. وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك إن أكثر من 120 صاروخاً أُطلقت على أوكرانيا. وقال القائد الأعلى للجيش الجنرال فاليري زالوجني: «بحسب معطيات أولية، أطلق 69 صاروخاً في المجموع. وأسقط 54 صاروخ كروز تابعاً للعدو».

وحُرمت لفيف كبرى مدن الغرب الأوكراني، من الكهرباء بنسبة 90 في المئة، إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع البيلاروسية، أن وسائط الدفاع الجوي التابعة لها، أسقطت صاروخاً أوكرانياً أطلق من منظومة «إس 300»، التابعة للسلطات الأوكرانية.

وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وسائل إعلام بيلاروسية، بسقوط صاروخ أوكراني من منظومة «إس- 300» تابعة لنظام كييف، داخل الأراضي البيلاروسية.

ونقلت وكالة «بيلتا» البيلاروسية للأنباء، أنّه تم تسجيل سقوط صاروخ أوكراني من منظومة «إس-300» على أراضي بيلاروسيا اليوم (أمس)، لافتة إلى أنّه «بين الساعة 10 وال 11 صباحاً سقط صاروخ قادم من أراضي أوكرانيا، حيث تم إبلاغ رئيس الدولة على الفور بالحادث».